Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضغط النفسي يؤدي الى ظهور الشيب المبكر

يعتبر باحثون إن الدراسة "تضع الأسس العلميّة لفهم كيفيّة تأثير الضغوط النفسية في أنسجة الجسم وأعضاء أخرى منه"

الممثل جورج كلوني في صورة تظهر مدى غزو الشيب شعره (غيتي)

يعتبر عدد من العلماء أنّهم اكتشفوا "دليلاً جديداً" يوضح كيف يمكن أن يؤدِّي الضغط النفسي الحاد إلى ظهور الشيب قبل الأوان.

أجرى فريق من الباحثين في جامعة "هارفارد" في ولاية "ماساتشوستس" الأميركيّة الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلميّة البريطانية "نيتشر"، بينما كان الباحثون يقيّمون الألم الذي عانت منه مجموعة فئران بعدما حُقنت بمادة "ريزينيفيراتوكسين" السامة، اكتشفوا أنّ فراء هذه القوارض تحوّل إلى اللون الأبيض في غضون أربعة أسابيع. ودفعهم ذلك إلى التعمّق أكثر في دراسة الدور الذي يؤديه الضغط النفسي في تسارع وتيرة ظهور الشيب.

هكذا، عرّض العلماء الفئران لأنواع متنوِّعة من عوامل الضغط، من بينها الألم والإجهاد النفسيّ والتعرض للكبح. وتبيّن أن كل نوع من الضغوط يؤدي إلى نضوب عدد من الخلايا الجذعيّة الصبغية (الميلانينيّة). يُذكر أنّ هذا النوع من الخلايا، الذي لا تخلو منه أيّة واحدة من بصيلات الشعر، ينتج صبغة الميلانين التي تحدِّد لون الشعر. معلوم أنّ مخزون المرء من الخلايا الصبغية يتناقص بمرور الزمن، ما يؤدي إلى تحوّل لون شعره إلى الرمادي أو الأبيض مع تقدّمه في العمر.

صحيح أنّ البحوث السابقة أظهرت وجود علاقة بين الضغط النفسي والشيب المبكر، غير أنّ الآلية البيولوجيّة الدقيقة التي تفضي إلى ذلك لم تتوضّح تماماً.

ولاحظ الباحثون في جامعة "هارفارد" خلال دراستهم أنّ الضغط الذي كانت الفئران تعاني منه أدّى إلى تنشيط ما يعرف بالجهاز العصبيّ الوديّ، الذي بدوره تسبّب في إطلاق الناقل العصبيّ نورادرينالين، الهرمون المسؤول عن نقل المعلومات بين الخلايا العصبيّة.

واكتشف الفريق أنّ إطلاق النورادرينالين تسبّب في "تحرّك" الخلايا الجذعيّة الميلانينيّة بعيداً عن بصيلات الشعر، ما أدى إلى تحول لون الشعر رمادياً.

وقالت الدكتورة يا تشيه شو، وهي بروفيسورة في علم الأحياء التجديديّ في جامعة "هارفارد" وعضوة رئيسة في فريق البحث، إن الدراسة "تضع الأسس العلميّة لفهم كيفيّة تأثير الضغوط النفسية في أنسجة الجسم وأعضاء أخرى منه".

وأضافت أن " فهم الطريقة التي تتغيّر بها أنسجتنا في خضمّ مواجهتنا الضغوط يمثِّل الخطوة الدقيقة الأولى نحو علاج نهائيّ يمكن أن يوقف التأثير الضار للتوتر أو يقلِّصه.. ولكن لا يزال أمامنا الكثير لنتعلّمه في هذا المجال".

وفضلاً عن تقييم تأثير إطلاق الناقل العصبيّ نورادرينالين، وجد الباحثون أيضاً أنّ الإجهاد النفسي الذي واجهته الفئران، حمل جينة معيّنة على التسبّب في ظهور بروتين يسمى "سيكلين".

وعندما حُقنت الفئران بعقار يعرقل عملية تكوين "سيكلين"، لم يتحوّل فروها إلى اللون الأبيض.

وعن أهمية هذا الاكتشاف، قال الدكتور تشياغو ماتر كونا الذي شارك في الدراسة وهو باحث في "مركز أبحاث الأمراض الالتهابيّة" في ساو باولو بالبرازيل، إن " هذا الاكتشاف يدلّ على أنّ بروتين سيكلين يشارك في عمليّة الشيب الذي يغزو الشعر، ويمكن أن يشكِّل لاحقاً هدفاً علاجيّاً... لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيصبح هدفاً فعلياً ذات يوم في العيادات الطبيّة، لكنّ الأمر يستحق المضي قدماً في استكشاف المزيد".

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون إنّ النتائج التي توصلوا إليها ربما لا توفّر علاجاً للشعر الرماديّ، ولكنّها على الرغم من ذلك تبقى مهمة في المساعدة على فهم كيفية تأثير الضغط النفسي في أعضاء مختلفة من الجسم.

© The Independent

المزيد من صحة