فيروس كورونا يشغل العالم بأسره، ومنظمة الصحة العالمية تتحرك لمواجهة مخاطر هذا الوباء الذي لا يبشر بالخير أبداً، وضحاياه إلى ازدياد مع توالي الأيام.
وفي هذا الإطار، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم مساء الأحد 26 يناير (كانون الثاني) 2020 إنه في طريقه إلى بكين لإجراء محادثات مع مسؤولي الصين وخبراء الصحة حول تفشي فيروس كورونا الجديد.
"تعزيز الشراكة"
أضاف أدهانوم على تويتر أنه يريد "تعزيز الشراكة" مع الصين "في ما يتعلق بتوفير مزيد من الحماية في مواجهة هذا التفشي".
وكانت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها قالت إن رؤساء تحرير كبرى المطبوعات العلمية اتفقوا على إرسال أي أبحاث عن فيروس كورونا الجديد إلى المنظمة قبل نشرها، وذلك بعد موافقة الفرق البحثية، وأضافت المنظمة أن ذلك سيساعدها على التقييم والتوجيه.
الصين تعزز إجراءاتها... والحصيلة 80 وفاة
في هذا الوقت، أفادت لجنة الصحة الوطنية في الصين في بيان على موقعها الإلكتروني بأن عدد الوفيات بالصين نتيجة فيروس كورونا الذي تم اكتشافه نهاية العام الماضي ارتفع إلى 80 شخصاً، كما زاد عدد الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس إلى 2744 حالة بحلول 26 يناير.
وعززت بكين القيود على التنقل سعياً منها لكبح انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي خلف 80 وفاة حتى اللحظة، وعزلت مقاطعة هوباي التي يتفشى فيها المرض الفيروسي في وسط البلاد في عملية غير مسبوقة تؤثر على عشرات الملايين من السكان.
وأعلن مسؤولون كبار في القطاع الصحي الصيني أن "قدرة تفشي الفيروس تعززت" حتى لو أنه لا يبدو "بشدّة السارس" وهو نوع آخر من فيروس كورونا أودى بحياة المئات في مطلع الألفية الثالثة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الوضع "خطير"
وفي تطور لافت، زار رئيس الوزراء الصينيّ لي كه تشيانغ، الإثنين مدينة ووهان، بؤرة فيروس كورونا المستجد، وظهر رئيس الوزراء في صور رسمية، مرتدياً معطفاً بلاستيكياً أزرق وقناعاً باللون نفسه، خلال زيارة له إلى المدينة تهدف إلى "التحقيق وتوجيه" جهود السلطات لاحتواء الفيروس.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ أقرّ بأنّ الوضع "خطير"، محذّراً من "تسارع" انتشار الوباء الذي ظهر في ديسمبر (كانون الأول) في مدينة ووهان في وسط البلاد.
"غير الضرورية"
ومُنعت حركة السير "غير الضرورية" في وسط المدينة التي تشهد هدوءاً غير معتاد، وفق ما أفاد فريق وكالة الصحافة الفرنسية، ويقوم سائقون متطوّعون وظّفتهم السلطات، بنقل المرضى إلى المستشفيات مجاناً، لكن عند الوصول، يتبيّن أن هناك فوضى عارمة، إذ إنه ينبغي على المرضى الانتظار ساعات ليعاينهم طبيب وليعرفوا ما إذا كانوا مصابين أم لا.
وتخضع ووهان ومنطقتها إلى الحجر الصحي منذ الخميس بهدف الوقاية من انتشار المرض، وفي المجمل، ثمة 56 مليون شخص مقطوعون عن العالم.
الفيروس يغزو العالم
وسُجّلت إصابات بالفيروس في أوروبا وأستراليا، وأُعلن عن الاشتباه بإصابة شخص في كندا.
وفي الولايات المتحدة، حيث تم تأكيد وجود ثلاث إصابات، أُعلنت واشنطن عن تنظيم مغادرة موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها العالقين في ووهان، آملةً في أن تقلع الثلاثاء الرحلة التي ستقلهم، وتتواصل دول أخرى مع بكين لإجلاء رعاياها، لاسيما فرنسا، وثمة 500 فرنسي يقطنون في ووهان.
معدل الوفيات ضئيل
وتشير الدراسات حول الإصابات الأولى إلى أن معدل الوفيات جراء الفيروس ضئيل جداً، ويعتبر البروفسور الفرنسي يازدان يازدانبانا وهو خبير لدى منظمة الصحة العالمية ويتكفّل بعلاج مصابين بالفيروس في فرنسا، أن معدّل الوفيات "هو حتى الآن أقلّ من خمسة في المئة"، بينما كان معدّل وفيات فيروس "سارس" (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة) أحد أنواع فيروسات كورونا الذي بدأ أيضاً في الصين في عامي 2002 و2003، 9,5 في المئة.
وبالنسبة للخبير في الأمراض المعدية في جامعة ووهان غوي شيين، فإن عدد الإصابات يمكن أن يبلغ "ذروته" نحو الثامن من فبراير (شباط) قبل أن يبدأ بالتراجع.