Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقوبات أميركية تطال شركات صينية لتعاملها مع إيران

العزلة الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والردع العسكري استراتيجية ترمب في التعامل مع طهران

ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا" في مياه البحر المتوسط (أ.ف.ب)

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شركات صينية كسرت الحصار المفروض على قطاع البتروكيماويات الإيراني عبر تحويلها لمئات الملايين من الدولارات لصالح شركة النفط الإيرانية. العقوبات الأميركية الجديدة التي أعلنت الخارجية الأميركية فرضها منذ أيام، هي جزء من حملة الضغط الاقتصادي القصوى التي تقودها الإدارة الأميركية لحرمان النظام الإيراني من كافة مصادر الدخل حيث تتهم أميركا  التمويلات الإيرانية بزعزعة الاستقرار في المنطقة.

والسؤال هنا كيف ستكون ردة الفعل الصينية تجاه العقوبات الأميركية الجديدة التي طالت شركات صينية عملاقة، خصوصا بعد أن وقّعت الولايات المتحدة والصين أخيرا "المرحلة الأولى"، من اتفاق تجاري قد يقود لوقف نزيف حرب تجارية مشتعلة بين أكبر اقتصادين في العالم على امتداد العامين الماضيين.

وزارة  الخارجية الأميركية أعلنت، في بيان لها  يوم الجمعة، عن فرض عقوبات على عدد من الشركات الصينية من بينها شركة شندونغ كيوانغا المحدودة للبتروكيماويات، وشركة ريليانس للبتروكيماويات، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، وشركة جياكزانغ إندستري هونغ كونغ المحدودة لمشاركتها في صفقة كبيرة لشراء منتجات بتروكيماوية من إيران بغرض الاستحواذ عليها أو بيعها أو نقلها، كما طالت العقوبات أيضا المديرين التنفيذيين في تلك الشركات على بياندريان، المدير العام لشركة "تريليانس للبتروكيماويات"، وزهيكينغ وانغ، رئيس مجلس إدارة "شندونغ كيوانغا المحدودة للبتروكيماويات" وممثلها القانوني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية أيضا شركة تريليانس للبتروكيماويات، وشركة سايج إينيرجي هونغ كونغ المحدودة من هونغ كونغ، والشركة الصينية "بيكفيو إندستري على لائحة العقوبات لتقديمها الدعم لشركة النفط الإيرانية الوطنية، وتتهم الخزانة الأميركية هذه الكيانات بتحويلها مشتركة مئات الملايين من الدولارات إلى شركة النفط الوطنية الإيرانية، التي لعبت دورا فعالاً في تمويل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمجموعات والميليشيات الإرهابية التي تدعمها إيران في الشرق الأوسط على حد قول الخزانة.

مايك بامبيو وزير الخارجية الأميركي، قال في بيان، إن هذه الكيانات المستهدفة استمرت في تسهيل صادرات إيران من البتروكيماويات والنفط مخالفة العقوبات الأميركية. ووجه بومبيو تحذيراً صريحاً للشركات والأفراد العاملين في قطاع البتروكيماويات حول العام من مغبة محاولة كسر الحصار الأميركي المفروض على قطاع البتروكيماويات الإيراني.

وأكد بومبيو التزام إدارة الرئيس ترمب بإحكام عقوباتها المفروضة على إيران متهماً النظام فيها باستغلال إيراداته من صناعاته البترولية والبتروكيماوية لتمويل نشاطات تزعزع الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن بلاده ستعاقب أي كيان أو فرد يسهل مثل هذه التجارة. وقال وزير الخارجية الأميركي يجب على النظام الإيراني أن يكف عن تلك الأنشطه وإلا سيظل يواجه المزيد من الضغوط الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية. مؤكداً أن العقوبات الأميركية ستبقى سارية إلى أن تغير إيران سلوكها، على حد قوله.

وكان الرئيس روحاني، اعترف أخيراً  بأن الولايات المتحدة حرمت النظام الإيراني من نحو 200  مليار دولار خسائر في الدخل والاستثمار الأجنبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استعادة الردع... النموذج الإيراني

وزير الخارجية الأميركي كان قد صرح خلال مناقشة سياسية جمعته مع طلاب جامعة ستانفورد حملت عنوان "استعادة الردع.. النموذج الإيراني"، كشف فيها عن أن إدارة ترمب تستهدف وقف 100% من عائدات النفط الإيراني، حيث قال إن الضغوط الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترمب تستهدف وقف ما يقرب من 80% من عائدات النفط الإيراني. ونحن مصمّمون على الوصول لنسبة الـ20% المتبقية.

بومبيو خاطب طلاب جامعة ستانفورد بالقول، "الرئيس ترمب ونحن الذين في فريقه للأمن القومي نقوم بإعادة الردع  ضد إيران. في مصطلحات الاستراتيجية، الردع يعني ببساطة إقناع الطرف الآخر بأن تكاليف سلوك معين يسلكه إنما تتجاوز فوائده. وهذا يتطلب مصداقية؛ بل في الواقع، يعتمد عليها. فخصمك يجب أن يفهم ليس فقط أن لديك القدرة على فرض التكاليف ولكنك، في الواقع، على استعداد للقيام بذلك، وكما قال أحد علمائكم هنا، فيكتور ديفيس هانسون، "من الصعب خلق الردع، ولكن من السهل خسارته".

وزير الخارجية الأميركي انتقد كيفية تعامل الحكومات الأميركية السابقة مع الإيران على امتداد العقود الماضية قائلا، "دعونا نكون صادقين. على مدار عشرات السنين، لم تفعل حكومات الولايات المتحدة من كلا الحزبين السياسيين ما يكفي من الردع  تجاه إيران للحفاظ على سلامتنا جميعاً". وانتقد بومبيو أيضا ما سماه بخطة العمل الشاملة المشتركة نفسها (الاتفاق النووي)، قائلاً، إنها جعلت الأمور أسوأ، ومكّنت النظام في إيران من خلق الثروة، وفتحت مصادر تتدفق منها الإيرادات المالية لبناء شبكات الميليشيات الشيعية، وهي الشبكات ذاتها التي قتلت أميركياً وفرضت مخاطر هائلة على السفارة الأميركية في بغداد على حد قوله.

 وأضاف، "بدلا عن عرقلة تلك الجهود، وُضع اتفاق إيران على مسار واضح نحو سلاح نووي أيضاً، وهو أمر بدأ الرئيس ترمب تصريحاته بقوله إنه لن يحدث أبداً أنظارنا. إذن، ما الذي فعلناه؟ لقد قمنا بترتيب حملة تتألف من العزلة الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والردع العسكري"، من أجل أولاً، حرمان النظام من الموارد، التي يحتاجها لممارسة نشاطه الخبيث في جميع أنحاء العالم. وثانياً، نريد فقط أن تتصرف إيران كدولة طبيعية".

بومبيو قال إن الولايات المتحدة تستمتع الآن بكونها في وضع قوي تجاه إيران. مؤكداً أن هذا الوضع في أحسن حالاته على الإطلاق، مشيراً إلى أن إيران لم يسبق لها أن تدنت إلى هذا الوضع الذي هي عليه الآن على حد وصفه.

بومبيو أكد على أن إدارة ترمب أعادت تأسيس الردع، واعترف أن هذا الردع لن يكون له صفة الدوام في ظل التهديدات الإيرانية القائمة، قائلاً، نحن مصمّمون على ألا نفقد هذا الرادع.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد