Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"هدى مثنّى"...لا ينفع الدم

ترامب "أمرتُ وزير الخارجية مايك بومبيو، وهو موافقٌ تماماً، بعدم السماح بعودة هدى مثنّى إلى البلاد" من سجنها شمال شرق سوريا

صورة غير مؤرخة تظهر هدى مثنى، ولن تسمح الولايات المتحدة بعودتها إلى أراضيها بعد التحاقها بتنظيم داعش في سوريا (أ.ف.ب)

السلطات البريطانية جرّدت "عروس داعش" "شميما بيغوم" من جنسيتها، رافضة عودتها إلى بريطانيا، والولايات المتحدة تؤكد منع عودة "هدى مثنّى" من سوريا إلى أراضيها، فأين المفرّ؟ "شميما بيغوم" و"هدى مثنّى"...اسمان من بين مئات الأشخاص الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية لا سيما مع قرب الإعلان عن هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في آخر جيب يسيطر عليه شرق سوريا، ترفضهم بلدانهم خوفاً من إمكان إثارتهم اضطرابات لدى عودتهم. فالرئيس الأميركي الذي طلب منذ أيام من الحلفاء الأوروبيين "استعادة أكثر من 800" من مقاتلي داعش الذين أُسروا في سوريا وإحالتهم على المحاكمة، هو نفسه اليوم يأمر بمنع عودة الإرهابية "هدى مثنّى" من سوريا إلى الولايات المتّحدة. وقال ترامب في تغريدة "أمرت وزير الخارجية مايك بومبيو، وهو موافق تماماً، بعدم السماح بعودة هدى مثنّى إلى البلاد" من سجنها في شمال شرق سوريا. وكانت واشنطن، التي تسعى إلى إعادة إرهابيين أجانب معتقلين في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم لمحاكمتهم فيها، ذكرت سابقاً أنّها تدرس قضية "مثنّى" المعتقلة لدى الأكراد في سوريا.

"هدى مثنّى" ترغب في العودة...ولكن؟

في المقابل، أكّد حسن شلبي محامي "هدى مثنّى"، بُعيد تغريدة ترامب، أنّ موكلته مواطنة أميركية مولودة في نيوجرسي، مناقضاً بذلك إعلان واشنطن أن الشابة المولودة في الولايات المتحدة ليست مواطنة أميركية، وقال المحامي لوكالة الصحافة الفرنسية "هدى مثنّى ولدت في نيوجيرسي في العام 1994 بعد أشهر عديدة من انتهاء عمل والدها كدبلوماسي". ولفت إلى أن موكّلته المعتقلة لدى القوات الكردية في سوريا والتي ترغب في العودة إلى الولايات المتّحدة "كان بحوزتها جواز سفر صالح" عندما غادرت إلى سوريا في العام 2014 للانضمام إلى تنظيم "داعش". معلومٌ أن القانون الأميركي يحرم أبناء الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين في الولايات المتّحدة من الحقّ في الحصول على الجنسية الأميركية بصورة تلقائية إذا ما ولدوا أثناء مزاولة والديهم العمل الدبلوماسي.

"مثنّى" ليست مواطنة أميركية

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في وقت سابق إنّ "مثنّى" "ليست مواطنة أميركية، وليس عندها أيّ مسوّغٍ قانونيٍ وأيّ حقِ في الحصول على جنسيّة، ولن يسمح لها بدخول الولايات المتحدة". و"مثنّى" ولدت في الولايات المتحدة لأبوين من اليمن أصبحا مواطنين، وفقاً لمشروع مكافحة التطرّف في جامعة جورج واشنطن، وفي أواخر العام 2014، بعد انتقالها إلى سوريا بوقت قصير، نشرت على تويتر صورة لأربع نساء يضرمن النيران في جوازات سفرهم الغربية، وبينها جواز سفر أميركي. وغادرت بيتها في ألاباما في نوفمبر (تشرين الثاني) في العام 2014، إلى تركيا، ثم سوريا، وعاشت في عاصمة "الخلافة" لـ "تنظيم داعش" في الرقة، ومع سقوط التنظيم سلمت نفسها إلى قوات سوريا الديمقراطية، مناشدة واشنطن السماح لها بالعودة.

"مثنّى" "تعرّضتُ لعملية غسل دماغ"

وكانت الشابة، ناشطة في الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى قتل الأميركيين وتمجيد تنظيم "داعش"، لكن مع اقتراب نهايته، قالت في مقابلات مع وسائل إعلامية إنّها تنبذ التطرّف وتريد العودة إلى ديارها. وأضافت أنها تعرّضت لعملية غسل دماغ على الإنترنت، مشيرة إلى خجلها من دعمها السابق للإرهابيين. علماً أنها تزوجت ثلاث مرات من إرهابيين قتلوا جميعاً ولديها طفل. وكانت تغريدات "مثنّى" على "تويتر" تحريضية دموية إلى أن جرى تهكير حسابها، وكان زوجها الثاني مقاتلاً تونسياً قتل في الموصل، فتزوجت من مقاتل سوري آخر، وأنجبت ولد سمّته آدم. وللعلم أن "مثنّى" كانت فرّت من قرية سوسا، والمكان ليس بعيداً من خط المواجهة الحالي في باغوز الجيب الأخير لتنظيم داعش في سوريا، وأعلنت إنها نامت في الصحراء ليلتين مع مجموعة من الدواعش المنفيين، لكن ألقي القبض عليها من قبل القوات الكردية التي نقلتها إلى معسكر الهول، حيث تختلط الآن مع زوجات وأرامل المقاتلين من جميع أنحاء العالم. و"هدى مثنى" تصف تجربتها مع "داعش" بالمثيرة، وتناشد الولايات المتحدة أن تسامحها "أودّ أن أقول لهم، سامحوني لكوني جاهلة، وكنت صغيرة جداً وجاهلة في التاسعة عشرة من عمري عندما قررت المغادرة، أعتقد بأن أميركا تعطي فرصاً ثانية، ولن أعود إلى الشرق الأوسط، يمكن لأميركا أن تأخذ جواز سفري ولا أمانع في ذلك".

بريطانيا تجرّد "عروس داعش" من جنسيتها وترفض عودتها

لقصة "هدى مثنّى" مئات القصص الشبيهة، منها على سبيل المثال لا الحصر، "شميما بيغوم"، وهي واحدة من ثلاث طالبات بريطانيات غادرن لندن في العام 2015، للانضمام إلى تنظيم داعش، وتعيش حالياً في معسكر "الهول" في شمال سوريا، وكانت طالبت بالعودة إلى بريطانيا، إلا أن السلطات البريطانية قرّرت إسقاط جنسيتها، ما يعني عدم القبول بعودتها، علماً أنها التحقت بالتنظيم عندما كانت في الخامسة عشرة. وتزوجت بأحد عناصره، من أصل هولندي، ولا يعرف مصيره الآن، وكان لديها طفلان توفيا قبل إنجاب مولودها الثالث. وقال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد إنه "لن يتردّد" في منع عودة أي شخص أيّد التنظيمات الإرهابية في الخارج إلى بريطانيا.

المزيد من دوليات