Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العيش في لندن أصبح باهظاً لغير النخبة

النخبة تقطف أفضل الثمار وفكرة جمع ثروة في المدينة مجرّد خرافة

​​​​"لندن محرّمة فعلاً على الأشخاص الطموحين المتحدّرين من خلفياتٍ فقيرة كبروا خارج العاصمة." (غيتي)

 

اعتبرت دراسة شاملة أنّ لندن رسّخت نفسها "المركز النخبويّ" للمملكة المتحدة منذ الثمانينيات وأصبحت مدينة محرّمة أمام الأشخاص الذين يتحدّرون من خلفيّاتٍ أكثر فقراً.

ووجد التقرير الذي نشرته جمعية سوتون تراست بأنّ "قصّة ديك ويتينغتون" حول الانتقال إلى العاصمة لجمع ثروة طائلة ليست سوى خرافة كبيرة.

وخلُص البحث بأنّ ارتفاع كلفة المعيشة بشكلٍ صاروخيّ في لندن يعني بأنّ المحظيين المتحدّرين من خلفياتٍ ميسورة هم الأكثر قدرة على الانتقال إليها والاستفادة من فرص العمل المنشودة ووجد بأنّ ثلاثة أرباع الأشخاص الذين ينتقلون إلى لندن للعمل في الوظائف النخبويّة هم في الأساس أثرياء.

بالإضافة إلى ذلك، اقترح التحليل الذي أُجري انطلاقاً من بياناتٍ مستقاة من الإحصاء بأنّ الغالبية الساحقة من الأشخاص الأكثر تنقّلاً بين المجتمعات والذين ولدوا بين العامين 1965 و1981 لم يقوموا أبداً بالتنقّل لمسافةٍ بعيدة واختاروا عوضاً عن ذلك البقاء على مقربة من مسقط رأسهم والاستفادة من الوظائف المهنية المنتشرة بشكلٍ متزايد في أنحاء البلاد.

ولكن، يبدو أنّ الحركيّة الاجتماعية تشهد تراجعاً مع تسجيل عدد الرجال الذين ارتقوا إلى مراتب مهنية وإدارية من طبقاتٍ عاملة دنيا تراجعاً من 20  في المئة في أوساط الذين ولدوا بين العامين 1955 و1961 إلى 12 في المئة للذين ولدوا بعد عقدين من الزمن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بهدف مواجهة هذا التفاوت، أوصى التقرير بإلغاء فترات التدريب المهنية غير المدفوعة وزيادة عدد برامج التلمذة المهنية ذات المستوى الجامعي كبديلٍ عن الجامعات وحثّ المدارس الرسمية على التركيز بشكلٍ أكبر على المهارات الحياتيّة كتقنيات التخاطب العلني والتحكّم الذاتي والتحفيز في مناهجها التعليمية.

وفي هذا الإطار، قال السير بيتر لامبل، مؤسّس سوتون تراست إنّ "لندن محرّمة فعلاً على الأشخاص الطموحين المتحدّرين من خلفياتٍ فقيرة كبروا خارج العاصمة. يعني هذا أنّ الطفرة التي تشهدها لندن لن تترك أثراً في جعل الأمور أكثر عدالة سوى للأشخاص الذين يقطنون أصلاً فيها. على الرغم من كون لندن مركزاً مهيمناً، لم تكن أبداً مقصداً طويل الأمد لأكثر من ثلثي الأشخاص الذين يتنقّلون اجتماعياً. من المهمّ للغاية أن تقوم حكومة المحافظين بتطبيق سياستها الرامية إلى خلق مزيد من الفرص حول البلاد لكي يستفيد منها الأشخاص الكفوئين أينما كانوا يعيشون."

وحلّلّ الباحثون في كلية لندن للاقتصاد 40 عاماً من بيانات الإحصاءات لكي يتمكّنوا من تقييم عمّا إذا كانت الهوّة تتسع بين النخبة التي تعيش في لندن وبقية السكان، ليس من الناحية الاقتصادية وحسب بل ثقافياً وجعرافياً أيضاً.

ووجدوا بأنّ التفاوت الاقتصادي المتزايد في المملكة المتحدة يترك أثراً "قوياً ولكن خفياً" على علاقاتنا الاجتماعية والثقافية.

ومن قبيل المفارقة، يبدو أنّ عدم المساواة الجنسية والعرقية والطبقية المتنامية في البلاد مرتبطة بتأييدٍ واسع النطاق للأفكار المرتبطة بالجدارة والاستحقاق.

واعتبر الباحثون أنّ ذلك قد يكون في جزء منه بسبب التفاوت الجغرافي المتزايد الذي يعزّز بدوره الاختلافات الاجتماعية. وفيما قد لا يرى القاطنون في لندن أنفسهم أثرياء بشكلٍ خاص كونهم محاطين بأشخاصٍ يتمتّعون بثرواتٍ مشابهة، يكون أولئك الذين يعيشون خارج العاصمة أقلّ قدرة على إرساء مقارنة مباشرة.

وخلُص التقرير إلى أنّه "في حين تشكّل لندن المكان الذي يمنح أعلى المكافآت، تكون أفضل الثمار من حصّة النخبة."

 

© The Independent

المزيد من الأخبار