Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل 40 جنديا سوريا بعد هجوم لمسلحي المعارضة

في مناطق عدة بمحافظة إدلب

قوات الجيش السوري اضطرت للتخلي عن بعض مواقعها (غيتي)

أفادت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس، بأن مئات من مسلحي المعارضة شنوا هجمات على القوات السورية في مناطق عدة بمحافظة إدلب، ما أسفر عن مقتل 40 جندياً سورياً. واستولى المسلحون على منطقتين سكنيتين في إحدى الهجمات، وأوضحت الوزارة أن قوات الجيش السوري اضطرت للتخلي عن بعض مواقعها في جنوب شرقي ما يسمى منطقة خفض التصعيد في إدلب بسبب قذائف صاروخية.

وإدلب هي آخر منطقة تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا حيث فر مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة وسط ضربات جوية مكثفة من القوات الروسية والسورية.
وأوردت روسيا التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، أن القوات السورية قتلت ما يصل إلى 50 مسلحاً وأصابت نحو 90 مهاجماً بجراح.
أضافت أن الهجمات بدأت أمس الأربعاء، موضحة أن بعض المعارك لا تزال دائرة. وقُتل نحو 40 جندياً وأصيب ما يصل إلى 80 آخرين بجراح.
وأوضحت موسكو أن المهاجمين ينتمون إلى فصائل مختلفة بينها الحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام، التي كان اسمها جبهة النصرة من قبل، والتي كانت تتبع تنظيم القاعدة حتى عام 2016.
وأردفت روسيا أن المسلحين كانوا مجهزين بشاحنات صغيرة وناقلات أفراد مدرعة ودبابات ومدافع ثقيلة.
 
قتل ثمانية مدنيين
 
في المقابل، قتل ثمانية مدنيين، غالبيتهم أطفال، في غارات شنتها طائرات حربية روسية في محافظة إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد المحافظة ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "تشهد المنطقة قصفاً جنونياً تشنه الطائرات الروسية"، مشيراً إلى مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال في مدينة سراقب وثلاثة آخرين بينهم طفلان في بلدة أرنبة في ريف إدلب الجنوبي.
وأفاد مراسل الوكالة في سراقب أن القتلى نازحون يسكنون خيمة استهدفت الغارة مكاناً قريباً جداً منها. ونقل مشاهدته للخيمة وقد تمزقت بالكامل، ولم يبق منها سوى هيكلها وثياب مرمية بين الحجارة والأغراض المنزلية المكسرة، وإلى جانبها بقع من الدماء.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في غرب حلب وشمال اللاذقية وشمال حماة، كما تنتشر فيها فصائل أخرى أقل نفوذاً.
وصعدت قوات النظام وحليفتها روسيا منذ ديسمبر الماضي، عملياتها في المنطقة وتحديداً في ريف إدلب الجنوبي، ما دفع نحو 350 ألف شخص إلى النزوح باتجاه مناطق شمالاً أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.
وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت روسيا في التاسع من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكدته تركيا لاحقاً، إلا أنه لم يستمر سوى بضعة أيام فقط.
وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل إدلب ومحيطها.
ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها المحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس (آب) الماضي على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
ويتركز التصعيد العسكري اليوم أيضاً على جنوب إدلب وغرب حلب حيث يمر هذا الطريق الإستراتيجي، وفق عبد الرحمن.
واتهم مصدر عسكري الفصائل بالتصعيد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقال المصدر "أقدمت التنظيمات الإرهابية المسلحة فجر اليوم الخميس على تصعيد ميداني جديد عبر هجوم عنيف نفذه مسلحو جبهة النصرة (...) باتجاه قواتنا المتمركزة في جنوب وجنوب شرقي إدلب"، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة بعدما تمكنوا من "اختراق بعض نقاط تمركز الجيش".

المزيد من العالم العربي