Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استخراج هواء من غبار القمر ضمن خطة للعيش على سطحه

ستحتاج البعثات إلى الأكسجين للتنفس وتوفير وقود للصواريخ

لوحة عن أنشطة البشر على الفضاء (بي. كاريل، صورة وزعتها وكالة الفضاء الأوروبية)

يأمل مصنع جديد لإنتاج الأكسجين في استخراج هذا العنصر الكيماوي الحيويّ من غبار القمر، والاستفادة منه تالياً في وضع أسس عمليّة لإنشاء قاعدة على سطح القمر في المستقبل.

وافتتحت وكالة الفضاء الأوروبيّة هذا المصنع كجزء من خطط عدة تعمل عليها بغية إرسال البشر للعيش على سطح الجسم الفضائيّ التابع للأرض في السنوات المقبلة.

الحال أنّه إذا كان البشر سيعيشون على سطح القمر، الذي يشكِّل في الواقع محور تركيز وكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم، ويُعد خطوةً مهمة في رحلة البشر إلى المريخ وما بعده، فسيحتاجون في هذه الحال إلى توفّر الأكسجين لتكون عمليات التنفس ممكنة ولإنتاج وقود صاروخيّ يتيح التنقّل في أرجاء القمر.

وعليه، تأمل وكالة الفضاء الأوروبيّة في أن تتمكّن المحطة الجديدة من توفير طرائق عمليّة لإنتاج ذلك العنصر باستخدام غبار القمر، المعروف باسم "ريغوليث"، على النحو الذي يمكِّنها من الانتقال ذات يوم إلى البيئة القمريّة.

وفي هذا السياق، قالت بيث لوماكس الباحثة من جامعة "غلاسكو" الاسكتدلنديّة، "يسمح لنا وجود منشأتنا الخاصة على سطح القمر بالتركيز على إنتاج الأكسجين هناك، ذلك عبر قياسه باستخدام تقنية مطياف الكتلة، فيما يُستخرج من نسخة تحاكي ريغوليث في خواصه".

وأضافت، "من الواضح أنّ التمكّن من الحصول على الأكسجين من الموارد الموجودة على سطح القمر سيعود بالنفع الكبير على المستوطنين القمريِّين المحتملين في المستقبل، سواء من أجل التنفّس أو في الإنتاج المحليّ لوقود الصواريخ".

لكن قبل أن تُنقل هذه التكنولوجيا إلى الوجهة المقرّرة، ستحتاج إلى إدخال التعديلات اللازمة عليها كي تصبح جاهزة للاستخدام في البيئة القاسية التي يُعرف بها القمر.

وتناول هذه المهمة المنتظرة ألكسندر موراس، الزميل الباحث في وكالة الفضاء الأوروبيّة وقال في بيان، "حالياً، لدينا منشأة قيد التشغيل، يمكننا أن ننظر في ضبطها وصقل عملياتها بالشكل اللازم، عن طريق خفض درجات الحرارة التشغيليّة على سبيل المثل، وفي نهاية المطاف تصميم نسخة من هذه المنظومة يمكن أن تحلّق ذات يوم إلى القمر حيث يجري تشغيلها".

ومعلوم أنّ الأكسجين هو العنصر الأكثر وفرة في غبار القمر، إذ أظهرت تجارب أجريت على عينات أرسلت إلى الأرض أنّه يمثِّل ما يصل إلى 45 في المئة من وزنها. غير أنّه محصور، إلى حد كبير، في شكل معادن أو زجاج، ولا يمكن تالياً لرواد الفضاء الاستفادة منه بسهولة.

للتغلّب على هذه العقبة واستخراج الأكسجين يستخدم المصنع "التحليل الكهربائيّ للملح المنصهر". وتقتضي هذه العمليّة وضع "الريغوليث" في سلة معدنيّة إلى جانب نوع من الملح، ثم تسخينه حتى 950 درجة مئويّة، وبعد ذلك تمرير تيار كهربائيّ عبر المادة.

في النتيحة، تؤدي هذه العمليّة إلى توليد الأكسجين من الغبار ليكون جاهزاً لجمع كميات منه. أمّا ما يتبقى من مسحوق "ريغوليث" فيُحوّل إلى سبائك معدنيّة.

ويأمل العلماء في تحويل هذه العمليّة إلى نموذج يمكن استخدامه على سطح القمر، على أمل إيصالها إلى هناك في منتصف القرن الحاليّ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تطوِّر متصل، قال توماسو جيديني، الذي يتولّى منصب رئيس قسم الهياكل والآليات والمواد في وكالة الفضاء الأوروبيّة، إنّ "الأخيرة ووكالة "ناسا" تعودان إلى القمر في بعثات مأهولة ستقلّ رواد فضاء، وهذه المرة بهدف البقاء هناك".

وأضاف "بناءً عليه، نحوِّل وجهة مقاربتنا الهندسيّة نحو استخدام منهجيّ للموارد القمريّة في موقعها الطبيعيّ. وفي خضم ذلك، نتعاون مع زملائنا في "دائرة استكشاف الإنسان والروبوتات" والصناعة الأوروبيّة والأوساط الأكاديميّة في سبيل توفير مناهج علميّة من الدرجة الأولى وتكنولوجيات تمكينيّة رئيسة على غرار هذه المهمة، تُفضي إلى وجود بشريّ مستدام على سطح القمر، وربما على المريخ يوماً ما".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم