Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرشّح لبناني لرئاسة البنك الدولي... فهل حان وقت التغيير؟

منذ نشأة البنك الدولي عام 1944 توالى على رئاسة البنك 12 أميركياً

صورة عن الرسالة التي تتحدث عن إمكانية اختيار لبناني لمنصب رئيس البنك الدولي. (اندبندنت عربية)

في سابقة للدول العربية، تبنت الدولة اللبنانية ترشيح لبناني لرئاسة البنك الدولي في سباق محموم تسيطر عليه الولايات المتحدة. فمنذ نشأة البنك الدولي عام 1944 توالى على رئاسة البنك 12 أميركياً من دون خرق اي دول أخرى، فهل حان وقت التغيير؟ بخطوة مفاجئة، أعلن رئيس البنك الدولي الحالي جيم يونغ كيم الذي كان على خلاف مع سياسات ادارة ترمب بشأن تغير المناخ، استقالته اعتباراً من الأول من فبراير (شباط)، قبل أكثر من ثلاث سنوات من انتهاء فترة ولايته، وهذا ما فتح الباب من جديد أمام منافسة مهما كانت معالمها تبقى الحظوظ الاميركية فيها الاعلى.
تبنّي ترشيح رئيس المجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك
واقع لم يثنٍ لبنان عن تبنّي ترشيح رئيس المجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك، وبالفعل أبرق لبنان الى البنك الدولي ليصبح الترشيح واقعاً على الرغم من ضعف احتمالات النجاح. وبدأت عملية الترشيح للمنصب رسمياً في 7 فبراير وتستمر حتى 14 مارس (آذار) على أن يُعلن منتصف أبريل (نيسان) اسم الرئيس المقبل للبنك الذي يعمل على الحد من الفقر عبر تمويل مشاريع في الدول النامية. وهي طبيعة البنك التمويلية التي تتحكم بالتصويت الى جانب الاتفاق غير الرسمي بين الاوروبيين والاميركيين إذ تخصص إدارة صندوق النقد الدولي الى الاوروبيين ويدعم هؤلاء المرشح الاميركي لرئاسة البنك الدولي.
العرب أمام خيار صعب
تفاهم قد يكون من الصعب اختراقه على الرغم من عدم رضى الاوروبيين عن المرشح الاميركي والمعارضة المتزايدة من الدول الناشئة الى جانب تأثيرات الخلاف التجاري الاميركي الصيني والتجاذبات مع روسيا. اما العرب حلفاء الولايات المتحدة، فسيجدون أنفسهم امام خيار صعب، وفي معلومات خاصة لـ "اندبندنت عربية" بيّنت مصادر عربية من البنك الدولي ان العرب أبدوا إلى الجانب اللبناني صعوبة التصويت للمرشح العربي الذي قد يحصد تأييد معارضي مرشح ترمب والنفوذ المتنامي للأسواق الناشئة مثل الصين والهند.
مرشح الرئيس الاميركي دونالد ترمب لرئاسة البنك الدولي ديفيد مالباس، لا يلقى اجماعاً اميركياً، وحصد سيلاً من الاتهامات، بعد انتقاد البنك بالتبذير والفساد والسخاء المفرط مع الصين، كما عارضت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى هذا الخيار، معتبرةً أن اختيار مالباس «قد يقوض مهمات البنك الدولي". ودايفيد مالباس البالغ من العمر 62 سنة، هو وكيل الشؤون الدولية في وزارة الخزانة الاميركية، وخبير بالشؤون الدولية، وعضو في فريق المفاوضات التجارية بين واشنطن والصين، وكان مستشاراً اقتصادياً للرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية.
اما مرشح لبنان زياد حايك فهو حالياً الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة والشراكة، وعمل أكثر من 38 سنة في مؤسسات مالية واستثمارية دولية كـ “سيتي بنك" و"سالومون بروزرز"، وهو يتقن 11 لغة وخبير في رسم السياسات العامة للتنمية المستدامة، ولديه خبرة واسعة في الاسواق الناشئة ويحمل ثلاث جنسيات لبنانية واميركية وبريطانية.
مقومات أساسية للاختيار
يعتمد البنك الدولي في عملية الاختيار على مقومات أساسية عدة، منها سجل قيادي صلب للمرشح، وخبرة واسعة في ادارة المؤسسات الدولية الكبيرة والالمام بالقضايا التي تعنى بالشأن العام، والقدرة على الالتزام بالسياسة العامة والرسالة الانمائية للبنك الدولي ومهارات دبلوماسية. اما بعد اقفال باب الترشيح في 14 مارس المقبل، فسيتخذ المديرون التنفيذيون قراراً يقضي بتحديد قائمة مختصرة من ثلاثة مرشحين، ويجرون مقابلات رسمية مع جميع المرشحين المختارين على أمل أن يجري اختيار رئيس جديد للبنك الدولي قبل اجتماعات الربيع 2019. ويبقى دخول العرب السباق لرئاسة البنك الدولي خطوة مهمة على الرغم من ضعف حظوظها.

المزيد من اقتصاد