Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوروبا ترتب حلا سياسيا في ليبيا... وحفتر يرفض المبادرة الروسية - التركية

المسماري: تقدمنا في سرت لا يستهدف مصراتة

على وقع التطورات العسكرية الأخيرة في ليبيا وسيطرة "الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر على مدينة سرت وتقدّمه نحو مدينة مصراتة، فاتحاً الباب أمام معركة جديدة كبيرة تزيد المشهد تعقيداً، إضافةً إلى الخطوات التركية المتسارعة للتدخل عسكرياً بغية نجدة حليفتها حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، الأمر الذي ينذر بانفجار أزمة دولية قد تصل تردداتها إلى شواطئ القارة العجوز، شهدت أوروبا تحركات واسعة لمسؤوليها واتحادها وبرلمانها لرسم خريطة طريق لحلحلة الأزمة قبل فوات الأوان، في وقت رفض الجيش الوطني المبادرة الروسية- التركية لوقف إطلاق النار.  

وفي مؤتمر صحافي على صفحته على فيسبوك، تلى المتحدّث باسم الجيش الوطني اللواء محمد المسماري بياناً رحّب فيه بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكّداً في الوقت ذاته استمرار جهود قوات الجيش في "حربها على المجموعات الإرهابية" التي "لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلا بالقضاء التام عليها" والتي "تتلقى الدعم من بعض الدول والحكومات".

وأكّد المسماري أن "حلّ الميليشيات ونزع أسلحتها أضحى مطلباً وطنياً ودولياً بما يقود إلى تنفيذ ترتيبات أمنية في العاصمة تنتج مشهداً أمنياً يمكن معه الحديث عن عملية سياسية فاعلة تؤدي إلى تشكيل حكومة تمتلك الإرادة والقدرة على تنفيذ قراراتها في كل ربوع البلاد".      

السراج يحرج كونتي

وفي مسعى منها للحل السياسي وتقريب وجهات النظر بين طرفَيْ الصراع، رتّب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لقاءً بين حفتر والسراج في روما، فحضر الأول وغاب الثاني لتفشل روما في الجمع بينهما، إذ بينما بحث كونتي مع حفتر سبل تسوية الأزمة الليبية ودعاه إلى التهدئة، رفض السراج التوجه من بروكسل حيث كان يجتمع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى روما، وعاد مباشرةً إلى طرابلس متسبباً بحرج شديد للحكومة الإيطالية التي كانت أعلنت وصول المسؤولَيْن إلى أراضيها. ويؤكد ذلك توسع دائرة الخلافات بين حكومة الوفاق وروما التي كانت بدأت بوادرها بإعلان الأخيرة رفض التدخل العسكري التركي في الأزمة الليبية.

صفعة لإيطاليا

ونقلت وكالة آكي الإيطالية عن رئيسة كتلة حزب "فورزا إيطاليا" في مجلس الشيوخ آنا ماريا بيرنيني، قولها إن "عدم لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في مقر الحكومة بروما، يُعدُّ صفعة تؤكد الفشل النهائي للحكومة الإيطالية". وأضافت أن "السراج تملّص من اللقاء"، مؤكدةً أن "فوضى دبلوماسية غير مسبوقة وقعت، إذ إنّ دعوة رئيس حكومة من دون إبلاغه بوجود عدوه اللدود، تعني إما المغالاة بالمكانة التي تمتلكها إيطاليا كوسيط دولي، أو أن ساستنا مجرد هواة... كلا الأمرين مدمران، في خضم أزمة دولية بهذا الحجم".

ترحيب بمبادرة بوتين وأردوغان

وفي وقت فشلت المبادرة الإيطالية للحل فشلاً ذريعاً، لاقت المبادرة الروسية - التركية لوقف العمليات العسكرية صدىً أفضل وترحيباً أكبر، بخاصة من جانب "حكومة الوفاق" ومجلس الدولة وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بينما رفض "الجيش الوطني" التعليق عليها. وصرّح الناطق باسم "الجيش الوطني" أحمد المسماري، أن "لا تعليق من القائد العام المشير خليفة حفتر على دعوة بوتين وأردوغان إلى وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "القوات المسلحة لا تعوّل على أي جهة لدعمها كما تدّعي حكومة الوفاق".

يأتي ذلك فيما أصدر المجلس الرئاسي ومجلس الدولة وبعثة الأمم المتحدة بيانات أعلنت فيها موافقتها على المبادرة وترحيبها بها.

وأكد المجلس الرئاسي في بيان الأربعاء، أن هدفه "هو الحفاظ على ممتلكات وآمال وتطلعات الشعب الليبي في إقامة دولة ديمقراطية مدنية، وصدّ العدوان الآثم ودحره دفاعاً عن الأرواح". وعبّر المجلس عن حرصه الدائم "على حقن الدماء وسلامة الوحدة الوطنية واعتماد الحل السياسي لإنهاء الأزمة"، مضيفاً أن "الحرب التي تخوضها قوات الوفاق فُرضت عليها من قبل المعتدي".

كذلك، أبدى مجلس الدولة الذي يقوده خالد المشري في بيان ترحيبه بالمبادرة، مؤكداً حرصه على "أي مبادرة تحقن دماء الليبيين وتوقف الحرب وتدعم كل ما من شأنه تحقيق ذلك"، مشدداً على "ضرورة ألاّ تشكل هذه الدعوة أي تهديد لقوات حكومة الوفاق" .

سلامة يدعو إلى استثمار الزخم

من جهة أخرى، رحّب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، بالدعوات الأخيرة إلى وقف النار من قبل دول ومنظمات دولية وإقليمية عدّة، وآخرها دعوة بوتين وأردوغان المشتركة.

وناشد سلامة المجتمع الدولي، بخاصة الدول المعنية بالملف الليبي، "الاستفادة من الزخم الراهن للدفع قدماً بمسار برلين للوصول إلى توافق دولي حول الأزمة الليبية في أقرب وقت ممكن من أجل إيجاد مظلة دولية لدعم وحماية المسارات الثلاثة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة، والتي تقتصر حصراً على الليبيين، وتهدف إلى معالجة الأزمة الليبية من كل جوانبها، الاقتصادية والمالية والعسكرية والأمنية والسياسية".

الاتحاد الأوروبي: لا حل عسكرياً

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق متصل، عقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، اجتماعين منفصلين الأربعاء مع السراج، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. وشدّد المسؤولان على ضرورة وقف النار، وأن "لا بديل عن الحل السياسي في ليبيا".

ودان ساسولي كل الهجمات التي تستهدف مدنيين ومنشآت مدنية، مؤكداً أن "استقرار ليبيا يُعدُّ أمراً حيوياً وذا أهمية بالغة بالنسبة إلى أوروبا"، بينما أكد ميشيل أن الجهود الأوروبية تنصب على وقف النار والعودة إلى مسار التسوية"، مجدداً رفض الاتحاد "أي خرق لقرار مجلس الأمن بحظر الأسلحة"، ومؤكداً معارضة "التدخلات الخارجية مهما كان مصدرها".

الجيش يعد بمفاجآت

في الشق الميداني، صرح مدير إدارة التوجيه المعنوي في "الجيش الوطني" العميد خالد المحجوب الخميس أن "مفاجأة كبيرة ومفرحة للشعب الليبي ستحدث خلال اليومين المقبلين"، قائلاً إنّ "قوات كبيرة من الجيش تتقدم في اتجاه طرابلس ومصراتة".

وأوضح المحجوب لـ"اندبندنت عربية" أن "الجيش الوطني" يتقدم في اتجاه مصراتة، نافياً تراجعه في بلدتَيْ بوقرين والوشكة اللّتين سيطر عليهما أخيراً.

وأفادت معلومات خاصة لـ"اندبندنت عربية" عن دخول "الجيش الوطني" أحياء في طرابلس.

المسماري: لا نستهدف مصراتة

في سياق متصل، شرح المسماري أن "قوات الجيش بتقدمها غرب سرت، تحاول تأمين المدينة ولا تستهدف مدينة مصراتة وسكانها"، لافتاً إلى أن القوات المسلحة "وصلت إلى ما بعد منطقة الوشكة". وأوضح أن "أبوقرين (120 كيلومتراً شرق مصراتة) حالياً منطقة عمليات عسكرية والقوات تواصل تقدماتها في محاور القتال".

وذكر المسماري أن "القيادة العامة تملك معلومات تؤكد وصول مرتزقة ومسلحين إلى مطار معيتيقة"، مشيراً إلى أن "الجيش وسّع منطقة الحظر الجوي لتشمل مطار وقاعدة معيتيقة الجوية لمنع وصول مزيد منهم إلى ليبيا". وحذّر من أنّ "أي طائرة ستخرق منطقة الحظر الجوي، ستُعتبر هدفاً للقوات المسلحة، وسنفرض هيبة الدولة الليبية على كامل أراضيها".

حظر تجول في مصراتة

وإزاء التطورات العسكرية المتسارعة، اتُخذت في مدينة مصراتة إجراءات عدّة لمواجهة تقدم "الجيش الوطني" إلى حدودها الإدارية، فبعد إعلان مجلسها البلدي حالة الطوارئ، فرضت مديرية أمنها حظر التجول من الساعة 12 ليلاً وحتى السادسة صباحاً، اعتباراً من يوم الأربعاء وحتى إشعار آخر من أجل تسهيل عمل الدوريات الأمنية.
وأوضحت المديرية على صفحتها في "فيسبوك" أن "قرار حظر التجول جاء نتيجة الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وسعي المديرية وكل الأجهزة الأمنية في المدينة إلى تحقيق أقصى درجات الأمن والأمان للمواطنين".
وقال مراقبون للوضع الليبي إن المشهد بات معقّداً وعصيّاً على التحليل والتوقع، نظراً إلى تسارع المستجدات على المسارَيْن السياسي والعسكري وتدخل أطراف دولية عدّة ظاهرة ومستترة في الأزمة الليبية، معتبرين أن فرص بلورة حل سياسي على المدى القريب تبدو شبه معدومة، على الرغم من كل المساعي التي تُبذل، بينما يبدو الحسم العسكري صعباً حالياً، ما ينذر باستمرار الأزمة في الربع الأول من السنة الجديدة على أقل تقدير.

المزيد من العالم العربي