Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهرات ليبية ضد تركيا... وغارات تكسر هدوء المحاور

دعوات لحمل السلاح ضد "الغزو العثماني"

أشعلت مساعي الحكومة التركية لإرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، ردود فعل غاضبة في جزء كبير من مدن ليبيا ومناطقها، واستجاب آلاف الليبيين لدعوات وجهت على صفحات التواصل الاجتماعي، للخروج في تظاهرات منددة بالتدخل التركي في الشأن الليبي يوم أمس الجمعة.

وشملت هذه التظاهرات كل المدن الرئيسة شرق ليبيا وجنوبها، مثل بنغازي ودرنة والبيضاء والمرج وطبرق شرقاً وسبها والكفرة وغات جنوباً وبعض المدن في غرب ليبيا على رأسها ترهونة والزنتان وورشفانة، رفع المتظاهرون خلالها شعارات منددة بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا وأحرقوا صوره وعلم بلاده بينما خرجت تظاهرة تأييد للقرار التركي بالتدخل في ليبيا في مدينتي طرابلس ومصراتة".

حفتر يدعو للمواجهة

عقب انتهاء التظاهرات طالب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر في كلمة تلفزيونية، "الشعب الليبي بحمل السلاح للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي"، معتبراً أن "|السلطان التركي المعتوه أردوغان، يشعل الفتنة بكامل المنطقة".

ووجه حفتر، خلال كلمته التحية إلى كل الليبيين الشرفاء، مؤكداً أنه لا خلاص للوطن من الإرهابيين والخونة والعملاء الفاسدين إلا بالالتفاف حول الجيش".

واعتبر أن الرئيس التركي "يشعل فتيل حرب قومية تستهدف الهوية العربية في المنطقة بأسرها، مشدداً على ضرورة التصدي له من قبل الدول العربية لا ليبيا فقط".

قبائل ليبيا تعلن النفير

في سياق متصل، أعلنت المجالس الاجتماعية (كيانات تمثل القبائل) لقبائل المنطقة الجنوبية، والشرقية وقبائل ورشفانة والعجيلات والصيعان وترهونة غرب ليبيا، رفضهم أي تدخل عسكري تركي في ليبيا، معلنة ما أسمته حالة النفير العام والتطوع للقتال في صف الجيش الوطني الليبي ضد القوات التركية حال دخولها للبلاد.

وأكدت المجالس في بيان "جاهزيتها للدفاع عن ليبيا ووقوفها إلى جانب القوات المسلحة، معربين عن رفضهم لكل الاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمها المجلس الرئاسي المفروض دولياً والمرفوض من الشعب الليبي".

ودعت في الوقت ذاته "الشباب الليبيين لحمل السلاح للدفاع عن وطنه وخيرات بلاده، مطالبين الشعب للخروج في تظاهرات عارمة تنديداً بالتدخل التركي المباشر والدعوة لوحدة الصف والدفاع عن الوطن".

دعوات لمصر بدعم الجيش

ورفع المتظاهرون في عدد من المدن الليبية العلم المصري مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم الدعم للجيش الليبي لمواجهة ما اعتبروه "نوايا تركية لغزو ليبيا عسكرياً"، لما يمثله من خطر على الأمن القومي المشترك للبلدين.

في المقابل، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في حديث لـ "اندبندنت عربية"، إن "من حق جمهورية مصر التحرك في أي اتجاه تراه، حمايةً لأمنها القومي من مخاطر التدخل العسكري التركي في ليبيا، لما تمثله من عمق استراتيجي وحيوي لمصر التي تربطها بليبيا حدود طويلة ومصالح مشتركة".

التصعيد مع مصر

في سياق متصل، تواصل التصعيد السياسي بين طرابلس والقاهرة، واستهجن المجلس الأعلى للدولة التصريح الأخير للأمين العام لجامعة الدول العربية والذي قدم من خلاله ما وصفه "تفسيراً مغلوطاً لما جاء في نص القرار الصادر عن مجلس الجامعة والمتعلق برفض التدخلات الخارجية في ليبيا، إذ حصرها في التدخلات الخارجية غير العربية، بحسب بيان أصدره المجلس.

وأضاف أن "المخالفات المتكررة للأمانة العامة لنص وروح ميثاق الجامعة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمانة أمست إدارة من الإدارات بالخارجية المصرية"، مشيراً إلى ما اعتبره "تحيزاً واضحاً للأمانة العامة وفقدانها للحيادية، يجعل من مصر دولة غير مؤهلة لاحتضان مقرها، إذ إن استمرار وجودها في مصر يجعلها عاجزة عن أداء مهامها ولعب دور إيجابي تجاه الدول الأعضاء".

نداء للمجتمع الدولي

دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته، تجاه أي غزو أو انتهاك للسيادة الليبية، مطالباً إياه باتخاذ موقف حازم من إرسال تركيا قوات أجنبية إلى ليبيا".

وحمل العقوري "المجتمع الدولي المسؤولية لما وصلت إليه تطورات الأحداث في ليبيا، لأنه من فرض حكومة الوفاق التي استدعت التدخل التركي، على ليبيا"، بحسب تعبيره.

غارات تكسر هدوء المحاور

عسكرياً شنت مقاتلات السلاح الجوي غارات على عدد من المواقع لمجموعات قوات الوفاق في سرت وزوارة.

وأوردت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش أن "هذه الغارات شملت استهداف مواقع لتخزين الأسلحة والذخائر والآليات وحافلة نقل كانت تقّل عدداً من المرتزقة حاملي الجنسية السورية، وتنقلهم من قاعدة معيتيقة العسكرية إلى مواقع أخرى.

وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي اللواء خالد المحجوب لـ"اندبندنت عربية"، استهداف رتل سيارات مسلحة لقوات الوفاق في طريقها لمعسكر الإمداد في طريق السواني جنوب طرابلس، مؤكداً "أن من بينهم ضباطاً ومستشارين أتراكاً وقيادات المرتزقة الذين جلبتهم تركيا وقد وصلوا حديثاً، وأن الضربة كانت مباشرة والإصابة دقيقة".

تهديد بقصف ميناء طرابلس

حذر اللواء المبروك الغزوي، آمر غرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني الليبي، من استخدام ميناء طرابلس من قبل حكومة الوفاق الوطني لجلب من وصفه بـ"جنود الاحتلال العثماني والإرهابيين".

وقال الغزوي "أحذر حكومة الاستعمار والعمالة من استخدام ميناء طرابلس لجلب جنود الاحتلال العثماني والإرهابيين لبلادنا، إذ يعتبر ذلك مخالفة للقوانين الدولية المعمول بها بهذا الخصوص". وأضاف "سيعتبر ميناء طرابلس عند حدوث ذلك هدفاً رئيساً للسلاح الجوي والمدفعية التابعة للقوات المسلحة الليبية."

يأتي هذا فيما أفاد آمر غرفة السيطرة بعملية بركان الغضب التابع لحكومة الوفاق سالم بوراوي "بتواصل القصف المدفعي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بمحاور اليرموك والخلاطات، من دون وقوع اشتباكات مباشرة مع مسلحي حفتر".

المزيد من العالم العربي