تبنى الحرس الثوري الإيراني مساء الثلاثاء استهدافه قاعدتين جويتين في العراق تستضيفان قوات أميركية، انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. إحدى هاتين القاعدتين هي قاعدة عين الأسد الجوية، والثانية قاعدة "الحرير" في أربيل.
تقع "عين الأسد" على بعد حوالي 100 كم غرب الرمادي في محافظة الأنبار في ناحية البغدادي، هي ثاني أكبر القواعد الجوية بالعراق بعد قاعدة بلد الجوية، والأكبر في غرب العراق كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة القادسية حتى عام 2003 وتتمتع بأهمية إسترايجية كبيرة لناحية موقعها حيث توجد في المنطقة أعلى نقطة عن مستوى سطح البحر بالمنطقة الإقليمية ولكونها تضم مقر قيادة الفرقة السابعة في الجيش العراقي.
بنت شركة يوغسلافية القاعدة عام 1980، على مساحة 33 كم² وتتسع لـ 5000 عسكري مع المباني العسكرية اللازمة لإيوائهم مثل الملاجىء، المخازن المحصنة، ثكنات عسكرية وملاجىء محصنة للطائرات.
وتضم القاعدة مطاراً عسكرياً مجهزاً بمقاتلات ومروحيات وفيها أيضاً قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كم.كما توجد فيها المرافق الخدمية.
اختيار موقع القاعدة في غرب العراق وعند نقطة عالية سببه أيضاً أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أراد حماية بلاده من ضربة إسرائيلية وكذلك حماية سد حديثة العملاق على نهر الفرات الذي يقع بالقرب من القاعدة.
خلال الحرب العراقية الإيرانية أوت القاعدة ثلاثة أسراب من طائرات الميغ- 21 اس و الميغ-25 اس، وتعرضت لغارات جوية مكثفة بواسطة القنابل الموجهة بالليزر. عام 2003 وبعد الغزو الأميركي للعراق احتلتها القوات الأميركية واستخدمتها كقاعدة جوية ومركز رئيسي لنقل الجنود والمؤن، وبقيت كذلك حتى عام 2011 أي طيلة فترة وجود القوات الأميركية في العراق إلى حين تسلمتها القوات العراقية بصورة نهائية.
حاول تنظيم داعش الإرهابي شن هجمات على قاعدة عين الأسد وأطلق عليها صواريخ كاتيوشا تسببت بأضرار في منشآتها.
في العام 2014 ضمت القاعدة 300 جندي ومدربا ومستشاراَ أميركياً وطائرات للتحالف الدولي و18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع لداعش.
زار الرئيس الأميركي دونالد ترمب قاعدة "عين الأسد" بشكل مفاجئ يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأميركيين بعيد الميلاد.