Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوغل يروج لكازينوهات إلكترونية

بين مدمني القمار الساعين للإقلاع عنه

حثت الهيئة التجارية غوغل ومحركات البحث الأخرى على تحديث قوائم المقامرات المحظورة لدى هذه المحركات (غيتي)

يتعرض مدمنو القمار الذين يلجأون إلى محرك البحث غوغل ملتمسين المساعدة للإقلاع عن إدمانهم لسيل من الإعلانات الخاصة بالكازينوهات الإلكترونية.

تقدم خوارزمية شركة البحث إعلانات تروّج لمكافآت بآلاف الجنيهات الاسترلينية التي توفرها المواقع الالكترونية الخاصة بالمراهنات، حتى أن العديد منها يتبجح بقدرته على التحايل على البرامج المصممة لحماية المقامرين الذين يعانون من مشاكل.

عندما يبحث المتصفحون عبر غوغل عن برنامج "غامستوب" البريطاني، الذي يسمح للراغبين بفرض حظر على أنفسهم يمنعهم من المقامرة عبر الإنترنت، لايلبث الواحد منهم إلا ويجد نفسه أمام  قوائم كازينوهات موجودة في الخارج ولا تشملها خدمة الحظر الذاتي الذي يقي صاحبه من لعب القمار.

ومن المحتمل أن تغوي الإعلانات المستخدمين الضعفاء، بوضع المزيد من الرهانات في الوقت الذي يسعون فيه إلى التوقف عن المقامرة بشكل نهائي.

يُشار إلى أن غوغل واصلت عرض بعض تلك الإعلانات حتى بعدما لفتت صحيفة "اندبندنت"  نظرها إلى القضية، وهو تحرك كانت الشركة التكنولوجية قد أفادت في أعقابه أنه جرى تعليق كل الحسابات المسيئة من منصة الإعلانات الخاصة بها التي تحمل اسم "آدوردز".

والحق أن  إعلاناً جاء فيه  "ليس على المواقع الرائجة على غامستوب - احصلوا على مكافآت قدرها 300%”، عُرض يوم الخميس الماضي على رأس قائمة نتائج البحث عن برنامج "غامستوب" عبر محرك غوغل.

وكانت الروابط الأربعة الأولى كلها، التي يدفع المعلنون رسوماً لقاء إبرازها في صدارة نتائج البحث على غوغل، تشير إلى قوائم بأسماء كازينوهات تسمح للعملاء بالتحايل على خدمة الاقصاء الذاتي.

ويؤدي النقر على الروابط هذه إلى المضي بالمتصفح إلى قوائم تضم عشرات العروض التي تقدم للعملاء الجدد مئات الفرص المجانية لتدوير أقراص آلات المقامرة الإلكترونية، والروليت وغيرهما من الألعاب التي يحتمل أن تسبب الإدمان في كازينوهات افتراضية تعمل انطلاقاً من قبرص وجزيرة كوراكاو الكاريبية ومواقع أخرى.

ونُقل الرابط الفعلي لموقع "غامستوب" عبر نتائج البحث التي لا يتقاضى غوغل رسوماً لقاء بثها وهي تظهر عادة في المرتبة الخامسة على صفحة البحث. وأدى البحث عن عدد من المصطلحات الأخرى ذات الصلة إلى نتائج مماثلة.

واعتبرت كارولين هاريس، وهي نائبة عن حزب العمال ورئيسة مجموعة تضمّ ممثلين عن كل الأحزاب معنية بالتعامل مع الأضرار الناجمة عن المقامرة، أن الإعلانات كانت غير أخلاقية.

وقالت "أنا لا ألوم غوغل بالضرورة.. إنها بطريقة ما ضحية براعة الشركات القادرة على تجاوز أي تدابير تُوضع موضع تطبيق.. لديّ تحفظات جدية على نظام الاقصاء الذاتي برمته وعلى استعداد صناعة المقامرة لمعالجة المشكلة".

من المقرر أن تعقد المجموعة البرلمانية التي ترأسها هاريس اجتماعاً خلال الأسبوع المقبل، وتجري تحقيقاً في مسألة الإعلانات عبر الإنترنت التي تقوض الجهود المبذولة لمعالجة مشكلة المقامرة.

بدورها ذكرت فيونا بالمر، وهي الرئيسة التنفيذية لبرنامج "غامستوب" أنها "قلقة للغاية" بشأن تأثير المواقع على الأشخاص الذين أرادوا فرض حظر على أنفسهم حتى لا يلعبوا القمار عبر الانترنت.

وقالت بالمر "عندما يبحث الناس عن معلومات حول الإقصاء الذاتي عن المقامرة عبر الإنترنت، يجب ألأ يشاهدوا أي نتائج سوى تلك المتعلقة بغامستوب والمنظمات التي تقدم الدعم للساعين إلى حلّ مشكلة المقامرة".

واضافت "وبالتالي، نحن نعمل مع غوغل ومحركات البحث الأخرى للتأكد من أنه عندما يبحث الأشخاص عن معلومات حول الإقصاء الذاتي من المقامرة عبر الإنترنت، فإن موقعنا الإلكتروني سيُعرض أمامهم بشكل بارز وأن تلك المواقع لن تظهر في نتائج البحث".

لكن يبدو أن شركات أخرى تعمل كطرف ثالث هي المسؤولة عن نشر إعلانات غوغل، وليس الكازينوهات الإلكترونية نفسها. وتدفع شركات المقامرة رسوم تحويل إلى وسطاء يمكنهم العثور على عملاء جدد قد يتحولون إلى لاعبين منتظمين تربح منهم الكثير.

إلى ذلك، كشف تقرير نشرته هذا الأسبوع صحيفة " ذاغارديان" عن مدى اعتماد أرباح شركات المقامرة، التي تُقدر بمليارات الجنيهات، على المقامرين الذين يعانون من مشاكل. وأظهر التقرير أيضاً أن 83%  من ودائع إحدى الشركات جاءتها من 2% فقط من عملائها.

وقال متحدث باسم غوغل "نحن ندعم إعلانات عن المقامرة المسؤولة، ومن المهم بالنسبة لنا أن يرى الناس إعلانات مفيدة وذات صلة في هذا المجال.. هكذا، لدينا سياسات صارمة فيما خصّ إعلانات المقامرة، ونحن نطبقها بتشدد. وقد علّقنا الحسابات المعنية ".

وتقول الشركة إنها تستخدم مزيجاً بشرياً وخوارزمياً للتدقيق في الإعلانات وفرض قواعدها.

لكن بعدما قدمت غوغل بياناً حول الموضوع، لوحظ يوم الجمعة، أن إعلان مقامرة واحد على الأقل كان لايزال ظاهراً في موقع قريب من أعلى النتائج الأولى للبحث عن غامستوب. وجاء في هذا الإعلان "لا تفوتوا فرصة الاستمتاع مرة أخرى.. تجدون هنا أفضل المواقع غير الموجودة على غامستوب".

يُذكر أن إعلانات مقامرة غير مناسبة قد وُضعت في الماضي ضمن نتائج عمليات البحث على غوغل. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول)، حظرت "هيئة معايير الدعاية" إعلاناً لأحد تطبيقات الكازينوهات كان يستهدف العملاء الذين بحثوا عبر غوغل عن "كيفية إلغاء الاشتراك بالمقامرة بالكامل".

كما حثت الهيئة التجارية التي تحمل اسم "مجلس المراهنات والألعاب" غوغل ومحركات البحث الأخرى على تحديث قوائم المقامرات المحظورة لدى هذه المحركات، وذلك لمنع ظهور مشاكل مماثلة مرة أخرى في المستقبل.

ويُنصح أي شخص يرى إعلانات مقامرة تستهدف نتائج البحث للحصول على المساعدة بخصوص الإدمان بالاتصال بـ "لجنة المقامرة" المسؤولة عن تنظيم عمل هذه الصناعة.

© The Independent

المزيد من الأخبار