Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رد فعل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على مقتل سليماني ليس واحدا

يعتقد مراقبون أن العملية الأميركية أتت خدمة لنتنياهو

أحد مناصري حماس مموهاً وجهه في تظاهرة في غزة (رويترز)

بالغضب والنفير العام تلقت حركتَي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، نبأ مقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" أحد الفرق العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد. علاقة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بسليماني تطوّرت كثيراً في الفترة الأخيرة، حتى وصلت إلى درجة التعاون الكامل في التخطيط ورسم السياسات العامة، وكيفية التعامل مع إسرائيل وطبيعة الرد على انتهاكاتها في قطاع غزّة، وفقاً لما يراه المراقبون للساحة الفلسطينية.
ويعتقد محللون سياسيون بأنّ سليماني كان المصدر الأول للقرارات العسكرية، بالنسبة إلى حركة الجهاد الإسلامي، التي بدا التقارب بينها وإيران واضحاً جداً، وباتت تُعرف بأنها ذراع عسكرية لإيران في قطاع غزّة.


ردود متفاوتة


في الحقيقة، لم تختلف حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، في تعليقهما على مقتل الجنرال الإيراني، فكليهما أصدر بياناً نعى فيه سليماني، واستنكر العملية الأميركية واعتبرها لخدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن الفرق كان أن تعليق "حماس" أتى متوازناً فاكتفت بالتعزية والإدانة، فقال الناطق باسمها فوزي برهوم إن ذلك "يأتي خدمةً لإسرائيل، ويهدف لزرع وبث التوتر في منطقة الشرق الأوسط، بخاصة فلسطين".
وعقّب على ذلك المحلل السياسي حسام الدجني، بالقول إن "التعليق الناعم لحماس على مقتل سليماني يأتي لمراعاة التغيرات الحاصلة في المنطقة (التوتر بين إيران ودول عدة في العالم)، وتحاول الحركة النأي بنفسها عن الخلافات الدولية لتحافظ على علاقتها الدولية".
في الإطار ذاته، علّقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لـ "حماس"، فقالت إن سليماني كان يدعم الفصائل بهدف دحر إسرائيل من المنطقة. لكن الغريب في تعليق "القسام" كان أنّها لم تتحمس في موقفها كثيراً.


غضب الجهاد الإسلامي

في المقابل، أتى موقف حركة الجهاد الإسلامي قوياً، إذ أظهرت غضباً واضحاً على مقتل سليماني. وقال الناطق باسم "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد) أبو حمزة، إنّهم يودعون "قائداً بث الرعب في قلوب أميركا وإسرائيل. ولطالما أشرف الجنرال الإيراني على امتداد عقدين على دعم فلسطين ونقل الخبرات العسكرية والأمنية إلى الفصائل".
واعتبرت "سرايا القدس" نفسها جزءاً من "محور المقاومة". وأضاف أبو حمزة أن "محور المقاومة لن يُهزم ولن ينكسر وسيزداد تماسكاً وقوةً في مواجهة المشروع الإسرائيلي - الأميركي، وسيكون الرد قوياً على عملية الاغتيال".
وكان ظاهراً في الفترة الأخيرة تقارب كبير بين إيران وحركة الجهاد الإسلامي، وبحسب المحللين فإن فكر الأخيرة بات أقرب إلى التشيّع، فضلاً عن أن فيلق القدس في الحرس الثوري يُعد الداعم الأساسي لها بالمال والسلاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعليقاً على ذلك، أوضح الدجني أن "علاقة الجهاد الإسلامي بإيران أقوى بكثير من علاقة حماس بها، وهي أشبه بالتحالف مع الجمهورية الإيرانية، وكون أنّ الجهاد الإسلامي لا علاقة لها بالحكم (في فلسطين)، تجد نفسها مرتاحة أكثر في التعبير عن موقفها وبناء علاقتها".
وبحسب المعلومات التي وردت "اندبندنت عربية"، فإنّ سليماني عمل على بناء قاعدة قوية لإيران في قطاع غزّة، وتحديداً مع حركة الجهاد الإسلامي، وعمل على دعمها بالأفكار في المواجهة مع إسرائيل، ومد الفصائل بالسلاح ما مكّنه من بناء علاقة مميزة مع هؤلاء.
ولدى رصد العلاقة بين إيران وحركة حماس، فإن فتوراً كبيراً اعتراها خلال الفترة الماضية (منذ سنة تقريباً)، وذلك بسبب تقارب الأخيرة مع بعض قرارات الدول العربية والسياسة الأميركية.


مصالح حزبية حمساوية
 

وأكد الدجني ذلك معتبراً أن "حماس تربطها مصالح حزبية لتحقيق سياساتها، ولا يمكن أن تتلقى أي أوامر أو تعليمات من إيران، فحماس حركة مؤسساتية ولها وجهة نظر وسياسة واضحة، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، فإن اختلفت أفكار الفصائل مع عقائد إيران فلا حرج في ذلك".
وأشار الدجني إلى أن "علاقة حماس دخلت بالمد والجزر مع إيران، على الرغم من أنها أكبر الدول الداعمة لها سياسياً ومالياً وعسكرياً، مثلما هي الحال مع حركة الجهاد الإسلامي، إلا أن علاقة الأخيرة بطهران لم يتخللها مد وجزر".
 
 
علاقة غير مرتبطة بشخصية سليماني

 
وتوقع محللون أن تتدهور علاقة إيران بالفصائل التي تدعمها في قطاع غزّة بعد مقتل سليماني، مع ترجيح أن تشهد فتوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، بخاصة إذا رفضت الفصائل أن تنخرط في الانتقام لدم سليماني. إلا أن الدجني نفى ذلك، قائلاً إن "علاقة حركتي حماس والجهاد الإسلامي بإيران، غير مرتبطة بشخصية سليماني، كونه ينفذ توجهات طهران وسياستها، وما لم يحدث أي تحول في هذه السياسة، فإن الأمور ستبقى على ما هي أو ربما تقل نسبياً".
ويعتقد الدجني أن "جزءاً من عملية الاغتيال مرتبط بكسر شوكة الفصائل، وخدمة لإسرائيل، وقد ينقذ ذلك نتنياهو في أي انتخابات مقبلة، أو قد يحسن من وضعه السياسي".
وبالفعل، أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على الحدود الشمالية (مع لبنان وسوريا) والحدود الجنوبية (مع قطاع غزة). واختصر نتنياهو زيارته إلى اليونان لدراسة الأوضاع الميدانية، عقب مقتل سليماني.
وحول استخدام غزة، كأداة رد على مقتل سليماني، استبعد الدجني ذلك، وقال إن "غزة لا تُستخدم للرد على أحد"، متوقعاً أنّ يكون الرد من كل الجبهات الموالية لإيران، مشيراً إلى أن قيادة الفصائل أكثر وعياً ولن تتخذ قراراً كهذا.

المزيد من الشرق الأوسط