Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محافظ "بنك إنجلترا" يحذر من تدهور الأصول المالية بتأثير التغير في المناخ

القطاع المالي مطالب بخروج سريع من الاستثمار في الوقود الأحفوري

الاحتباس الحراري المتأتي من غازات التلوث التي تنبعث من الوقود الأحفوري أسهم في الحرائق الضخمة في أستراليا (أ.ف.ب.)

حذّر محافظ "بنك إنجلترا" المنتهية ولايته مارك كارني من أن تغيّر المناخ قد يجعل الاستثمارات التي ينهض بها ملايين الأشخاص "من دون قيمة". وأشار أيضاً إلى أن القطاع المالي لم يتنبّه بعد إلى الأزمة التي تلوح في الأفق "ولم يتحرّك بالسرعة الكافية" للتخلّص من الاستثمار في الوقود الأحفوري.

وسيصبح كارني مبعوثاً خاصّاً للأمم المتحدة في العمل المناخي وتمويله، بداية من فبراير (شباط) 2020. وقد أدلى بتعليقاته هذه إلى برنامج "توداي" Today الذي تبثّه شبكة "بي بي سي" البريطانية ضمن فقرة أعدّتها [الناشطة البيئية المعروفة] غريتا ثونبرغ، وتُعرض يوم الإثنين.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان ينبغي لصناديق الرواتب التقاعدية أن تبتعد عن الاستثمار في مجال الوقود الأحفوري حتى لو بدت العائدات المالية جذّابةً في الوقت الراهن، أوضح كارني أنه "ليس الأمر على هذا النحو، لكن يمكنهم تقديم هذه الحجّة".

وأضاف، "إنهم بحاجة إلى إثارة هذا الجدل، كي يكونوا واضحين في القول إن هذا ما سيكون الوضع عليه إذا أصبحت نسبة كبيرة من تلك الأصول بلا قيمة. وإذا أردنا إحراق كلّ هذه النفط والغاز، فلن نتمكّن من الوفاء بموازنات الكربون. وسيُستَنْزَف ما يلامس الـ80% من أصول الفحم، وحوالى نصف احتياط النفط في الدول المتطوّرة".

وفي أوقات سابقة، أشار "بنك إنجلترا" المركزي إلى أنه فيما يهدّد تغيّر المناخ بالقضاء على نحو 16 تريليون جنيه استرليني من الأصول المالية، فإن الشركات التي تتصدّر الجهود المبذولة للحدّ من الانبعاثات الحرارية يمكن أن تتلقى مكافآتٍ بشكل رائع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حديثٍ مع صحيفة "ذي غارديان" في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أشار كارني إلى أنه "ستكون هناك صناعات وقطاعات وشركات تعمل بشكل جيّد للغاية خلال هذه العملية لأنها ستكون جزءاُ من الحل. لكن في المقابل، سيكون هناك أيضاً من يتخلّف عن اللحاق بهذا الركب وسيتحملون عواقب جمة من جراء ذلك".

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" البريطانية، دعا كارني الشركات "إلى تكوين تقييمها [الخاص بشأن هذا الوضع]، وأن توضّح للأشخاص مصير أموالهم في نهاية المطاف عندما يتعلّق الأمر بالتصفية". وأضاف، "السؤال المطروح على كلّ شركة أو مؤسّسة مالية، وكلّ مدير أصول أو صندوق رواتب التقاعد أو شركة تأمين، هو: ما هي خطتّك؟"

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلن "بنك إنجلترا"، أنه سيصبح أول بنك مركزي يجري اختباراتٍ شاملة تتناول مدى قدرة النظام المالي على تحمّل المخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ.

وبموجب الخطط الجديدة الطموحة، ستخضع أكبر الشركات البريطانية في الإقراض والتأمين، لاختبارات بشأن الضغط الذي يسبّبه المناخ على أصول تُقدّر بتريليوناتٍ الجنيهات الاسترلينية، على غرار اختبارات الإجهاد المالي التي يتعيّن عليها اجتيازها فعلا.

ووصف المحافظ الحالي لـ"بنك إنجلترا" التغيّر المناخي بأنه "مأساة تلوح في الأفق"، محذّراً من وقوع "أحداث مناخية أكثر تطرّفاً". وفي المقابل، حذّر من أنه "مع حلول الوقت الذي تصبح فيه الأحداث المناخية المتطرّفة سائدةً للغاية، يكون واضحاً أن الأوان قد فات لفعل شيء ما بشأن المناخ... إننا نتطلّع إلى القادة السياسيّين للشروع في معالجة المشكلات المستقبلية، بدءاً من اليوم".

(تقارير إضافية من وكالة "برس آسوسييشن")

© The Independent

المزيد من اقتصاد