Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا... هبوط 4 طائرات تحمل مقاتلين سوريين في مطار معيتيقة

خبراء أنهوا خطط إنشاء مراكز لاستقبال الدعم التركي لميليشيات "الوفاق"

مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

أكدت إذاعة "RFI" الفرنسية وصول عدد كبير من "المرتزقة السوريين" إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية غير مسجلة.

وأفادت بأن شركة الخطوط الجوية الليبية "Afriqiyah Airlines" وشركة الطيران "Ajniha"، التي يملكها عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا، نقلتا المقاتلين من تركيا إلى طرابلس، بهدف مساعدة المجموعات المسلحة الموالية لحكومة "الوفاق"، كاشفة أنه بين يوم الجمعة والأحد، هبطت أربع طائرات في مطار معيتيقة، وأنزلت مقاتلين سوريين من الألوية الموالية لأنقرة.

البحث عن أماكن مناسبة

ومع تزايد الاستعدادات التركية لإرسال جنود وأسلحة إلى ليبيا لدعم ميليشيات حكومة "الوفاق" التي تقاتل "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر، كشفت مصادر مأذونة من طرابلس عن وجود خبراء وأفراد أمنيين أتراك في العاصمة منذ حوالى أسبوعين، زاروا مواقع عسكرية وأمنية عدة في طرابلس ومصراتة والمدن الواقعة بينهما، بغية البحث عن أماكن مناسبة لبناء قاعدة عسكرية.
وذكرت المصادر عينها لــ"اندبندنت عربية" أن هؤلاء الأفراد والخبراء تابعون لـ"شركة سادات" الأمنية المرتبطة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويديرها العقيد عدنان تانيفيردي، كبير مستشاري أردوغان لشؤون الأمن والجيش، وأنهم جاؤوا إلى ليبيا بتنسيق مع قادة الميليشيات التابعة لمصراتة، وتحديداً قائد ميليشيا يدعى العقيد الفيتوري غريبيل، تربطه صلات سابقة بالشركة الأمنية التركية المذكورة.
 

إنهاء وضع الخطط
 
وأفادت المصادر بأن أفراد هذه الشركة الأمنية زاروا أيضاً مواقع في مناطق الخمس والقربولي ومسلاتة، بالإضافة إلى مصراتة وغريان، وجرى الانتهاء من وضع خطط بشأن المراكز التي تستقبل دعماً تركيّاً مباشراً لميليشيات "الوفاق".
وكشفت المصادر ذاتها عن أن "المرحلة الأولى من معركة تركيا في ليبيا ستكون جوية، حيث ستنطلق طائرات بيرقدار TB2من مطار (غجيت قلعة) في قبرص، الذي نقلت إليه أنقرة منتصف الشهر الماضي بعضاً من طائراتها المسيّرة لتنفيذ سلسلة ضربات جوية على مواقع الجيش الوطني في أحياء جنوب طرابلس وعلى خطوطه الخلفية".
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، صرح الثلاثاء أن مهمة إرسال قوات إلى ليبيا "ستوكل إلى وزارة الدفاع بعد مصادقة البرلمان التركي على مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة الوفاق". لكن يبدو في الوقت نفسه أن أنقره أخذت احتياطاتها فيما يخص مواجهة الرفض الدولي لوجودها العسكري في ليبيا أو لتحقيق أهدافها، إذا ما فشلت عسكرياً في تحقيق أطماعها بإنشاء قاعدة عسكرية في طرابلس. ومن بين تلك الاحتياطات الاعتماد على شركات "المرتزقة"، التي يرى الباحث السياسي، عز الدين عقيل، أنها "كل ما يستطيع أردوغان إرساله إلى ليبيا في ظل ظروفها الراهنة"، معللاً ذلك بأن ليبيا واقعة تحت وصاية مجلس الأمن وأن لجنةً تابعة له تختص بمراقبة ومنع وصول الأسلحة إلى ليبيا ومنح الموافقات لطلبات السلاح الاستثنائية.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

العامل الأوروبي
 
وأكد عقيل في حديثه لــ"اندبندنت عربية" أن "أوروبا التي تُعد ليبيا مجالاً جيوساسياً لها لن تسمح لأردوغان بالاقتراب منها، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى مشاكله الكثيرة معها".
وإزاء السياسات التي قد تعمد إليها تركيا، يرى عقيل أنها ستمكّن أردوغان "ليس بليّ ذراع الأوروبيين فقط، بل وليّ أعناقهم أيضاً في حال سمحوا له بالسيطرة على ليبيا. وستكون أهم الأوراق التي ستمكّن هذه الشركات أردوغان من الضغط بها، إمدادات النفط عموماً والغاز خصوصاً إلى إيطاليا".
وضرب عقيل مثالاً بشركة "هاليبرتون"، التي تكشّف فسادها إبان الحرب الأميركية في العراق، عبر مليارات الدولارات التي حققتها من خلال صفقات مشبوهة أوجدتها ظروف الاحتلال الأميركي.
بل واعتبر عقيل أن "أردوغان وجماعته السياسية لن يكونوا أقل سوءاً حيال استغلال النفط الليبي من جماعة نائب الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، ديك تشيني، المعروف بمهندس خطط احتلال العراق". وسيكون بمقدور أردوغان التأثير في ملف النفط الليبي، الذي رأى عقيل أن "الرئيس التركي سيجد أي تدابير لاستغلاله حال احتلاله لليبيا"، وسيتجاوز تأثيره ذلك إلى ملفات أخرى تستهدف أوروبا إذ "سيصبح ملف الهجرة غير الشرعية المقلق جداً للأوروبيين في قضبته، بعدما سبق لهم وأن جربوه في ملف النازحين والمهاجرين السوريين، الذي لا يزال يبتزهم به إلى اليوم".

 

 
مخاطر أفريقية
 
وحذر عقيل من "مخاطر مثل هذه الشركات الأمنية في ظل وجود تيارات إسلامية قوية وعنيفة في المغرب العربي ودول أفريقيا الواقعة جنوب ليبيا، ما يوفر لأردوغان تحالفات إقليمية قوية وضاربة لزعزعة الوجود الفرنسي في تونس والجزائر والمغرب والسودان وتشاد والنيجر ومالي، لحساب النفوذ السياسي والاقتصادي التركي في أفريقيا".
وتملك تركيا قاعدة عسكرية في الصومال كان أردوغان عبّر عن رغبته في استنساخها بدول أفريقية أخرى، لكن الصحافي عيسى عبد القيوم رأى أن "أردوغان لن يعمد إلى تشكيل أي جسم رسمي لمرتزقة، بعضهم محسوب على القاعدة، وبعضهم على الجيش الحر التابع لتيار الإسلام السياسي"، معللاً رأيه بأن "استخدام هذا النوع من المقاتلين ميسّر من دون أن يدفع ضريبة ذلك أو يُحسب هؤلاء عليه، فـالتجارب أثبتت أنها سريعة الانشطار، وإمكانية تغيير ولائها متوقعة في أي لحظة، وهنا مكمن الخطر في تبنيها تحت المؤسسة التركية"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "الدلائل أثبتت وصول طلائع هذه المجموعات إلى طرابلس تحت شعار محاربة الإلحاد ونصرة الإسلام وبفتاوى وتحريض من شيوخ التيار الإسلامي، كما حدث في ساحات سابقة مثل أفغانستان والشيشان والبوسنة".
وعبّر عبد القيوم عن اعتقاده أن "تركيا ستتنظر لقاء أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين منتصف الشهر الحالي لتنفذ قرارها بالتدخل في ليبيا"، مرجحاً أن "أنقرة ستتخلى عن سوريا بالكامل مقابل السماح لها بدعم السراج للاستفادة من مذكرة التفاهم وما تمنحه لها من حقوق غازية غير قانونية".
لكن تصريحات مسؤولين أتراك كبار، أبرزهم تانيفيردي نفسه لموقع "نورديك مونيتور" السويدي تؤكد الرغبة التركية في الاعتماد على الشركات الأمنية، التي اعتبر أنها تمكّن تركيا بموجب مذكرة التفاهم الأمني التي وقعتها مع "حكومة الوفاق"، من إرسال متعاقدين خاصين إلى ليبيا. بل وأكد تانيفيردي حاجة أردوغان إلى مثل شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأميركية، "لتكون أداةً جديدة لسياسة تركيا الخارجية، إذ تمكّنها من إرسال قوات إلى الخارج دون التقيد بالقوانين الدولية".
وفي ظل ما توفره الشركات الأمنية من فرص لتحقيق أهداف الدول الطامعة وتحقيق انتصارات سريعة يعطلها التزام الجيوش النظامية بقواعد الاشتباك والقوانين الدولية، لا سيما وأن مسؤوليات آثار معارك هذه الشركات تتحملها الحكومات المؤجِرة لخدماتها، اعتبر عقيل أنه "من غير المستبعد أن يكون أردوغان وجد بهذا التكتيك ضالته المنشودة لتحقيق أهدافه العسكرية في ليبيا، بخاصة وأن المصرف المركزي الليبي هو الذي سيدفع نفقات هذه الشركات، ما سيجعل الرئيس التركي رابحاً على كل نحو ووجه ومن دون أن يتورط بتحريك جيشه أو أي قوات حكومية نحو ليبيا".

المزيد من العالم العربي