Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي أصول تهنئة عيد الميلاد البديلة ولماذا يعترض ترمب عليها؟

ربط ترمب وغيره من المحافظين عبارةً لم تكن ذات يوم مثيرة للجدل بـ "بلوغ اللباقة السياسية حد الجنون"

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعترض على التهنئة البديلة بعيد الميلاد (رويترز)

في الواقع لا يبدو أن الجدل في استخدام تهنئة دون أخرى هو تقليد قديم قدم عيد الميلاد نفسه.

كل عام، ومع اقتراب الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، تبدأ فئات معينة من الناس بالاعتراض على استخدام تهنئات من قبيل ”أعياد سعيدة“، أو ”تهاني الموسم“أو غيرها.

لذلك، دعونا نبحث كيف بدأ هذا الجدل الموسمي وكيف يتجلى؟

ما هو الهدف الأصلي الذي كان وراء استخدام عبارات مثل "أعياد سعيدة"؟

في البداية، كان الهدف من اعتماد عبارة "أعياد سعيدة" إما وسيلة لتفادي الإساءة لفئات معينة، أو تهنئة عامة تشمل احتفالات أخرى كرأس السنة الجديدة، والمهرجانات الشتوية للأديان الأخرى - مثل عيد الأنوار اليهودي - إلى جانب عيد الميلاد.

يمكن تتبع أصول العبارة إلى عام 1863 على أقرب تقدير، ومع حلول الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين بات استعمالها شائعاً - وبدون جدال - كانت تستخدم في الحملات الدعائية.

لكن خلال العقود الأخيرة، باتت العبارة التي كان يقصد بها أن تكون خياراً محايداً أو شمولياً تحمل بعداً سياسياً بشكل متزايد.

لماذا يعترض بعض الأشخاص على "أعياد سعيدة" والعبارات المماثلة؟

يكره البعض ما يرونه محاولة للعلمنة: فهم يرون أن تلك العبارات "تنتزع المسيح من عيد الميلاد".

يفخر البعض بكرههم لما يسمونه "بلوغ اللباقة السياسية حد الجنون"، وغالباً ما يربطونها بنمط مبادرات المجالس البلدية لـ "اليسار المنعزل"  التي تعرضت للسخرية لمنعها أموراً مثل أغنية الأطفال”با با بلاك شيب“ (با با يا أيها الحمل الأسود) - على الرغم من أن أي بلدية لم تقم بالفعل بحظر الأغنية على الإطلاق.

وعلى نحو متزايد، تم ربط تعبير "أعياد سعيدة" بما يصوره بعض النقاد على أنه محاولة شجاعة لاسترضاء المسلمين، إلى جانب ربطها أحياناً بادعاءات تفيد بأن الإسلام يشكل تهديداً "لأسلوب معيشة" البلد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أصبح من الشائع أكثر فأكثر أن يتم وضع بعض هذه الاعتراضات أو كلها في بوتقة واحدة مع الاعتراضات ضد "الحرب المتصورة على الميلاد".

إذاً، كيف بدأت ردة فعل "الحرب على عيد الميلاد"؟

ربما، من شبكة فوكس نيوز في عام 2005. كانت تلك هي السنة التي قام فيها جون غيبسون، وهو مذيع برامج حوارية إذاعية، وكان يقدم حينها برنامج ”ذا بيغ ستوري“ على قناة فوكس نيوز، بنشر كتاب بعنوان: ”الحرب على عيد الميلاد: كيف يفوق تآمر الليبرالية لحظر عطلة مسيحية مقدسة توقعاتكم“.

في هذا السرد، لم تعد عبارة "أعياد سعيدة" بريئة كما كان البعض يعتقد. بدلاً من ذلك، تم تصويرها كفعل من أفعال العدوان الليبرالي.

ثم قام مذيع آخر يعمل في فوكس نيوز، هو بيل أويلي بتبني تلك الرسالة بكل حماس ، وراح يكررها كل عام تقريباً.

ما الذي حدث خلال "الحرب على عيد الميلاد"؟

بالنسبة للمحافظين الأميركيين، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى اليمين الإنجيلي - من كان يعرف طبيعة الجحيم الذي سيفتح الليبراليون أبوابه إذا سمُح لهم بالانتصار في الحرب على الميلاد.

وذكر دان كاسينو، أستاذ بجامعة فيرلي ديكنسون لصحيفة نيويورك تايمز في عام 2016: "يقولون إن الخطوة التالية بعد استخدام عبارة ”أعياد سعيدة“ هي الإجهاض الاختياري والقتل الرحيم ... إنه طريق يوصل إلى الجحيم، لكن هذه هي الحجة المقدّمة".

وبحلول عام 2016 - في مثال هو أبعد ما يمكن عن أن يكون المثال الوحيد للتآزر بين فوكس نيوز و الرجل الذي أصبح الآن رئيساً للولايات المتحدة - كان دونالد ترمب يستفيد من تلك المخاوف المحافظة خلال حملته الانتخابية الرئاسية.

وخلال التجمعات، وعد مراراً وتكراراً بإنهاء "الحرب على عيد الميلاد"، وعندما استلم منصبه أعلن نصر رد الفعل العكسي المحافظ مصرحاً: "يمكننا مجدداً أن نقول: ميلاد مجيد".

إذاً، ما هي التهنئة التي تستخدمها بعض منظمات ترمب في "عيد الميلاد المجيد" هذا العام؟

تحتوي الصفحة الرئيسية لمتجر”ترمب ستور“ الإلكتروني - الذي يمكّنكم من اختبار عالم ترمب - على صورة تظهر زينة لشجرة الميلاد وهدايا مرتبة حول عبارة: "دليل هدايا العيد، تسوقوا الآن".

لذا يمكننا أن نجادل إلى حد كبير أنهم يقولون "أعياد سعيدة".

ما هي المحاولات الاحتفالية الشمولية الأخرى التي أغضبت المعلقين اليمنيين؟

أحد تلك الأحداث التي تتذكرها شريحة واسعة من الناس هو إطلاق مجلس مدينة برمنغهام لاحتفالية ”وينترفال“ للفعاليات الشتوية.

تم تصوير هذه الخطوة، التي اتخذتها السلطات المحلية المسؤولة عن ثاني أهم مدينة في إنجلترا، على أنها محاولة لاستبدال عيد الميلاد بمهرجان علماني مصطنع بالكامل يسمى وينترفال. وأدينت على الفور بأنها "لباقة سياسية جنونية".

عندما أحيت البلدية مهرجان وينترفال مرة أخرى في عام 1998 ، قام الأسقف الإنجيلي مارك سانتر، لربما من الصائب أن نسميه أسقف برمنغهام، بالسخرية علانية من الاحتفالية بصفتها بديلاً أحمق لعيد الميلاد وتساءل عما إذا كانت المسيحية "تخضع للرقابة".

لكن في الحقيقة، تضمن الكتيب الأصلي الذي نشرته البلدية لـوينترفال أشياء مثل صور الملائكة، وتفاصيل متعلقة بحفل موسيقي لترانيم الميلاد. وورد فيه ذكر كلمة عيد الميلاد.

وأوضح مايك تشب، رئيس الفعاليات في مجلس المدينة في ذلك الوقت: "بكل بساطة، كنا في حاجة إلى وسيلة يمكنها أن تؤمّن تسويقاً شاملاً لموسم كامل من الأحداث... ديفالي (مهرجان الأنوار)، إنارة أضواء عيد الميلاد، احتفالية ”تشلدرن إن نيد“ (أطفال معوزون) التي تطلقها بي بي سي لجمع التبرعات للأطفال المحتاجين، إضاءة الشموع في قصر آستون هول، رأس السنة الصينية، ليلة رأس السنة الميلادية، إلخ. كما أنه موسم شمل أيضاً عروضاَ مسرحية وحلبات للتزلج في الهواء الطلق، سوق فرانكفورت المفتوح لعيد الميلاد، وعروض المبيعات الموسمية في عيد الميلاد".

وأضاف السيد تشب: "لم تكن اللباقة السياسية أبداً السبب وراء وينترفال، لكن، نعم، كان المقصود منه أن يكون شاملاً (وليس هذا بالأمر السيء في رأيي)".

لكن وعلى الرغم من هذه التفسيرات، أصبحت كلمة "وينترفال" راسخة في الوعي الوطني كاختصار للباقة السياسية من العيار الثقيل.

وبعد قرابة عقد من الزمن على طرح وينترفال لأول مرة، قال مسؤول صحافي في مجلس مدينة برمنغهام أصيب بالسأم من هذا الموضوع لمراسل صحيفة الغارديان: "إننا نواجه هذا كل عام. يعتمد الأمر فقط على عدد الصحافيين المارقين الذين تقابلهم في كل سنة بحد ذاتها. نحن نقول لهم إنه مجرد هراء، لكن لا يبدو أن إجابتنا تحدث فرقاً كبيراً."

نُشرت هذه المقالة في الأصل في 25 ديسمبر (كانون الأول) عام 2018

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات