Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق العقارات القطري أمام اختبار حقيقي قبل نهائيات كأس العالم

وقع برج الدوحة القطري في معاناة فائض المعروض الذي يفوق حجم الطلب قبل كأس العالم 2022، ونصف طوابقه الـ46 خالية

أبراج قيد الإنشاء في منطقة الدفنة في الدوحة قطر 5 فبراير شباط 2019 . (رويترز)

فاز برج الدوحة في قطر- وهو عبارة عن أسطوانة مدببة تتوهج باللون البرتقالي ليلاً- بجائزة عند الانتهاء منه في عام 2012 وسط طفرة عقارية في الخليج، ولكن اليوم نصف الطوابق الـ46 الموجودة فيه خالية.

وبحسب "رويترز"، فالبرج المكتبي، الذي أصبح الآن جزءا مألوفا من أفق العاصمة شاهقة الارتفاع، قد سقط خطأً، بحسب سماسرة العقارات والمصرفيين والمحللين، في معاناة سوق العقارات في قطر من فائضٍ في المعروض يفوق حجم الطلب قبل كأس العالم 2022، والذي يعكس تراجعا في النشاط العقاري على نطاق أوسع بمنطقة الخليج بعد انخفاض أسعار النفط.

وتُعاني قطر من تحدٍ إضافي مُتمثل في المقاطعة الدبلوماسية والتجارية وحظر النقل المفروض عليها لدول الخليج العربية من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بسبب مزاعم دَعم الدوحة للمتشددين الإسلاميين وهو ما تنفيه قطر.

وبفعل هذا النزاع الطويل، أصبح من الصعب اجتذاب المشترين الأجانب للمساحات السكنية أو التجارية.

وهبطت أسعار المساكن بنحو 10 في المئة منذ يونيو (حزيران) 2017، عندما بدأت المقاطعة، وهبطت أسعار المكاتب بنسبة مماثلة، وفقاً للمحللين والاقتصاديين. ويقولون إن الإيجارات انخفضت بنسبة 20 في المئة عن مستواها قبل ثلاث سنوات.

وقال جاسون تواي، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس "إن قطاع العقارات في قطر كان أحد الخسائر الرئيسية الناجمة عن الحصار الذي فُرِضَ في منتصف عام 2017".

ولم تترجم أزمة الانكماش العقاري حتى الآن إلى قروض سيئة، حيث يقول المصرفيون إن المقترضين الذين يملكون أصولاً عقارية راكدة يميلون إلى أن يكون لهم حضور في البلد الأغنى.

وقال رغافان سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، عندما سُئِل عن وجهة نظره في سوق العقارات "لديهم القدرة على تحمل السوق.. لا أرى تهديداً كبيراً".

وقال أحد المصرفيين في بنك الخليج التجاري إن بنوك مثله تعمل على إعادة هيكلة العديد من قروض العقارات في الأشهر الأخيرة، وتمديدها إلى فترات دفع مدتها 20 عاماً من 10 في بعض الحالات، للحفاظ على الأعمال التجارية للمطورين الذين تضرروا من بطء الطلب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

لكن مع اقتراب نهائيات كأس العالم، يقول الخبراء العقاريون إن المشاريع التي تم التخطيط لها منذ فترة طويلة سوف تُغرق السوق، حتى في الوقت الذي تجلس فيه مَبَانٍ في مواقع رئيسية، مثل برج الدوحة، بلا عمل.

 

 

ويقول جوني آرتشر، المدير المساعد لشركة DTZ، وهي شركة عقارية مقرها الدوحة "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما يحدث لأسعار العقارات حينما يصل الكثير من المعروض الجديد إلى السوق".

جنون كأس العالم

وتعتزم قطر الغنية، التي تعدّ أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، زيادة المساحة السكنية بنحو 50 في المئة ومساحة المكاتب بنسبة 40 في المئة في الأعوام الثلاثة المقبلة، وذلك جزئياً بسبب الطلب المتوقع من كأس العالم، وفقاً لتقرير نُشر الأسبوع الماضي، من قبل شركة العقارات DTZ.

ويتمثل نصيب الأسد من أعمال البناء الجارية في الأبراج السكنية الراقية والمساحات المكتبية الفارهة والفنادق الفاخرة ومراكز التسوق.

ويُطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قطر بتوفير 60 ألف غرفة فندقية على الأقل خلال فترة بطولة كأس العالم التي تستمر شهراً، فمن المُقَدَّر أن تجذب قطر نحو 1.5 مليون متفرج، وهو أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 2.6 مليون نسمة.

قطر لديها نحو 26500 غرفة، وسوف تضيف 15000 أخرى بحلول عام 2022، حسب تقديرات DTZ.

وقالت اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم إن البقية ستقابلها غرف على متن سفن الرحلات السياحية وفي المعسكرات الصحراوية، ومن المتوقع أن تكون هذه المخيمات عبارة عن أماكن إقامة بدوية لتعريف الزوار بمذاق الحياة الصحراوية.

ويقع جزء كبير من المباني في مدينة جديدة تماما، هي لوسيل، التي تمتد على مساحة 38 كيلومتراً مربعاً إلى الشمال مباشرة من الدوحة، وتتخللها أبراج تجارية وفنادق ومراكز تسوق في مراحل مختلفة من البناء.

ويتم تطوير مدينة لوسيل من قبل شركة "الديار" القطرية العقارية التي تُسَيطر عليها الدولة، والتي يُعتقد أنها ستستضيف 200 ألف مُقيم و170 ألف موظف، وترتكز على أكبر استاد لكأس العالم في قطر، وهو ما سيستوعب 80 ألف مقعد ويستضيف مباراتي افتتاح وختام المونديال.

وتقول شركة "كوليرز إنترناشيونال" العقارية، التي كان مكتبها أحد أوائل المشاركين في لوسيل، إن إقناع الشركات بملء مجموعة من الأبراج عن طريق الإنترنت قبل عام 2022 سيكون مهمة شاقة.

وقال المدير الإقليمي لشركة كولينز، أدريان كامبز "سيكون هناك إفراط هائل في الهيكل التنظيمي للبنية التحتية للمكاتب في المستقبل المنظور".

وفي محاولة لتحفيز النشاط، صدَّقت قطر الشهر الماضي على قانون استثمار يسمح للأجانب بملكية كاملة للشركات، وقد حددت قطر لسنوات عدة مناطق راقية معينة مثل لوسيل مفتوحة أمام الأجانب، لكن السماسرة يقولون إن الطلب ما يزال منخفضاً.

مراكز التسوق، التي تفتقر إلى المتسوقين السعوديين أو الإماراتيين الذين كانوا يتدفقون عليها قبل المقاطعة، كانت من بين القطاعات الأكثر تَضرُراً، حيث اضطر البعض إلى إغلاق المحلات في الأشهر الأخيرة.

وعلى الرغم من ذلك يُجرى حالياً بناء مراكز تسوق جديدة على أي حال.

ووفقًا لـ DTZ فقد تضاعف إجمالي مساحات البيع بالتجزئة خلال ثلاث سنوات، وسيزداد بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2021 مع تسعة مراكز تسوق جديدة.

ما وراء العام 2022، تواجه عقارات قطر وجهة نظر غير مؤكدة، وإلى جانب ملاعب كرة القدم، لم تُحدد قطر خططاً تراثية لما يحدث للبنية التحتية التي تم تطويرها لكأس العالم، بعد البطولة.

وقال ريتشارد راين، الذي يعمل على المسح الإحصائي للممتلكات لصالح DTZ "هناك الكثير من الشك بشأن الأماكن التي ستأتي منها الطلبات على وجه التحديد".

وتواصلت "اندبندنت عربية" عبر البريد الإلكتروني مع الفريق الإعلامي باللجنة العُليا للمشاريع والإرث في دولة قطر، للحصول على تعليق بشأن ما ورد في تقرير "رويترز"، لكن لم نتلق أي رد.

المزيد من اقتصاد