Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حسان دياب ينزع صبغة "حزب الله" عن حكومته... ولن يعتذر

توجه نحو خيار التكنوقراط من المستقلين وأصحاب الاختصاص

يوم طويل من الاستشارات النيابية غير الملزمة، شهدها البرلمان اللبناني، حيث أجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، مشاوراته مع مختلف الكتل النيابية لاستطلاع آرائها حول المطالب والاقتراحات للحكومة العتيدة، شكلاً ومضموناً وبرنامجاً.

 وبدا من مواقف كتلتَيْ "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) و"تكتل لبنان القوي" (التيار الوطني الحر)، عقب المشاورات مع الرئيس المكلف، كما موقف دياب مع نهاية اليوم الطويل، حرصٌ واضحٌ على نزع صفة اللون الواحد عن الحكومة التي وُصِمَت به غداة التكليف، بعد رفع الميثاقية الطائفية عنها بفعل عدم حصول رئيسها على غالبية سنية وازنة من أصوات النواب.

 

 

سرعة التأليف

 وترافق هذا الحرص مع تأكيد على أهمية وضرورة أن يتم التأليف سريعاً، منعاً لاصطدام الرئيس المكلف بطلبات تعجيزية ترمي إلى تفشيل مهمته، على قاعدة إحراجه فإخراجه، خصوصاً أن هذا الإحراج بدأ عن طريق سحب بساط الغطاء السني من تحت قدميه، تمهيداً لإيقاعه في أفخاخ تلبية المطالب والوقوف على "خواطر" الكتل.

في المقابل، تؤكد مصادر سياسية مواكبة لمفاوضات التأليف أن ثنائي حزب الله  - العهد، حريص على تجاوز هذه المطبات، ويعمل جاهداً على توفير كل التسهيلات لقيام الحكومة.

حكومة معلّبة

 وبلغ الأمر بهذه المصادر حد القول، إن الحكومة شبه جاهزة في مفاصلها الأساسية ولم تعد تحتاج إلاّ إلى بضع لمسات أخيرة تتصل في الحيّز الأكبر منها بتمثيل الحراك الشعبي.

أما إفساح الوقت أمام إعلانها، فيعود إلى عدم رغبة هذا الفريق باتهامه بأن التشكيلة الحكومية معلّبة، تماماً كما كان التكليف. وهذا الرأي عبّرت عنه بشكل غير مباشر كتلة "اللقاء الديمقراطي" (الحزب التقدمي الاشتراكي)، عندما أعلنت رفضها المشاركة في المشاورات لأن "السيناريو مُعدٌّ سلفاً لإنتاج حكومة عاجزة عن تلبية تطلعات الناس".

 وينسحب هذا الموقف أيضاً على النائب نهاد المشنوق الذي رفض المشاركة، نظراً الى أن "الذهنية السياسية التي أدت إلى التكليف، لا تزال تعاند الحقائق السياسية".

خلاصة

في حصيلة الاستشارات، وما أعلنه الرئيس المكلف، مجموعة خلاصات يمكن اختصارها بالتالي: الكتل التي سمّت دياب، وهي عمليّاً التي تنضوي تحت لواء تحالف الثامن من آذار وتدور في فلك "حزب الله"، أكدت دعمها وتسهيلها لمهمة الرئيس المكلف، فيما تشبّثت الكتل من خارج هذا التحالف أو النواب المستقلين الذين امتنعوا عن تسمية دياب، بمواقفهم ومطالبهم، مخفّضين من سقف توقعاتهم حيال حظوظ الحكومة واحتمالات نجاحها.

تفضي المعايير التي خلُصت إليها الاستشارات، إلى توجه نحو خيار التكنوقراط من المستقلين وأصحاب الاختصاص والكفاءة والنزاهة والمصداقية لملاقاة رغبات المجتمع الدولي، كما الحراك الداخلي، لضمان تأمين الاعتراف الدولي بشرعية الحكومة، والحؤول دون تعريضها للعزلة على قاعدة أنها حكومة "حزب الله" أو حكومة اللون الواحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان لافتاً للمراقبين إعلان الرئيس المكلف أن الحزب لا يعارض أبداً، بل يوافق على حكومة تكنوقراط، في حين أنه رفض تلبية شرط الرئيس سعد الحريري بهذا الشكل من الحكومات.

 وفسّرت المصادر السياسية عينها هذا التناقض بأنه يعود إلى الفارق بين الحريري ودياب، على اعتبار أن الأول زعيم في طائفته ورجل سياسي بامتياز، فيما يفتقد الثاني الخلفية السياسية أو الممارسة أو الخبرة التي تؤهله الاضطلاع بدور قيادي على رأس السلطة التنفيذية.

مفاوضات خلف الكواليس

من جهة ثانية، ليست الاستشارات هي التي تؤدي إلى التأليف كما هو معروف، وهي ليست ملزمة، أي يمكن للرئيس المكلف تجاوزها والذهاب فوراً إلى التأليف الذي يدخل في صلب صلاحياته الدستورية، بل هي المفاوضات الجارية ضمن الكواليس على مستوى القوى الأساسية المعنية بهذا الملف، التي تتفق في ما بينها على الخطوط العريضة لشكل الحكومة وبرنامج عملها.

 في المقابل، بات التوجه واضحاً نحو حكومة مصغّرة بين 18 و24 وزيراً من الاختصاصيين، خالية من الوجوه السياسية المستفزة، من دون أن يسقط ذلك معيار التوازنات السياسية والطائفية. وكونها ستكون ذات طابع اللون الواحد، على الرغم من ادعاء مهندسيها عكس ذلك، فلن يستغرق تشكيلها وقتاً طويلاً، ما لم تحصل مفاجآت تحبط خطط هؤلاء.

في سياق متصل، أكد الرئيس المكلف عدم استعداده للاعتذار أيّاً تكن الأسباب، ما يخيّب آمال الفريق الآخر الذي يعوّل على تجارب سابقة بالتكليف والعجز عن التأليف وصولاً إلى الاعتذار، في حين يتوجه     الرئيس المكلف إلى عقد اجتماعات مع ممثلين عن الحراك لضمان دخولهم إلى الحكومة.

 لكن أيّاً تكن خلاصات يوم الاستشارات الطويل، فإنّ العبرة تبقى، بحسب المصادر، في التنفيذ ورصد ردود فعل المجتمعَيْن العربي والدولي اللّذين لا يزالان في دائرة الترقب.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي