Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ستورمزي في ألبومه "هيفي إز ذا هي"... رجل يعرف قدر نفسه

الألبوم يُظهِر فناناً حريصاً على سبر أغوار نفسه عاطفياً وكذلك فنياً

ستورمزي على الخشبة (أ.ف.ب.)

عندما انسحب ستورمزي من خشبة المسرح بعد أدائه في افتتاح مهرجان غلاستنبري هذا العام، بدا الأمر وكأن إعصاراً قد اجتاح مزرعة "ويرذي فارم" التي تستضيف المهرجان. وكان الجمهور مبهوراً ومنتشياً. ومع ذلك، فإن نجم موسيقى الـغرايم الإلكترونية الراقصة، واسمه الأصلي مايكل أوماري، الذي كان يرتدي سترة بانكسي واقية للصدر والتي باتت شهيرة الآن، كان يبكي. فقد تعطلت وحدة التحكم المثبتة في سماعاته خلال أول عشرين دقيقة من وصلته الغنائية، وكان المغني البالغ من العمر 26 عاماً على يقين بأنه أفسد العرض. بالطبع، لم يكن الأمر كذلك - إذ إن عرضه في غلاستنبري كان ملكياً ولا هوادة فيه، عبارة عن دوامة من الأداء الناري والتألق المتوهج. لكن ردة فعله كانت تدل على مدى حرصه على أن يفعل الأشياء كما يجب أو ألا يقوم بها على الإطلاق.

دليل آخر على ذلك، هو ألبوم "هيفي إن ذا هيد" (الرأس ثقيل) ، وهو تسجيله الجديد الذي كان يُنتظر على أحر من الجمر. لقد مرت ثلاث سنوات تقريباً منذ أن أصبح مغني الراب المولود في كرويدن اسماً معروفاً، بعد أن أصدر ألبومه الأول "غانغ ساينز آند برير" (علامات وصلاة العصابة)، ومن ثم اختتامه حفل توزيع جوائز "بريت أوردز" بنقد لا يرحم لطريقة تعامل الحكومة مع مأساة حريق برج غرينفيل. الآن، يقوم بتقديم نفسه كمناهض للبطولات مثل شخصيات شكسبير: فهو شاب مكتئب ، وأسيء فهمه ويعاني من تناقضات. لا يقتصر الأمر على أن الألبوم هو خطوة متقدمة مقارنة بعمله الأول المثير للإعجاب، ولكنه يُظهر فناناً حريصاً على سبر أغوار نفسه عاطفياً وكذلك فنياً. يفتتح الألبوم بأغنية "بيغ مايكل" (مايكل الكبير) لا تبدأ بصوت ستورمزي، ولكن بملاحظة غاضبة تركها له أحد مستخدمي إنستاغرام ويدعى جوش موني، الذي يطالبه قائلاً: "فقط أصدر بعض الموسيقى اللعينة أيها الحقير". على أنغام الآلات النفخية المتناوبة،  يغني ستورمزي بسرعة ردوداً خاطفة موجهة إلى النقاد الذين مارسوا ضغوطاً عليه أو حاولوا "القضاء عليه"، طوال تلك الفترة التي لم يكن واثقاً خلالها في أي اتجاه سيخطو خطوته التالية. ربما قد تكون بداية الألبوم على هذا النحو، لكن الأغنيات الخمس عشرة التالية تدل على رجل يعرف تماماً حقيقة نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه يتمتع بمَلَكَة عظيمة في الأداء الدراماتيكي: تتخذ أغنية "أوداسيتي" )الجرأة( نغمة كئيبة بفضل استخدام الأجراس الكنسية، حيث يندمج ضيف الألبوم، النجم البريطاني هيدي ون بانسيابية مع الإيقاع.  النماذج المستخدمة في الألبوم هي شهادة على فترة شبابه، بدءًا من أغنية موسيقى آر أند بي "شاكلز (بريز يو) - أغلال (مدحك)" للثنائي الغنائي "ماري ماري" التي اشتهرت في العقد الأول من الألفية، وصولاً إلى برنامج الأطفال التلفزيوني "ذا ستوري أوف تريسي بيكر" (قصة تريسي بيكر) الذي يغنيه في نهاية الأغنية التشجيعية "سوبرهيروز" (أبطال خارقون). كما يثني  على الفنانين الذين حافظوا على موسيقى الـغرايم في أغنية "وايلي فلوز" (وايلي يغني الراب)، أما في أغنية "برونز" فيتحول إلى ثائر على مُغنّيْ الـغرايم القديمين والجدد الذين يعتبرونه رجلاً يقف في الوسط، بينما يعلن هو نفسه: "ملكاً... وهو أمر مفروغ منه".  أما علاقته مع وسائل الإعلام فلا تزال متوترة - فهو ينتقد مجلة "إن إم إي" للأخبار الموسيقية لأنها استخدمت صورته على غلاف عدد يتحدث عن مشاكل الصحة العقلية: ويغني: "أنا لست رجل غلاف للصحة العقلية، أحتاج إلى راحة البال، وأحتاج إلى التركيز على نفسي، غلاف إن إم إي السيء ذاك جعلني أشعر بالاستياء، هناك أشخاص يحاولون نشر القضية وأشخاص يتظاهرون بأنهم يساعدون."

يدور الألبوم حول ثلاثة موضوعات: تحديه في مواجهة الشك، الضغط الذي تشكله التوقعات المرتفعة،  وجهوده لرفع الآخرين بينما يستمر نجاحه في النمو. إنه يذكر نفسه باستمرار بحقيقة نفسه وراء تلك الطبقة اللامعة التي كوّنتها الشهرة: إنه "ريتشلز ليتل براذر" (شقيق ريتشل الصغير)، و "بيغ مايكل" (مايكل الكبير)، ​​ وهو رجل يحب مشاهدة أفلام "أفينجرز" (المنتقمون) ومسلسل "غيم أوف ثرونز" (صراع العروش).

وعندما يغني أحياناً دون استخدامه طبقة غناء الراب، يضيف ذلك نوعاً من الهشاشة التي تذكرنا بمدى صغر سنه.  لكن بعد ذلك، وفي نهاية الألبوم، نشهد نضجه في أغنية "ليسنز" (دروس)، والتي لا يمكن إلا أن تكون حول شريكته السابقة، مذيعة الراديو مايا جامع. إن ستورمزي صادق للغاية، ويغمره الندم عندما يتحدث عن تخليه عن "أعظم حب عرفته على الإطلاق"، وأن بقاءه غير متأثر هو أمر لا يمكن تصوره.

إنه يختم الألبوم بأول أغنية فردية له تمكنت من احتلال المرتبة الأولى في قائمة الأغاني الفردية في المملكة المتحدة "فوسي بوب". إن أفضل السمات التي يتمتع بها ستورمزي موجودة في الألبوم وبشكل مناسب: الصدق، الأداء الانسيابي، وتحليل للأمراض الاجتماعية شبيه بعمل الطبيب الشرعي، بطريقة تضج بالعواطف والفكاهة. لكن الانطباع الذي سيبقى هو أنه فنان يتخذ من الارتقاء وجهته الوحيدة.

© The Independent

المزيد من منوعات