Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترقب في السوق اللبنانية... بين التكليف والتشكيل

استبعاد وجود إجراءات مصرفية جديدة في الوقت الراهن

تظاهرة امام مصرف لبنان (غيتي)

تلقّف الوسط الاقتصادي والأسواق المالية بكثير من الترقب والحذر، تكليف حسان دياب، تأليف الحكومة الجديدة في لبنان، في ظل ضبابية تحيط بمشهد التأليف، نتيجة الملابسات التي رافقت المسار الحكومي وحيثياته. 

في المقابل، يتردد الوسط الاقتصادي والمالي في التعبير عن رأيه في التكليف، في انتظار ما سيحمله على صعيد التأليف، وشكل الحكومة التي  ستنبثق من  الاستشارات التي سيبدأها دياب مع مختلف الكتل النيابية اعتباراً من يوم غد  السبت (21 ديسمبر)، والتي على أساسها، سيتبلور موقف هذه الكتل، علماً أنه من المستبعد أن  يكون هناك تغيير كبير في هذه المواقف بين التسمية والمشاركة في الحكومة. 

ترقب

وفُهم أن حالة الترقب، لا تقف فقط عند مسار استشارات التأليف، بل أيضاً عند رصد الموقف الأميركي، نظراً إلى أن تكليف دياب، تزامن مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل، حاملاً رسالة من إدارته تؤكد أن الزيارة تهدف إلى تشجيع "القادة السياسيين إلى الالتزام وإجراء إصلاحات هادفة ومستدامة يمكنها أن تقود إلى لبنان مستقر ومزدهر وآمن"، وفق ما ورد في البيان المكتوب الذي تلاه هيل بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون.

وفيما كانت الأوساط المحلية، ترصد ما سيكون موقف هيل من تكليف دياب، لفتت إشارة البيان الأميركي إلى "أن الأوان حان لترك المصالح الحزبية جانباً والعمل على تشكيل حكومة تلتزم إجراء الإصلاحات وتستطيع القيام بها"، لافتاً أنه "ليس لدينا أي دور في قول من الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وحاجاتها".

دور أميركي

في سياق متصل، ترى مصادر مصرفية في كلام هيل حرصاً في الرد على تحميل واشنطن مسؤولية في الدفع نحو تكليف شخصية تحظى برعايتها مثل السفير نواف سلام، من خلال نفي هكذا دور، والتأكيد على أن المهم بالنسبة إلى هذه الإدارة تأليف حكومة، بمعزل عمّن يكون رئيسها، لأن المهم معرفة ما سيكون برنامجها والتزاماتها.

وكشفت المصادر ذاتها، أنها فهمت خلال لقاء مع مسؤولين أميركيين على هامش زيارة هيل، أن المعيار الأساسي الذي تقف عنده واشنطن يكمن في تأليف الحكومة وشكلها، وليس في رئيسها، من دون أن تنفي، أن أي توجه نحو حكومة من لون واحد  سيدفع نحو مزيد من الضغط الأميركي على لبنان ومصارفه. 

وكشفت عن أن الخزانة الأميركية في صدد إنجاز دفعة جديدة من العقوبات التي ستتوسع مروحتها كما حصل أخيراً، لتطال كيانات لا تقف عند حدود "حزب الله" حصراً.  

ألمانيا تحظر "حزب الله"

في هذا السياق، توقفت المصادر عند القرار الألماني الصادر أول من أمس، إذ صوّت البرلمان بالغالبية على قانون حظر "حزب الله" في البلاد.  ودعا وزير الخارجية هايكو ماس إلى التعامل بصرامة أكبر مع تنظيم "حزب الله" في ألمانيا وبحث جميع الوسائل القانونية لتحقيق ذلك.

 وقال إن الحزب "ينكر  حق إسرائيل في الوجود ويهدّد باستعمال العنف والإرهاب، كما يواصل تحديث ترسانته الصاروخية على نطاق واسع، ويتحرك في سوريا، "كعميل بديل" لتنفيذ الأعمال الوحشية لبشار الأسد ضد المواطنين السوريين".

المصارف: تهافت حذر

في الجانب العملي، وفيما ظل سعر الصرف للدولار في السوق الموازية للسوق الرسمية يتراوح بين 2100 و2200 مقابل سعر الليرة اللبنانية، قالت المصادر المصرفية إن فروع المصارف وشبابيكها ظلت تشهد حركة كثيفة، لكنها لم تخرج عن مستويات الأيام الماضية، مشيرةً إلى أن المتعاملين لا يزالون مترددين في إظهار ردة فعل سلبية أو إيجابية حيال تكليف دياب، خصوصاً أن غالبية اللبنانيين لا يتذكرون الرئيس المكلف عندما كان وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011، وهو لم يزاول العمل السياسي بعد استقالة حكومته.

 وشكّل اسمه مفاجأة للوسط الشعبي، علماً أنه لم تمض على بدء الاستشارات ساعات قليلة حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن الرجل.

وتلفت مصادر مصرفية، أن استمرار القيود على التعاملات المصرفية وعلى التحويلات يشكل عاملاً بارزاً في تخفيف الضغط في السوق المالية، خصوصاً أن المصارف تمتنع بشكل جذري عن إجراء أي تحويلات من الليرة إلى الدولار، أو أي تحويلات إلى الخارج، ما يجعل المضاربة على العملة الوطنية حكراً على سوق الصيارفة، وهي بدورها باتت أكثر صعوبة نظراً إلى النقص في السيولة حتى بالليرة في ظل السقوف الموضوعة على السحوبات.

وتستبعد المصادر أن يكون هناك أي إجراءات جديدة في الوقت الراهن في انتظار بلورة استجابة السوق لتأليف الحكومة، وما إذا كان التأليف سيترك انعكاسات إيجابية، خصوصاً أن الرئيس المكلف يؤكد أن حكومته ستكون حكومة اختصاصيين مستقلين مع مراعاة التوازنات في البلاد. وهو سخَّف أمس في حديث صحافي وصف حكومته بأنها حكومة "حزب الله"، مشدّداً على أنه سيلقى الدعم والتعاون من الأميركيين والأوروبيين.

 

 

المزيد من اقتصاد