Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

175 طبيبا بريطانياً يحذرون من تفاقم أزمة صحية في الشتاء بسبب تلوث الهواء

وجهوا رسالة إلى بوريس جونسون... وآلاف حالات لأمراض تنفسية تغزو المستشفيات

تظاهرة لنشطاء المناخ في قلب مدينة لندن (رويترز)

حذّر عشرات الأطباء وأخصائيو الصحة في رسالةٍ رفعوها إلى رئيس الوزراء البريطاني بأنّ تلوّث الهواء يفاقم أزمة الشتاء بالنسبة لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية".

وأطلقت مجموعة مؤلّفة من 175 طبيباً جرس الإنذار محذّرةً من وقوع البلاد تحت رحمة "أزمة صحّة عامة". إذ اجتاحت آلاف حالات الربو والتهاب القصبات والرئتين التي تفاقمت جرّاء تلوّث الهواء، أروقة المستشفيات وأقسام الجراحة العامة.

وفي رسالةٍ إلى بوريس جونسون يتوقّع أن تُنشر في صحيفة "تايمز"، اعتبر الخبراء أنّ الضغوطات الحادة التي تواجه أقسام الحوادث والطوارىء خلال فصل الشتاء "تتفاقم جرّاء حالات يمكن تجنّبها". وكتبوا في الرسالة التي وجّهوها إلى رئيس الوزراء أنّ "آلاف الأطفال والبالغين أُدخلوا إلى المستشفيات أو يقبعون في قاعات الانتظار، بسبب أمراضٍ في جهاز التنفّس والتهاب القصبات والرئتين وما كانوا ليتواجدوا هناك [في المستشفيات] لو انخفض تلوّث الهواء انخفض. إذ يرتبط تلوّث الهواء بحالاتٍ مرضيّة كسرطان الرئتين أو الربو، وبوسعه أيضاً أن يسبّب النوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة إلى السكري والاكتئاب. إنّ المستشفيات والعيادات الجراحية التي نعمل فيها مكتظّة، خصوصاً في أقسام الحوادث والطوارىء وتتفاقم الضغوط الحادة وتزداد سوءاً خلال أشهر الشتاء نتيجة الحالات التي يمكن تجنّبها. إننا نواجه أزمة صحّة عامة."

وحثّت الرسالة رئيس الوزراء على الاستعانة بخطاب الملكة للتعهّد بالمزيد من الأموال لهذا القطاع، فضلاً عن وضع هدف ملزم قانوناً لبلوغ المبادىء التوجيهية الصادرة من "منظمة الصحة العالمية" في ما يتعلّق بتلوّث الهواء بجسيمات دقيقة تسمّى "بي إم 2.5" بحلول 2030.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يُذكر أنّ البروفسور ستيفن هولغايت من الموقّعين على الرسالة وواحد من الأفراد الثلاثة الذين عيّنهم "برنامج البحث والابتكار في المملكة المتحدة" و"مكتب الأرصاد الجوية" في مهمّة سمُيَّتْ "أبطال الهواء النظيف". وذكر هولغايت وهو بروفسور في علم أدوية المناعة في جامعة ساوثهامبتون أنّ "تلوّث الهواء يمثّل مشكلة للصحة العامة في وقتنا هذا. يتوجّب على الحكومة أن تمنح هذه المسألة الأولوية القصوى من أجل صحّة البلاد."

واعتبر الدكتور روب هيوغ، كبير الباحثين في صندوق "كلين إير" ("الهواء النظيف") وأحد الموقّعين على الرسالة أنّه "بالإضافة إلى التمويل المناسب لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، من المهمّ أن تعالج الحكومة الجديدة الأسباب الجوهريّة لهذه الأزمة بما في ذلك التخلّص من الهواء السامّ الذي يُرسل الأشخاص إلى أقسام الطوارىء والجراحات العامة المكتظّة أصلاً." وأضاف الدكتور بيني وودز، الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة الرئة البريطانية" أنّه "عاماً بعد عام، نشهد أن أروقة الحوادث والطوارىء ترزح تحت ثقل تدفّق المرضى الذين يعانون مشاكل في التنفّس. وبالدليل واضح، يشكّل الهواء الملوّث عاملاً أساسياً يسهم في أمراض الرئتين وزيادة العبء على هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" خلال فصل الشتاء".

وفي السياق نفسه، أوردت البيانات الصادرة عن "الجامعة الملكية" في لندن التي تتضمّن أرقاماً من تسع مدن كبرى في المملكة المتحدة، أنّ خطر الدخول إلى المستشفيات بشكلٍ طارىء لدى الأطفال الذين يعانون التهابات رئوية يكون أعلى بـ2% في الأيام التي تشهد ارتفاعاً في نسبة التلوّث بالمقارنة مع الأيام التي يكون فيها التلوّث منخفضاً. كذلك اقترحت تلك البيانات أنّ خفض تلوّث الهواء بنسبة الخُمس قد يؤدّي إلى تسجيل تراجعٍ يعادل 4481 ولداً في عدد الأولاد المصابين بالتهاب القصبات الهوائية سنوياً في سبع مدنٍ بريطانية.

وذكر متحدّث بإسم الحكومة أنه "نحن ملتزمون بتنظيف هوائنا، إضافة إلى سنّ قوانين صارمة جديدة في ما يتعلّق بنوعية الهواء. ويتمحور ذلك الأمر حول خطّتنا التي رصدنا لها مبلغ 3,5 مليار جنيه استرليني (4,59 مليار دولار) لتحسين نوعية الهواء والحدّ من الانبعاثات المضرّة عبر استراتيجية الهواء النظيف المدعومة من "منظمة الصحة العالمية" التي ستكون بمثابة مثالٍ تحتذي به بقية دول العالم، إضافة إلى مبادرتنا الرائدة المُسمّاة "مناطق الهواء النظيف" المنخرطة في تحرّكٍ طارىء لتنظيف هوائنا. وبهدف تقديم نظام رعاية صحية بمستوى عالمي، سنخصّص لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" تمويلاً قياسياً إضافياً بـ33,9 مليار جنيه استرليني (44.4 مليار دولار) سنوياً بحلول العامين 2023-2024".

© The Independent

المزيد من صحة