Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجلس النواب يحيل ترمب إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ

الرئيس الأميركي يتهم خصومه الديمقراطيين بأنهم مدفوعون بـ"الحسد والحقد"

أحال مجلس النواب الأميركي، مساء، الأربعاء، الرئيس دونالد ترمب على المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه إجراءً رسمياً لعزله.

وسارع الرئيس الجمهوري (73 سنة) إلى التنديد بالتصويت التاريخي الذي جرى ضدّه في مجلس النواب، متهّماً خصومه الديمقراطيين الذين يسيطرون على المجلس بأنّهم مدفوعون بـ"الحسد والحقد والغضب" و"يحاولون إبطال تصويت عشرات ملايين الأميركيين" الذين انتخبوه رئيساً عام 2016.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، في بيان الخميس، "اليوم يمثل ذروة واحدة من أكثر الأحداث السياسية المخزية في تاريخ أمتنا. من دون الحصول على صوت جمهوري واحد ومن دون تقديم أي دليل على وقوع مخالفات، مرر الديمقراطيون بندي مساءلة الرئيس في مجلس النواب".

وأضافت "الرئيس واثق من أن مجلس الشيوخ سيعيد النظام والعدالة والإجراءات القانونية التي جرى تجاهلها خلال تحركات مجلس النواب. إنه مستعد للخطوات المقبلة وواثق من أنه سيبرأ تماماً".

230 صوتاً للمساءلة

بغالبية 230 صوتاً مقابل 197 وامتناع نائب واحد عن التصويت، وافق مجلس النواب على توجيه تهمة استغلال السلطة إلى الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.

وبعدها بدقائق وجّه المجلس إلى ترمب تهمة ثانية هي عرقلة عمل الكونغرس، التي أقرّت بغالبية 229 صوتاً مقابل 198 وامتناع نائب واحد عن التصويت.

وبموافقة مجلس النواب على هذا القرار الاتّهامي انتقلت القضية إلى مجلس الشيوخ الذي سيباشر محاكمة ترمب في يناير (كانون الثاني) على الأرجح.

غير أنّه خلافاً لمجلس النواب، فإنّ مجلس الشيوخ يهيمن عليه الجمهوريون بغالبية 53 سناتوراً مقابل 47، وقد سبق لهؤلاء أن أكّدوا أنّهم يعتزمون تبرئة ترمب من هاتين التهمتين.

لكن مع ذلك يبقى التصويت الذي حصل في مجلس النواب الأربعاء تاريخياً، إذ إنّه في تاريخ الولايات المتحدة، لم يُحلْ إلاّ رئيسين للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ، هما آندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998، وقد برّئ كلاهما في مجلس الشيوخ.

أما ريتشارد نيكسون، فاستقال في 1974 قبل أن يصوّت مجلس النواب على إحالته على المحاكمة على خلفية فضيحة "ووترغيت".

ترمب يندد

وللمفارقة فإنّه في الوقت الذي كان مجلس النواب يصوّت على اتهام ترمب، كان الملياردير الجمهوري يلقي على بعد ألف كيلومتر من واشنطن خطاباً أمام حشد من أنصاره في تجمّع انتخابي في مدينة باتل كريك بولاية ميشيغان.

وسارع ترمب إلى التنديد بقرار مجلس النواب قائلاً "بينما نحن نخلق الوظائف ونقاتل من أجل ميشيغان، فإنّ اليسار الراديكالي في الكونغرس ينهشه الحسد والحقد والغضب، وأنتم ترون ما يجري الآن".

وأضاف أنّ "الديمقراطيين يحاولون إبطال تصويت عشرات ملايين الأميركيين"، متّهماً خصومه بأنّهم أقدموا لتوّهم على عملية "انتحار سياسي".

وأتى القرار التاريخي لمجلس النواب قبل أقلّ من عام من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، التي يعتزم ترمب خوضها للفوز بولاية ثانية.

وباستثناء عدد ضئيل للغاية، فقد صوّت معظم النواب الديمقراطيين لمصلحة القرار الاتهامي ومعظم النواب الجمهوريين ضدّه، في حين شهدت الجلسة التي استمرت ساعات طويلة تبادل اتهامات بين الحزبين.

وقالت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي عند بدء الجلسة إنّه "من المأسويّ أن تصرفات الرئيس الطائشة جعلت من الضروري البدء بإجراءات العزل"، مضيفة "ما نناقشه اليوم هو الحقيقة الراسخة بأنّ الرئيس انتهك الدستور. ومن المؤكد كحقيقة أنّ الرئيس يمثل تهديداً مستمراً لأمننا القومي ونزاهة انتخاباتنا".

دفاع الجمهوريين

نفى النائب الجمهوري داغ كولينز ذلك وقال "الرئيس لم يرتكب خطأ"، مؤكّداً أنّ الديمقراطيين "قالوا لأنفسهم، إذا لم نستطع هزيمته (في الانتخابات) فدعونا نحاكمه لعزله... الأميركيون سيرون ذلك بوضوح".

أما ديبي ليسكو، الجمهورية من أريزونا، فقالت إن ترمب يتعرّض "لعملية هي الأكثر ظلماً وتحيّزاً سياسياً شاهدتها في حياتي".

وأضافت "لا يوجد أي دليل على أنّ الرئيس ارتكب مخالفة توجب العزل... هذه عملية عزل هي الأكثر حزبية في تاريخ الولايات المتحدة".

وقال النائب الديمقراطي آدم شيف، الذي أشرف على التحقيق، إنّ الملياردير الجمهوري "كان مستعداً للتضحية بأمننا القومي... في سبيل تعزيز فرصه في إعادة انتخابه"، واتّهم الرئيس بأنّه "حاول أن يغشّ وافتضح أمره"، مؤكّداً أنّ "الخطر ما زال قائماً".

وكان ترمب استبق الجلسة بالتأكيد على أنّه لم يرتكب "أي خطأ"، وذلك غداة توجيهه رسالة إلى بيلوسي شبّه فيها إجراءات العزل بـ"محاولة انقلاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس في تغريدة على تويتر "هل يمكنكم تصديق أنّه سيتم إطلاق إجراءات عزلي اليوم من قبل اليسار الراديكالي، (من قبل) الديمقراطيين الذين لا يقومون بشيء، بينما لم أرتكب أي خطأ! إنه أمر فظيع"، مضيفاً "يجب أن لا يحصل هذا الأمر مع أي رئيس آخر".

والثلاثاء، قال ترمب في رسالة استثنائية من ستّ صفحات مخاطباً رئيسة مجلس النواب إن "التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس"، متّهماً الزعيمة الديمقراطية المخضرمة بـ"انتهاك ولائها للدستور" وإعلان "حرب مفتوحة ضد الديمقراطية الأميركية".

وردّت بيلوسي على ترمب بالقول إنّ رسالته "مريضة حقاً".

استطلاعات الرأي

ويتهم ترمب بمحاولة الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن خصمه الرئيسي في انتخابات 2020 جو بايدن.

وهو متّهم كذلك بعرقلة الكونغرس عبر رفضه التعاون مع التحقيق الرامي لعزله، إذ منع موظفين من الإدلاء بشهاداتهم ورفض تقديم وثائق كأدلة.

والاستقطاب الحادّ بين الحزبين في مجلس النواب انعكس في استطلاعات الرأي التي جرت أخيراً.

وقال 50 في المئة ممن شملهم استطلاع للرأي أجرته شبكة "فوكس نيوز" إنّهم يؤيّدون عزل ترمب من منصبه، في حين أبدى 41 في المئة رفضهم عزله.

وفي استطلاع آخر أجرته شبكة "سي إن إن"، قال 45 في المئة ممن شاركوا فيه إنّهم يؤيّدون عزل الرئيس بينما قال 47 في المئة إنهم يرفضون ذلك.

وفي استطلاع ثالث أجرته شبكة "أن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أتت النتيجة متساوية بين 48 في المئة يؤيدون عزله و48 في المئة يعارضونه.

وفي مجلس النواب خاطر بعض النواب الديمقراطيين ممّن يمثّلون مناطق محافظة بخسارة الانتخابات العام المقبل بتصويتهم لصالح عزل الرئيس، لكنّهم مع ذلك قرّروا الاصطفاف خلف حزبهم في التصويت.

وسجّلت تظاهرات مؤيّدة لعزل ترمب في مدنعدة بينها نيويورك وبوسطن ونيو أورلينز ولوس أنجليس.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات