أثارت تصريحات رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في مقابلة تلفزيونية سخرية واسعة، بعد أن زعم أنه لم يتفوه بأي أمر كاذب، ولو مرّة واحدة، طوال مشواره السياسي.
وجاءت تلك التصريحات عندما وُجه سؤال إلى رئيس الوزراء أثناء مقابلة له على قناة "آي تي في" التلفزيونية، بشأن قدرته على النظر مباشرة في "عيني" مقدم المقابلة، والقول بأنه لم يكذب أبداً في حياته المهنية التي تعود الى 2001 عندما انتخب نائباً للمرّة الأولى.
وجاءت إجابة جونسون، "بالتأكيد لا، بالتأكيد لا"، وتابع، "لم أحاول مطلقاً خداع الجمهور، وكنت أسعى دائماً إلى أن أكون صريحاً وواضحاً تماماً".
وواصل مقدم البرنامج الضغط عليه لإعادة تلك الإجابة مرّة أخرى، واستمر في القول "ربما أكون قد أخطات في أمر ما، ربما أكون مخطئاً، لكنني لم أحاول أبداً خداع جمهوري حول الطريقة التي أرى بها الأمور".
كذلك أضاف جونسون، " لن أدعي أنني في مشواري السياسي لم أتحدث أو أفعل شيئاً ينطوي على إساءة، لقد ارتكبتُ أخطاء، لقد ارتكبتُ أخطاء بالتأكيد".
ورداً على تصريحات جونسون، أشارت زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي جو سوينسون الى قرار زعيم حزب المحافظين السابق مايكل هوارد، بإبعاد جونسون من منصبه القيادي في 2004، بعدما كذب الأخير بشأن علاقة عاطفية غير شرعية.
وآنذاك، رفض جونسون تلك الادعاءات التي تخص حياته الشخصية، ووصفها بأنها "هرم هراء مقلوب" ولا ترقى إلى الحقيقة ما لم تظهر أدلة أخرى تثبت تلك الادعاءات الكاذبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبسخرية، عقبت زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي على نفي جونسون تلك الادعاءات، مشيرة إلى أنه "أقيل مرتين بسبب الكذب. لذا، عندما يصرح بأنه لم يكذب أبداً، فإنه يكذب بكل تأكيد".
وانتقد منسّق الحملة الوطنية لحزب العمال أندرو جويني قرار السيد جونسون بتجنّب مناقشة الزعماء حول قضية تغيّر المناخ مساء الخميس الماضي، موضحاً أن "بوريس جونسون يتجنب المواجهة واستطلاع الأصوات المعارضة، لتفادي التعرض للمحاسبة على ما صدر منه على مدار عشر سنوات من المواقف المتطرفة وسيل الأكاذيب والفشل والتعصب".
وضمن سلسلة من الأسئلة التي طُرِحَتْ على جونسون، طالب حزب العمل بالتحقيق في تصريحاته بأنه " لم يكذب على الملكة ولو مرّة واحدة"، وذلك في سياق يتعلق بأسباب قراره في وقت سابق من العام الجاري بتعطيل البرلمان وإرجاء انعقاده بشكل غير قانوني.
وكذلك تعرض زعيم حزب المحافظين أيضا لانتقادات شديدة أثناء حملة استفتاء [على البقاء في] الاتحاد الأوروبي، وواجه اتهامات بخداع وتضليل الرأي العام بشأن التصويت على بريكست، بسبب إدعائه الشائن السيء بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي يؤدي إلى "استعادة السيطرة على حوالي 350 مليون جنيه استرليني أسبوعيا ".
وفي سياق متصل، أشارت "هيئة الاحصاء في المملكة المتحدة" إلى حدوث "اساءة استخدام واضحة للإحصاءات الرسمية"، وأضافت أن الحقيقة الكاملة تتمثل في "أننا لم ندفع أبداً 350 مليون جنيه استرليني أسبوعياً، ولم ندين إلى الاتحاد الأوروبي أبدا بهذا المبلغ" في حالة مغادرتنا ذلك الاتحاد. [ولو كان ذلك صحيحاً، فمن شأنه أن] يعني أنه لا يمكننا استعادة السيطرة على 350 مليون جنيه استرليني أسبوعياً".
© The Independent