Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إياد نصار: غامرت بتقديم شخصية "اليهودي" بعيدا عن المألوف

تأكدت من نجاحي في "الممر" حينما رفض الجمهور التصفيق... وأسعى لتحقيق الجماهيرية دون الوقوع بالفخ التجاري

الفنان إياد نصار خلال مشاركته في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي (أ.ف.ب.)

لمع نجم الممثل الموهوب إياد نصَّار حين جسَّد شخصية حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، في مسلسل "الجماعة"، وسجل نجاحاً فارقاً بتجسيده دور ضابط إسرائيلي في الفيلم الحربي المصري "الممر"، وما بين العملين كانت سلسلة كبيرة من الأعمال المميزة، سواء على شريط السينما أو الشاشة الفضية، ومنها "مصور قتيل"، و"سر علني"، و"هذا المساء" و"ساعة ونص" و"ولاد رزق 2" و"الفيل الأزرق 2"، و"حواديت الشانزليزيه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الفنان الأردني، الذي حقق جماهيرية واسعة في مصر، دائماً ما يختار أدواره بعناية، وفي حوار أجرته معه "اندبندنت عربية" تحدث عن تقديمه أدواراً بعيدة عن النمطية، كما تطرق إلى بداياته مع المسرح، بمناسبة اختياره أخيراً ضمن لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية المسرحي، ملقياً الضوء على أعماله السينمائية الأخيرة، ومشروعه الجديد في فيلم "موسى" ومغامرته بالعمل مع عدد كبير من الوجوه الجديدة في مسلسل "حواديت الشانزلزيه"، كاشفاً عن سبب رفضه تجسيد الشخصيات الدينية، ووجود محاذير لديه في تقديم الأعمال السياسية.

المسرح شكّل موهبته

يقول إياد نصار عن مشاركته ضمن لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية المسرحي للمعاهد والكليات الخاصة "كانت تجربة رائعة، ورأيت مواهب جيدة ومبشّرة، قدّمتْ أفضل ما لديها في حدود الإمكانيات المتاحة، والمسرح يستطيع كشف المواهب والقدرات"، مشيراً إلى أنه في الأصل ممثل مسرحيّ، ونشأ في الأردن في وقت لم تكن هناك إمكانيات سينمائية وتلفزيونية جيدة، وكان المسرح هو المتنفس، لذلك فإنه يحبّ المسرح ويدين له بظهور وتبلور موهبته.

 

 

ويتطرق نصَّار إلى وضع الفن في بلاده حالياً وما إذا كان بإمكانه إنتاج عمل فني هناك، فيقول "هناك صعوبة في الإنتاج في الأردن، لكن الفنان موجود والطاقات والمواهب متوفرة، وثمة طاقات جيدة، ومسألة الإنتاج تحدث فيها طفرات وليست حالة مستمرة، فمثلاً حالياً هناك انتعاشة سينمائية، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر رزق، والأردن عموماً يفرّخ طاقات في كل المجالات "، لافتاً إلى أن إنتاجه عملاً فنياً في الأردن أمر غير مستبعد، لكنه حالياً يركّز على العمل في مصر، ومشغول بعدد من الأعمال.

"موسى"... ليس فيلماً للأطفال

فيلم "موسى" قيل إنه يخاطب شريحة الأطفال ومن هم في سن أبناء نصار وتتجاوز أعمارهم 12 عاماً، وهو ما نفاه الفنان الأردني، يقول "(موسى) ليس فيلماً للأطفال كما يُقال، لكنه بمعنى أدق فيلم مصنوع لجيل يشاهد بعض الأعمال الأجنبية بكثرة مثل (السوبر هيرو) أو الأبطال الخارقين وأفلام الخيال العلمي، وهي أعمال غير موجودة لدينا، لذلك كان لا بد من مراعاة الاختيار الجيد والبحث عن سيناريو مناسب يقدم بمنطقية هذا النوع من  السينما، ووجدت هذه المعادلة في فيلم (موسى)، لأن أحداثه يمكن أن تصدق أنها تحدث في مصر"، لافتاً إلى أن "الفيلم من نوعية الخيال العلمي ويدور حول مهندس يُصمم إنساناً آلياً يعمل على تحقيق العدالة، وأقوم بدور هذا المهندس الذي يبحث في نقاط قوة وضعف هذا الإنسان الآلي، والفيلم من إخراج بيتر ميمي، الذي يحقق قفزات كبيرة في الإخراج، حيث أتابعه منذ فترة وأرى أن كل عمل يقدمه يمثل نقلة فنية، وقد تعاونت معه في فيلم (كازابلانكا)".

"رأس السنة"... يناقش تآكل الطبقة الوسطى

أما فيلم "رأس السنة" الذي يشارك في بطولته، فقال عنه "الدور مختلف تماماً، والعمل يُعبِّر عن تآكل الطبقة الوسطى التي كانت وسيطاً بين الطبقتين الفقيرة والغنية، وكانت ترتقي بالطبقة الفقيرة، وغياب هذه الطبقة أحدث خللاً في المجتمع، كونها كانت (رمانة الميزان)، وفي الفيلم أجسّد دور الوسيط المستفيد بين الطبقتين، في شكل (ديلر مخدرات) يربط بين الطبقة العليا والطبقة الفقيرة، حيث يقود سيارة إسعاف، ويُقدم الدور في إطار من الكوميديا السوداء، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة إليَّ، خصوصاً أن الأحداث تدور في ليلة واحدة هي ليلة رأس السنة" .

المثقف العضوي في مقابل نخبوية الفن

يُقال إن إياد يحرص على تحقيق معادلة تجمع بين الأعمال النخبوية والأعمال التجارية، ورداً على ذلك يقول "أنا ضد النخبوية في الفن، وبالنسبة إليّ هناك مصطلح أؤمن به هو (المثقف العضوي)، أي الذي يستفيد المجتمع من ثقافته، وأنا أعمل على أن تصل ثقافتي وفكري الفني إلى المجتمع لأفيد أكبر عدد من الناس، والفكرة هي كيف أختار وسيلة التوصيل المفيدة لهذا الفكر، لذا أتعمد مثلاً إن كان العمل الفني للتسلية أن يكون فيه شيء مفيد، بمعنى آخر لا بدّ لأي عمل أن يكون فيه أكثر من مستوى للاستفادة، وعموماً أكره النخبوية وأعتبرها ضعفاً، وهي تشبه عندي الأعمال التجارية الفارغة التي تحرم قطاعاً كبيراً من الجمهور من الاستفادة".

"الممر"...  نجاح جماهيري وإيرادات غير مسبوقة

ويعد فيلم "الممر" تجربة فنية مهمة، وبخاصة دور الضابط الإسرائيلي الذي جسده نصَّار، وحقق أصداء جيدة، وعن هذه التجربة يقول "(الممر) فيلم أحدث نقلة مهمة في حياتي الفنية، والحقبة التاريخية التي تناولها الفيلم مهمة، وهي مرحلة حرب الاستنزاف، فأنا شخصياً لم أكن أعرف معنى هذه المرحلة بدقة، وكيف تحارب عدوك عبر استنزافه، والحقيقة أن الفيلم كان علامة فارقة من حيث التنفيذ والتحضير مع المخرج شريف عرفة وكل الزملاء مما حقق نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي، وحصد إيرادات تجاوزت 100 مليون جنيه (6.2 مليون دولار أميركي) وهذا الرقم يعد طفرة كبيرة بالنسبة إلى فيلم سياسي أو حربي".

 

 

يتابع الممثل الأردني "دور الضابط اليهودي الإسرائيلي كان تحدياً كبيراً، لأنه جرى تقديمه من قبل بصورة نمطية، ما كان يتطلب قدراً كبيراً من المغامرة لتجسيده، وقررت أن أكسر تلك الصورة النمطية، وأن ألعب الشخصية خارج النمط بغض النظر عن المجازفة، وكان ذلك بالاتفاق مع المخرج".

وبالفعل تفاعل الجمهور مع دور الضابط الإسرائيلي، حيث يقول "رصدت ذلك من خلال تعبيرات الناس وحبهم للدور وتفاعلهم معه، إلى درجة أنني لم أعرف هل أفرح أم أحزن! فأنا الممثل الوحيد الذي كنت في الجانب المواجه لباقي أبطال الفيلم كضباط مصريين، ومن شدة تصديق الجمهور للشخصية، كنت الممثل الوحيد الذي لم يصفق له الجمهور عند ظهوري على الشاشة، من شدة كرههم للشخصية التي جسدتها، وهذا يعني أن الجمهور أدرك إجادتي الدور، وهذا الدور حقق لي التنوع في الأدوار الذي أنشده كممثل، فقد أثبت أنني كممثل لست ملتزماً شكل أو شخصية معينة، ولم أنسخ شخصيات من الواقع بقدر ما أضفت إلى كل شخصية من خيالي وإحساسي، فوظيفتي كممثل ليست نسخ الواقع، بل عمل شخصيات يمكن تصديق أنها موجودة، لكن بخيالي أنا وببصمتي وإحساسي".

"الجماعة" و"الممر"... وبينهما أدوار مهمة

ثمة آراء ترى أن النقلة الحقيقية في تجربة إياد نصَّار الفنية أحدثها مسلسل "الجماعة" الذي جسد فيه شخصية حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، وأنه لم يحقق خطوة أقوى إلا من خلال تجسيده دور الضابط الإسرائيلي في فيلم "الممر"، لكن هذا التصور لم يَرُق له، يقول "لا أتفق مع تلك الآراء، فهناك أدوار أخرى بين العملين أعتبرها نقلة مهمة في حياتي الفنية، مثل دور سيد العجاتي في مسلسل (موجة حارة)، وطارق رمضان في (أفراح القبة)، وأكرم في (هذا المساء)، ومع كل مسلسل كان هناك نوع معين من الجمهور يحب حالة المسلسل، وربما لم يجمع كل قطاعات الجمهور على حب مسلسل واحد، فمثلاً هناك نوع من الجمهور لم أكن أشعر أنني أصل إليه، ووصلت إليه من خلال مسلسل (أريد رجلاً)، فبعد تفكير وجدت أن هناك قطاعا من المشاهدين ذائقتهم مختلفة ولا يستهويهم (الجماعة) أو (أفراح القبة)، لذلك قدمت لهم (أريد رجلاً)، وبعد أن وصلت إليهم ربما إن رأوني قدمت عملاً مخالفاً لذوقهم، قد يحرصون على متابعتي".

 

 

وبمزيد من التوضيح لاستراتيجيته في التعامل مع ذائقة الجمهور، يضيف "أتعمد أن  أذهب إلى الناس بدور يقترب من أذواقهم، وبعدها أقدم مشروعاً أنا مؤمن به ويتماشى مع ذوقي، وبهذه الطريقة وبناء على الثقة بيني وبين الجمهور، سيذهب الناس لمتابعتي في أعمال أخرى، وبهذا أكون أسهمت في تطوير ذوق الجمهور".

السينما والدراما

هل تحقق السينما نجاحاً أكبر للممثل مقارنة بالدراما؟ يبدو هذا الأمر منطقياً بدليل تحقيق إياد نقلة مميزة خلال عام واحد، قدَّم فيه ثلاثة أفلام هي "الفيل الأزرق" و"كازابلانكا" و"الممر"، يوضح "بالفعل السينما تحقق الانتشار أكثر، ولكن في فترة لم يكن في السينما نوع الأفلام التي أتمنى أن أكون موجوداً فيها، بسبب قلة ثقة المنتجين في تقديم أنواع مختلفة، لكن حالياً حُلت هذه العقدة وانفتح الإنتاج وزادت ثقة المنتج بعدما نجحت الأفلام وحققت إيرادات كبيرة بالملايين، وهنا وجد المنتج أنه يكسب رغم أنه يقدم نوعيات مختلفة ومهمة، مثل (الفيل الأزرق) و(الممر) و(كازابلانكا)، فزادت الثقة وتنوعت الأعمال، وتحقق الاختلاف الذي كنت أتمناه".

"حواديت الشانزليزيه"

انتقادات عِدة وجهتها الصحافة إلى مسلسل "حواديت الشانزليزيه"، الذي يلعب نصَّار بطولته، أبرزها بطء إيقاع الأحداث، لكن الفنان يعبر عن دهشته "لا أرى ذلك رأياً عاماً أو حالة عامة، والمشكلة في بعض العناوين الصحافية التي لا أعرف هل تقصد الإيذاء أو لدى أصحابها نية مبيتة لذلك، وحالة الترصد من جانب بعض الصحف مزعجة جداً، ولذا قد أجد مشكلة في التعامل مع بعض العناوين الصحافية، والحقيقة أنني لا أعرف كل الوسط الصحافي، وإذا تعاونت مع الذين أعرفهم فقط فسيكون هذا ظلماً، لكن الجري وراء العناوين الرنانة والمؤذية يفقدني الثقة في البعض، كما يضايقني جداً اجتزاء الحديث من سياقه، لأنه بكل أسف أصبح عادة عند بعض الصحافيين، وأنا لا أردّ على هذا النوع من الصحافة وأتجاهله".

ويتابع بطل المسلسل "أرى أن (حواديت الشانزليزيه) حقق نجاحاً كبيراً وترك بصمة واضحة، كما أن الحكاية شدت الناس، لأننا عالجناها بعيداً عن النمطية، إذ تطرقنا إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن بشكل بسيط وغير نمطي، وبعمق شديد في نفس الوقت، وتطرقنا إلى قضايا وأسئلة مهمة، على رأسها هل الشر زاد وتفاقم مع الوقت؟".

 

 

الاستعانة بممثلات جديدات

ورداً على بعض الآراء النقدية التي رأت نصار وموهبته أعلى من مستوى بطلات المسلسل من الوجوه الجديدة، وكذلك المخرج الجديد مرقص عادل، يقول "المخرج الجديد لو خشيت التعاون معه سنغلق الأبواب أمام مخرجين جُدد موهوبين جداً، وأنا لو عوملت بهذا المنطق في بداية حياتي الفنية وخافوا مني كممثل جديد لما خرجت يوماً إلى النور، وهناك أكثر من تجربة لي مع مخرجين جدد أصبحوا مخرجين مهمين لاحقاً، وبالنسبة إلى اختيار وجوه جديدة للمسلسل، فقد حدث تصعيد لممثلات جديدات في الوسط، نظراً لوجود فراغ في منطقة تمثيلية معينة، وهناك ممثلات يصلحن للأدوار لكن يضعن أنفسهن في منطقة أعلى، لذا لم يكن أمامنا سوى تصعيد أخريات وكلهن اجتهدن، وأنا شخصياً حدث معي نفس الأمر، وصُعّدت في مسلسل (الجماعة)، ولولا المراهنة على تصعيدي ما كنت سأغادر المنطقة التي بدأت منها أبداً".

 

 

بليغ حمدي وابن رشد

ويتطرق نصَّار إلى الحديث عن مشروعات درامية، من بينها مسلسل "بليغ حمدي" الذي قيل إنه يجهز له في إطار دراما 2020، حيث يقول إن "المشروع موجود وحقيقي، ولكنه بكل أسف متوقف على الإنتاج لأجل غير مسمى"، بينما قال بشأن المسلسل التاريخي "ابن رشد" الذي كان يحلم بتقديمه، إن "المسلسلات التاريخية لا بد أن تكون مشروعات دولة ولا يمكن للأفراد التصدي لإنتاج عمل تاريخي ضخم فهذا أمر صعب للغاية، وموضوع ابن رشد ضخم وحساس وله بعد سياسي، وبالفعل أحلم بتقديم هذا العمل، لكن ربما الفترة الحالية غير مواتية لتقديمه".

وعن سبب رفضه تقديم شخصيات دينية وسياسية يقول نصَّار "أرفض إذا وجدت أن هناك حساسية في تقديم بعض الشخصيات، وغالباً أجد ذلك في الشخصيات الدينية، لذلك أرفض تجسيدها، أما بالنسبة إلى الأدوار السياسية فهناك محاذير من نوع آخر، إذ أحياناً أكون مختلفاً مع الفكر السياسي للمشروع، وحدث ذلك في أعمال عُرضت عليّ في الأردن ورفضتها، لأنني غير مقتنع بالفكرة السياسية للمشروع، كما أنني أسأل نفسي (لماذا أقدّم هذه الفكرة حالياً وما هدفها الحقيقي)، ورغم ذلك لست ضد أن يكون للفنان موقف سياسي، فالفن شكل من أشكال المعارضة وليس الاعتراض، ومسؤولية الفن تنموية وتطويرية للمجتمع، ويقع على عاتق الفنان جزء كبير من مهمة تنمية المجتمع".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون