Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا... هل ستترجَم ثورة الشباب المناخية في الانتخابات العامة؟

يعتقد ناشطون أن "تأثير غريتا ثنبرغ" قد يكون بداية لصحوة سياسية مهمة

يؤكد خبراء أن الأسابيع الماضية شهدت تسجيلا كثيفا للمشاركة في الانتخابات البريطانية المقبلة (غيتي)  

تجمع قبل أسبوع حفنة من الشباب المفعمين بالطاقة الإيجابية في مقهى في منطقة إيدجوير رود في لندن، وكانوا عاقدين العزم على استغلال الساعات الأخيرة المتبقية أمامهم لمساعدة المزيد من الأشخاص في عملية التسجيل من أجل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة.

كانت خطتهم بسيطة: إذ استدرجوا الناس إلى مقهى ستاربكس بفنجان قهوة مجاني ثم سجلوا أسماءهم في سجل الناخبين. لقد كان يوما جيداً. فحتى قبل الموعد النهائي، يبدو أن عدد المسجلين في القائمة فاق عددهم عام 2017، بالإضافة إلى احتلال الشباب الغالبية في قائمة الناخبين.

لكن بعيداً عن الحماس المباشر الذي تؤججه الانتخابات العادية، هناك مؤشرات على أمور أخرى: الإحباط الجماعي، العمل التعاوني، ونوع من الشدة الصاخبة أو النشوة في ظل احتمال غائم  بحدوث تغيير.

 قد يعود ذلك إلى أثر مادة الكافيين فقط، لكنه يمثل أيضاً وجهة نظر منظمي فعالية "مقهى الديمقراطية" هذه الذين يعتقدون أنهم يستغلون بنجاح الإمكانات السياسية بين الشباب المحرومين من حقوقهم والمحبطين وغير الموثوق بهم الذين يطالبون الآن بأن تجد أصواتهم  آذاناً صاغية.

ويبدو أن المشاحنات التي لا تنتهي حول موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والإضرابات المناخية الكبيرة المستلهمة من الناشطة السويدية غريتا ثونبيرغ، واحتجاجات تمرد الفناء أو "اكستينكشن رباليون"، قد تضافرت جميعها لتفرز أثراً محفزاً بشكل خاص بين جيل الشباب والسكان الذين كانوا وإلى وقت قريب في مكان قصي بالنسبة للسياسة التقليدية.

يقول ميت كوبان، وهو أصغر عضو منتخب في مجلس هاكني البلدي والرئيس التنفيذي لجمعية "ماي لايف ماي ساي" (حياتي، كلمتي) الخيرية التي يقودها الشباب وتعمل على إشراك الفئات الشابة في السياسة الوطنية، إنه "منذ الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبح الشباب مسيسين أكثر مما مضى. يمكنك بالتأكيد أن تلمس ذلك من خلال إضرابات الشباب المناخية، وحتى في المشاركة في الانتخابات الأخيرة. نرى ذلك اليوم عبر أرقام التسجيل الأعلى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "إنهم يشعرون بالإحباط، وكأنه لا يوجد من  يمثلهم.. وما زالت هناك مشكلة في ثقتهم بالسياسيين والمؤسسات السياسية. إنهم متحمسون للقضايا، ولكن المشكلة تكمن في مدى رؤيتهم للسياسة التقليدية كوسيلة لمعالجة القضايا التي تهمهم".

يتمثل التحدي الذي تواجهه المنظمة في كيفية توجيه هذه الطاقة لتصبّ في السياسة السائدة قبل الانتخابات. وهل يمكن ترجمتها إلى نسبة إقبال أعلى بين الناخبين الشباب؟

يعتبر الدكتور مارتن إدوبور، وهو طبيب عام مرشح عن حزب العمال ضد بريتي باتيل، وزيرة الداخلية، في بلدة ويثام التابعة لمقاطعة إسيكس، ويعمل أيضاً مع جميعة "ماي لايف ماي سي" في مقهى الديمقراطية، أن السياسيين الموجودين لدينا حالياً هم جزء من المشكلة.

ويتابع "يشعر الشباب بالإحباط الشديد لدرجة كبيرة لأسباب عدة، بما في ذلك أزمة المناخ، ويشعرون أنهم بحاجة إلى المزيد من القيادة. السياسيون لا يعيرونهم أي اهتمام، ونتيجة لذلك، يشعر [الشباب] أنه يتعين عليهم استخدام أساليب مختلفة، مثل تمرد الانقراض أو الفناء على سبيل المثال، لأن النهج السائد غير ناجع. ويشعرون أنهم ببساطة يتعرضون للتجاهل في موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

أما كوبان فيقول "إنهم يشعرون أنهم خُدعوا بالمقارنة مع الأجيال السابقة عندما كان بإمكان المرء شراء عقار على سبيل المثال، أو أن أصواتهم لا تجد آذاناً صاغية بما خصّ موضوع بريكست. عموماً هناك شعور بالاستياء من الأجيال الأكبر سناً.. ثمة  هوة متنامية بين الأجيال في العالم الغربي، بالإضافة إلى تلك الفجوة الهائلة بين ما يريده الشباب وبين الواقع.. يشعر الناس بأنهم خُدعوا عندما يترتب على كاهلهم دين كبير بسبب التحاقهم بالجامعة، في حين أن آباءهم حصلوا على ذلك بالمجان. لقد أصابهم الإحباط، ويشعر الكثير من الناس بالعجز السياسي".

لكن بسبب هذا التحليل، وليس على الرغم منه، هم متفائلون بالاتجاه الذي يدفع به هذا الوضع الناس قبل الانتخابات. ويقول إدوبور " كان هذا أسبوعاً ناجحاً جداً بالنسبة لنا. كان فيه الكثير من التفاعلات والتعليقات، ليس فقط على وسائل التواصل الاجتماعي. هناك أشخاص يقومون بإخبار أصدقائهم، مستخدمين مجموعة المحادثة العائلية الخاصة بهم على تطبيق واتساب لحملهم على التسجيل.. هناك شيء مختلف يحدث الآن، وهو يحدث بشكل عضوي".

يوافق كوبان على ذلك، موضحاً "نحن نحاول تزويدهم بالمهارات اللازمة لإجراء هذه المحادثات، ومنحهم الموارد اللازمة كي يبادروا إلى الفعل في مجتمعاتهم.. يشير الكثير من الرسائل التي كنا ننشرها إلى عدد من الأشخاص الذين لم يصوتوا [في الانتخابات الأخيرة] وكيف أن عدد هؤلاء يزيد على عدد ناخبي الأحزاب الكبيرة".

يذكر أن المنظمة كانت تشير أيضاً إلى تأثير التصويت في الدوائر الهامشية.

 يتابع كوبان "لم نتوقع هذا المستوى من المشاركة، مع بلوغ عدد الأشخاص الذين يسجلون من أجل التصويت أكثر من ضعف ما تكهنا به. ونعرف من المحادثات التي نجريها في مقاهي الديمقراطية الخاصة بنا أن الناس يتطلعون في الواقع إلى المشاركة في التصويت، وهذا تغيير كبير في المواقف".

يتحدث الأشخاص المسجلون للتصويت في المقهى مع فريق الحملة ويلتقطون الصور ويجري حثهم  على تشجيع الآخرين على التسجيل. ما زالت هناك ساعات قليلة متبقية.  وكُشف يوم الأربعاء الماضي، أن مجموع الناخبين المسجلين قبل الموعد النهائي في منتصف ليلة 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بلغ 3.85 مليون طلباً قُدمت منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول)، أي اليوم الذي أعلن فيه عن  إجراء الانتخابات.

يُشار إلى أن هذا الرقم أعلى بحوالي 67% من عدد طلبات التسجيل للمشاركة بالاقتراع في فترة مماثلة قبيل انتخابات عام 2017 والذي وصل حينها إلى 2.3 مليون. وقالت مجموعة الضغط السياسية المعروفة باسم  "الإصلاح الانتخابي" يوم الثلاثاء  الماضي إن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 34 عاماً أو أقل يشكلون 67% من الطلبات المقدمة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) - وهو رقم يُنظر إليه بشكل عام على أنه لصالح حزب العمال .

وكان من بين أولئك الذين تقدموا بالأمس، قرابة 460 ألف شخص (70%)  ممن هم تحت سن 34عاماُ. وذكركوبان أن الخطة تتمثل الآن في تسخير تلك الطاقة والحفاظ عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبواسطة "الشخصيات المؤثرة" التي تحظى بشعبية، والتأكد من أن الشباب مطلعون قدر الإمكان، إذ أن  "هذه هي بداية المحادثة ، لكننا مستمرون حتى يوم الاقتراع"، على حدّ تعبيره.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات