Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يفتح جبهة حرب تجارية جديدة في أوروبا وأميركا اللاتينية

تهديد البرازيل والأرجنتين برسوم جمركية يهبط بـ"وول ستريت"... والذهب يستقر والنفط يرتفع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

عادت الإدارة الأميركية إلى فتح جبهات في حربها التجارية العالمية، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس، إنه سيُعيد فرض رسوم على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم القادمة من البرازيل والأرجنتين، كما فتحت الحكومة جبهة أخرى بإعلانها أنها ستدرس احتمال زيادة الرسوم الجمركية على منتجات واردة من الاتحاد الأوروبي.

على الفور، هبطت البورصات الأميركية بعد هذه التصريحات التي أعادت المخاوف حول الحرب التجارية التي بدأتها الإدارة الأميركية في شهر مايو (أيار) الماضي، عندما قرَّرت رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنِسَب وصلت إلى 25%، وردت بكين بالمثل.

وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعية، جلسة بداية الأسبوع، أمس الاثنين، منخفضاً بنسبة تقارب 1%، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، الذي يقيس أكبر 500 شركة، بنسبة 0.86%، في وقت تجاوزت خسائر مؤشر "ناسداك"، الذي يقيس الشركات التكنولوجية، بنسبة 1.12%.

عودة التشاؤم

وكانت هناك موجة تفاؤل في البورصات الأميركية، بعودة المفاوضات بين الجانبين الأميركي والصيني بعد سلسلة مباحثات ثنائية، ما أدى إلى ارتفاعات تاريخية في المؤشرات الأميركية، لكن عودة النزاعات التجارية دفعت المستثمرين إلى بيع كثيف.

وزاد من هذا الوضع المتشائم، تقريرٌ نشره أمس "معهد إدارة المعروض"، يشير إلى أن قطاع الصناعات التحويلية في الاقتصاد الأميركي انكمش للشهر الرابع على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تراجع أحجام طلبات الشراء الجديدة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2012.

معارك ترمب لحسابات انتخابية

وكانت الأزمة التجارية مع بكين أصابت بشكل أساسي المزارعين الأميركيين، الذين يصدِّرون بضائعهم إلى الصين، وبدأت صرخاتهم ترتفع في الإعلام الأميركي، وهو ما يخيف الرئيس ترمب من خسارة أصواتهم في الانتخابات المقبلة في 2020، بخاصة في ظل اتجاه إدارة ترمب إلى فرض رسوم على واردات البرازيل والأرجنتين من الصلب والألومنيوم، بعد تغريدة كتبها أمس على موقع "تويتر"، قال فيها إن "البرازيل والأرجنتين تجريان خفضاً ضخماً في قيمة عملتيهما، وهذا ليس بالأمر الجيد لمزارعينا، ولذا وبشكل فعال سأُعيد الرسوم على الصلب والألومنيوم القادم إلى الولايات المتحدة من هاتين الدولتين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب بيانات "رويترز"، نزلت أسهم الأسواق الناشئة والعملة المكسيكية "بيزو" شديدة التأثر بالتجارة إلى أدنى مستوى أثناء الجلسة بعد تعليقات ترمب على "تويتر" التي لم تتضمن أي تفاصيل أخرى بشأن الإجراء التجاري المزمع.

ويحاول الرئيس الأميركي الضغط على الدول التي تخفِّض قيمة عملتها لتحقيق فائدة تنافسية في عمليات التصدير، وكان عدم تخفيض العملة أحد الشروط الرئيسة التي وضعتها واشنطن على بكين للاستمرار في المفاوضات بين الطرفين.

وضغط ترمب أيضا، أمس، على المجلس الاحتياطي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) لتخفيض قيمة الدولار، إذ يعتبر أن قوة العملة الأميركية تضعف صادراتها أمام الدول التي تعتمد سياسة التدخل لإضعاف عملاتها.

الحرب مع الاتحاد الأوروبي

أما معركة إدارة ترمب مع الاتحاد الأوروبي، فتدور أيضاً في الإطار ذاته، حيث تتهم الإدارة الأميركية دولاً أوروبية بدعم صناعاتها، مثلما الحال في دعم قطاع الطيران، ما يؤثر على الصناعات الأميركية، وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن قراراً اتخذته منظمة التجارة العالمية، أمس، يؤكد موقف الولايات المتحدة بأن دعم الاتحاد الأوروبي لشركة "إيرباص لصناعة الطائرات" يواصل إلحاق ضرر بصناعة الطائرات الأميركية.

وقال مكتب الممثل التجاري، في بيان نقلته "رويترز"، إنه "في ضوء تقرير اليوم وعدم تحقيق تقدم نحو حل هذا النزاع، فإن الولايات المتحدة تطلق عملية لدراسة زيادة معدلات الرسوم الجمركية وإخضاع مزيد من منتجات الاتحاد الأوروبي للرسوم الجمركية"، وأضاف أنه سينشر مزيداً من المعلومات عن هذه العملية في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وأدت هذه المواجهة الجديدة مع الاتحاد الأوروبي إلى تسجيل الأسهم الأوروبية أكبر هبوط ليوم واحد في شهرين أمس، بحسب بيانات "رويترز"، وذلك مع تراجع معظم الأسواق الرئيسة، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، بأكثر من 2%.

وبعد أن واصل الصعود لثالث شهر على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، أغلق "المؤشر ستوكس 600" الأوروبي منخفضاً بنسبة 1.6% في أولى جلسات ديسمبر (كانون الأول).

الذهب والنفط

وبسبب هذه التطورات التي تشهدها الأسواق العالمية، كان يُفترض أن تطرأ ارتفاعات كبيرة على الذهب، إلا أن أسعاره استقرت أمس، بعد أن كانت تراجعت مع موجة ارتفاعات الأسهم في الأسابيع الأخيرة.

والذهب ملاذ استثماري آمن في الأزمات الاقتصادية، وقد استقر في السوق الفورية عند 1463.96 دولار للأوقية في أواخر جلسة التداول، وانخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2%، لتبلغ عند التسوية 1469.20 دولار للأوقية.

ومن اللافت ارتفاع أسعار النفط بما يزيد على 1% أمس، في ظل إشارات غير مطمئنة للحرب التجارية الأميركية مع العالم، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.1% إلى 61.15 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركية 1.4% إلى 55.92 دولار للبرميل.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد