اتهم الرئيس البرازيلي الذي ينتمي إلى اليمين المتطرّف جايير بولسونارو، الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو، بتمويل مجموعاتٍ لا تتوخّى الربح، يلقي باللوم عليها في إحراق غابات الأمازون المطيرة، في سلسلة من الادّعاءات التي لا أساس لها من الصحّة.
فمنذ تولّيه منصبه، شجّع بولسونارو مربّي المواشي وقاطعي الأشجار الذين يتطلعون إلى إزالة أكبر الغابات الاستوائية في العالم من أجل زيادة الأراضي الزراعية، الأمر الذي أدّى إلى إدانة دولية للحرائق المستمرة في تلك المنطقة من العالم.
وعلى الرغم من ذلك، يقوم بولسونارو منذ ذلك الحين بإلقاء اللوم على منتقديه من خلال اتّهام منظمات أجنبية غير حكومية، بأنها هي التي تشعل الحرائق من أجل حصولها على تمويل لمشاريعها.
وأخيراً صبّ جام غضبه على دي كابريو متّهماً الممثل الهوليوودي من دون تقديم أي دليل، بأنه كان يموّل المجموعات التي أشعلت النيران. وقال بولسونارو مخاطباً أنصاره في برازيليا: "دي كابريو رجل رائع، أليس كذلك؟ إنه يقدّم المال لإشعال النار في غابات الأمازون".
ويأتي انتقاد الممثل العالمي والناشطين من أجل البيئة، بعد إغارة الشرطة على مقر مجموعتين غير ربحيتين في ولاية بارا الأمازونية، في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقبضت الشرطة المحلية على أربعة من المتطوّعين في مجال الإطفاء الذين يقولون إنهم أخضعوا للتحقيق بتهمة إشعال الحرائق للحصول على تمويل من المانحين المتعاطفين. لكن القاضي الذي نظر في الاتّهام قام في ما بعد بالإفراج عنهم بعدما قال إن هؤلاء الأشخاص لم يرتكبوا أي خطأ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تعهّدت منظّمة "تحالف الأرض" Earth Alliance البيئية التابعة لدي كابريو، بدفع 5 ملايين دولار أميركي للمساعدة في حماية منطقة الأمازون، بعدما أتت حرائق على أجزاء واسعة من تلك الغابات المطيرة في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب).
لكن الممثل والبيئي الملتزم قال في بيان له إن مجموعته لم تموّل أيّاً من المنظّمتين غير الربحيّتين اللتين ورد إسمهما حتى الآن في التحقيق الجاري. وجاء في البيان "إننا لم نموّل هاتين المنظّمتين المستهدفتين، على رغم أنهما تستحقّان الدعم".
وأضاف دي كابريو إن "مستقبل هذه النظم البيئية التي لا يمكن تعويضها، على المحك. وأنا فخور بالوقوف إلى جانب المجموعات التي تعمل على حمايتها".
وتظهر أرقام "وكالة الفضاء البرازيلية" أن مستويات إزالة الغابات في منطقة الأمازون، بلغت أعلى معدل لها منذ أكثر من عقد من الزمن.
وارتفعت الخسائر الناتجة من احتراق الغابات بين أغسطس (آب) 2018 ويوليو (تموز) من هذه السنة بنسبة 30 في المئة مقارنةً بالمدة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات رسمية صدرت يوم الاثنين عن "المؤسسة الوطنية البرازيلية لأبحاث الفضاء". وبلغ المستوى المسجل لإزالة الغابات 9762 كيلومتراً مربعا، وهي أكبر مساحة من الغابات الاستوائية المطيرة المسواة بالأرض منذ العام 2008، وتفوق هذه المساحة مساحة أكثر من ألفي ملعب كرة قدم يومياً.
تقارير إضافية من وكالة "رويترز"
© The Independent