Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منافسة شرسة بسوق النفط في 2020... ماذا تقرر "أوبك" في اجتماع فيينا؟

تباطؤ الطلب يزيد غموض مستقبل سوق الطاقة... وتخمة المعروض تلوح في الأفق

شعار منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" بمقرها الرئيس في فيينا (رويترز)

أظهر استطلاع حديث، قبيل مباحثات بخصوص سياسة الإنتاج بين "أوبك" وحلفائها الأسبوع الحالي، أن أسعار النفط ستظل تحت ضغط في 2020، إذ تؤثر مخاوف النمو على الطلب وتدعم حدوث تخمة في المعروض من الخام.

وتوقع الاستطلاع الذي شمل 42 اقتصاديا ومحللا بلوغ متوسط سعر خام برنت 62.5 دولار للبرميل العام المقبل دون تغير يذكر عن توقع الشهر الماضي البالغ 62.38 دولار، والذي كان الأدنى للعام 2020 في نحو عامين. ومنذ بداية العام، بلغ متوسط سعر الخام القياسي حوالي 64 دولارا للبرميل.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، قال فرنك شالنبرجر المحلل لدى "إل.بي.بي.دبليو"، إن هناك ببساطة الكثير جدا من النفط في السوق.

وقبل أيام، أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها سيواجهون منافسة شرسة في 2020، متوقعة زيادة في نمو المعروض من خارج المنظمة العام المقبل. فيما قدر المحللون نمو الطلب بين 0.8 و1.4 مليون برميل يوميا العام المقبل. وفي حين قال أغلب المشاركين في الاستطلاع إن من المرجح أن تبقي "أوبك" وحلفاؤها على تخفيضات الإنتاج، فإنهم لا يتوقعون تخفيضات أعمق.

وتتعرض أسعار برنت لضغوط بفعل المخاوف حيال تباطؤ النمو العالمي الذي يتفاقم بفعل النزاع التجاري الأميركي الصيني. وتراجعت الأسعار حوالي 12% عن ذروة نحو أربعة أشهر التي بلغتها في سبتمبر (أيلول). لكن توقعات 2020 لخام غرب تكساس الوسيط ارتفعت إلى 57.30 دولار للبرميل من 56.98 في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال المحللون إنه في الوقت الذي سيظل فيه إنتاج الولايات المتحدة مرتفعا، فإن إنتاج النفط الصخري في المجمل قد يفقد بعض الزخم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السعودية تواصل الضغط لضبط استقرار السوق

وأشارت نتائج المسح، إلى تراجع إنتاج نفط أوبك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع انخفاض الإنتاج الأنغولي بسبب أعمال صيانة ومواصلة السعودية كبح المعروض قبيل الطرح العام الأولي لشركتها الوطنية أرامكو السعودية.

وبحسب المسح، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول المؤلفة من 14 عضوا 29.57 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا الشهر، بانخفاض 110 آلاف برميل يوميا عن رقم أكتوبر (تشرين الأول) المعدل.

ويشير المسح إلى أن السعودية، بعد أن استأنفت الإمدادات الطبيعية عقب هجمات على منشآتها في سبتمبر (أيلول) الماضي، ما زالت تضخ أقل بكثير مما يسمح به اتفاق تقوده أوبك. وتجتمع المنظمة لمراجعة الاتفاق في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو ذات اليوم الذي من المقرر أن تعلن فيه أرامكو عن سعر الطرح النهائي.

وكانت "أوبك" وروسيا وحلفاء آخرون، فيما يُعرف بمجموعة "أوبك+"، اتفقوا على خفض المعروض بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير (كانون الثاني). وتبلغ حصة أوبك من الخفض حوالي 800 ألف برميل يوميا، يطبقها 11 عضوا مع استثناء إيران وليبيا وفنزويلا.

ومن المتوقع أن يمدد المنتجون اتفاق الإمدادات خلال اجتماعات الخامس والسادس من ديسمبر (كانون الأول). ويقول مندوبون في أوبك إن المنتجين قد يبحثون تعميق خفض المعروض وسط توقعات بفائض في المعروض في 2020. وقال مندوب بالمنظمة إن الحد الأدنى هو التمديد.

وتجاوز أعضاء أوبك الأحد عشر الذين يشملهم اتفاق المعروض، الساري حتى مارس (آذار) 2020، مستويات تخفيضاتهم المتعهد بها بفارق كبير. وارتفعت نسبة الامتثال إلى 152% في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقا لنتائج المسح، مقارنة مع 135% في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

أنغولا تقود تراجع إنتاج أعضاء "أوبك"

وقال متعاملون إن أكبر هبوط في الإنتاج بين أعضاء "أوبك"، وبلغ 140 ألف برميل يوميا، كان في أنغولا التي تراجعت صادراتها من الخام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بسبب أعمال صيانة في حقل جيراسول. وكان البلد الأفريقي ينتج بالفعل عند مستويات أقل كثيرا من حصته في أوبك بسبب انخفاض طبيعي في الإنتاج وعدم تشغيل حقول جديدة، وليس بسبب كبح طوعي.

وأظهر المسح أن السعودية ضخت نحو 9.85 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 50 ألف برميل يوميا عن أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان إنتاج السعودية قفز إلى 850 ألف برميل يوميا في أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجمات سبتمبر (أيلول)، لكنه ظل دون حصة السعودية في أوبك. ووجد المسح أن إنتاج السعودية في نوفمبر (تشرين الثاني) تراجع بمقدار 400 ألف برميل يوميا عما يسمح به الاتفاق.

وسجل إنتاج العراق، ثاني أكبر منتج في "أوبك"، انخفاضا طفيفا، لكن البلد واصل تجاوز الحصة المحددة له. واستمرت نيجيريا في ضخ النفط عند مستويات تزيد على حصتها في أوبك في نوفمبر (تشرين الثاني) رغم أن الانتاج تراجع قليلا هذا الشهر.

وبين الدول التي ضخت المزيد من النفط، كانت أكبر زيادة في الكويت التي ارتفع انتاجها بمقدار 70 ألف برميل يوميا الى 2.72 مليون برميل يوميا، ليصل إلى مستوى حصتها في "أوبك". وتمكنت فنزويلا، التي تصارع عقوبات أميركية فرضت على شركتها الوطنية للنفط وانخفاضا طويل الأجل في إنتاجها، من تحقيق زيادة صغيرة في الصادرات في نوفمبر (تشرين الثاني). ولم يطرأ تغير يذكر على الإنتاج في ليبيا وإيران، وهما عضوان آخران معفيان من حصص الإنتاج.

قفزة كبيرة في إنتاج الخام الأميركي

ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري، أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع إلى مستوى قياسي جديد عند 12.46 مليون برميل يوميا من 12.397 مليون برميل يوميا في أغسطس (آب) الماضي.

وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بفضل تقنيات تكنولوجية زادت الإنتاج من التشكيلات الصخرية.

وارتفع إنتاج النفط في تكساس 72 ألف برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) بينما تراجع الإنتاج في نورث داكوتا وخليج المكسيك على مدار الشهر. كما قفز الإنتاج أيضا في أوكلاهوما وآلاسكا.

ووفقا للتقرير، هبط الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 652 ألف برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) إلى 9.2 مليون برميل يوميا. وتراجع الطلب على نواتج التقطير، بما في ذلك الديزل، بمقدار 87 ألف برميل يوميا إلى 3.9 مليون برميل يوميا.

فيما نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله، إنه يحبذ أن تتخذ أوبك وحلفاؤها غير الأعضاء بالمنظمة قرارا بشأن تمديد محتمل لاتفاقهما لإنتاج النفط في توقيت أقرب إلى أبريل (نيسان) من العام المقبل. ومن المرجح أن تواجه تعليقاته معارضة من معظم أعضاء أوبك الذين يهدفون للتوصل لاتفاق أثناء اجتماع مع منتجين غير أعضاء بالمنظمة في فيينا خلال الأيام المقبلة.

وينسق أعضاء أوبك ومصًدرون للنفط خارج المنظمة إنتاجهم منذ ثلاث سنوات بهدف موازنة السوق ودعم الأسعار. ومن المقرر أن ينقضي اتفاقهم الحالي في نهاية مارس (آذار) المقبل. وقال الوزير الروسي: "من المبكر جدا الحديث.. لدينا اتفاق حتى أول أبريل (نيسان)... اليوم نحن مازلنا في نوفمبر (تشرين الثاني)... لماذا يجب علينا أن نسأل أسئلة في نوفمبر تتعلق بشهر أبريل".

وتقول مصادر روسية وفي أوبك إن روسيا من المرجح أن تناشد أقرانها من منتجي النفط تغيير طريقة قياس إنتاج النفط الروسي أثناء اجتماع فيينا. وتريد موسكو استبعاد مكثفات الغاز من النفط الخفيف من القياسات عند حساب إنتاجها. وقال "نوفاك" إن مكثفات الغاز تشكل ما بين 7 إلى 8% من مجمل إنتاج النفط في روسيا.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد