Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر... مسيرات منددة بـ "التدخل الخارجي"

الحكومة تتخلى عن التحفظ وتصف لائحة أوروبية بـ "النهيق"

تخلت الجزائر الرسمية عن "التحفظ الدبلوماسي" في وصفها جلسة للبرلمان الأوروبي ناقشت "وضع الحريات" في البلاد، وبينما كان آلاف العمال يستعدون لمسيرة وسط العاصمة تنديداً بـ "التدخل الخارجي"، السبت 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال الناطق الرسمي للحكومة حسان رابحي إن لائحة البرلمان الأوروبي هذه "نهيق ونعيق وعويل" في ترجمة لتهديد رسمي جزائري بـ "إعادة تقييم علاقتها بشريكها الأوروبي".

وانطلقت مسيرة لآلاف العمال، السبت، من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين وسط العاصمة الجزائرية، وكان الاتحاد دعا إلى وقفة تُتبع بمسيرة باتجاه مقر البريد المركزي، ساعات بعد إصدار البرلمان الأوروبي لائحة من خمس نقاط تدين السلطات الجزائرية بخصوص عدد من الملفات التي ارتبطت بفترة الحراك الشعبي.

وترأس سليم لعباطشة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، مراسم انطلاق المسيرة بكلمة أمام مئات من العمال وعدد من الوجوه الرسمية يتقدمها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، حسان رابحي، وأيضاً الوجوه الدبلوماسية بينها سفير الصين الشعبية.

"نهيق ونعيق"

وقال الناطق الرسمي للحكومة رابحي من الساحة التي احتضنت الوقفة "تباً لهؤلاء البرلمانيين"، وتابع "إن لائحة البرلمان الأوروبي "نهيق ونعيق وعويل تسعى إلى خلق البلبلة والتشويش على الرئاسيات"، مضيفاً أن المراد من هذه اللائحة "خلق الفوضى وضرب الاستقرار في الجزائر التي لا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تقبل التدخل في شؤونها"؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف رابحي "هؤلاء أعمالهم رجس من عمل الشيطان، يزرعون الفتنة بين بني الإنسان، فالجزائر عظيمة ويقف خلفها رجال عظماء ونحن سعداء بأن يكون إلى جانبنا أصدقاء مثل الصين".

تهديد بإعادة تقييم العلاقات

وقبل ذلك، أكدت الجزائر إدانتها ورفضها "شكلاً ومضموناً" لائحة البرلمان الأوروبي، معتبرة إياها بمثابة "تدخل سافر" في شؤونها الداخلية وأنها "تحتفظ لنفسها بالحق في مباشرة تقييم شامل ودقيق لعلاقاتها مع كل المؤسسات الأوروبية قياساً بما توليه هذه المؤسسات فعلياً لقيم حسن الجوار والحوار الصريح والتعاون القائم على الاحترام المتبادل".

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية أنه "بإيعاز من مجموعة من النواب المتعددي المشارب والفاقدي الانسجام، منح البرلمان الأوروبي نفسه، بكل جسارة ووقاحة، حرية الحكم على المسار السياسي الراهن في بلادنا في الوقت الذي يستعد الجزائريون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بكل ديمقراطية وشفافية".

أضافت أن "هؤلاء النواب قد ذهبوا إلى حد منح أنفسهم، من دون عفة ولا حياء، الحق في مطالبة البرلمان الجزائري بتغيير القوانين التي اعتمدها نوابه بكل سيادة"، لذلك تقول الجزائر الرسمية "قد أظهر البرلمان الأوروبي ازدراءه، ليس للمؤسسات الجزائرية فحسب، بل لآليات التشاور الثنائي التي نص عليها اتفاق الشراكة بما فيها تلك المتعلقة بالمجال البرلماني".

خطوات تصعيدية

وأكثر من ذلك، فإن البرلمان الأوروبي وفقاً للبيان "أكد استجابته هذه لإيعاز هؤلاء البرلمانيين المحرضين، أنه يعمل بشكل مفضوح للترويج لأجندة الفوضى المقصودة التي سبق، للأسف تنفيذها، في العديد من الدول الشقيقة".

ونقلت مصادر لـ"اندبندنت عربية" أن وزارة الخارجية تستعد لاستدعاء ممثل البعثة الأوروبية في الجزائر، في سياق خطوات وصفتها بـ "التصعيدية" التي تقرر اتخاذها، ويأتي هذا على الرغم من توضيحات صدرت عن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية أمام النواب الأوروبيين في ستراسبورغ خلال نقاش بالبرلمان الأوروبي تطرقوا خلاله إلى الوضع في الجزائر، أن "الجزائر ليس فقط بلداً جاراً لكنه شريك سياسي واقتصادي وبلد صديق، كما تعتبر الجزائر بالنسبة إلى كثير من المواطنين الأوروبيين، بمثابة عائلة، لذلك فإننا لا نتحدث عن صديق من بين آخرين وإنما نتحدث عن بلد صديق مقرب منا".

"عملاء فرنسا"

وعلى الرغم من أن اللائحة التي تحدثت عن ملفات تخص حراك الجزائر إثر تدخل 15 برلمانياً أوروبياً، إلا أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة، خصص أشد العبارات تجاه من سماهم "عملاء فرنسا"، وهو يخطب أمام حشد من العمال المجتمعين قبالة مقر أكبر تنظيم نقابي في البلاد، وقال لعباطشة "سلمية المسيرات الشعبية الجزائرية، وحراكه المبارك لم يعجبا القوى الأجنبية".

أضاف "أوروبا كانت تنتظر التقتيل والدم وخراب الجزائر، لكن السلمية بعثرت أوراقها، وجعلتها تستفز الجزائر بكل ما أوتيت وقال "العصابة خدمت مصالح أعداء الأمس، وها هي اليوم تستنجد ببقاياها ما وراء البحار، لتخريب الجزائر وحفظ مصالحها لدى الدول الأوروبية". وإن كان الاتحاد العمالي قد ترجم موقفاً حكومياً في الشارع، فقد سبقته للتنديد بلائحة البرلمان الأوروبي، عشرات الهيئات الرسمية الجزائرية، البرلمان بغرفتيه وعدد من الكتل البرلمانية، ومجلس حقوق الإنسان، ومعظم الأحزاب الممثلة في البرلمان.

شعارات مناهضة لفرنسا

وفي الوقت الذي خصص الإعلام الحكومي الجزائري، مساحات زمنية واسعة تظهر تعامل السلطات الفرنسية "العنيف" مع مسيرات "السترات الصفراء" مع مقارنة سلمية المسيرات الجزائرية بما يحدث في باريس أسبوعياً، رفع عمال ساروا السبت من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين شعارات استهدفت فرنسا الرسمية بالخصوص، إذ تعتقد دوائر حكومية في الجزائر، أن البرلمان الأوروبي أصدر اللائحة غير الملزمة بـضغط فرنسي".

لكن مسيرة العمال والتي ترافقت مع وقفات مشابهة في عدد من المحافظات، رفعت أيضاً شعارات مؤيدة للرئاسيات التي ستشهدها البلاد في 12 ديسمبر (كانون الأول)، كما هتف كثيرون بالشعار الشهير "الجيش الشعب خاوة خاوة (إخوة)".

"عنصرية"

ومعلوم أن أكثر المداخلات "عنصرية" في البرلمان الأوروبي ضمن جلسة الخميس الماضي، كانت من برلمانيين فرنسيين، كما أن مداخلات أخرى لم تتحدث أصلاً عن الحراك الشعبي، وتوجهت بالنقد إلى السلطات الجزائرية حول ملف الشعائر الدينية لغير المسلمين، على خلفية حملة إغلاق لـ "كنائس غير مرخصة قبل أيام"، وصفتها السلطات الجزائرية بـ "مستودعات واصطبلات لا تمت بصلة إلى الكنائس التي تنشط بصفة قانونية في البلاد".

وقال المحلل السياسي جمال شرفي، عن مداخلات برلمانيين أوروبيين "هذا ما يفكر به الأوروبيون في برلمانهم تجاه الجزائر. هذا التدخل يعد تدميراً وتحطيماً لجمالية وسلمية الحراك وتدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الجزائري لا يرضاه أحد"، وتابع "الشأن الداخلي الجزائري يبقى داخلياً حتى وإن اشتد الخلاف الداخلي لكن لم يصل إلى سوداوية وصف اللوبي الصهيوني الفرنسي داخل البرلمان الأوروبي وتركيزهم على الأقليات المسيحية الدينية وغلق الدولة الكنائس".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات