قالت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني إن الإدراج الجزئي لشركة أرامكو السعودية في "تداول" (البورصة الرئيسة في السعودية) أمر إيجابي لصناعة إدارة الأصول في البلاد وتحفيزها على النمو.
وذكرت فانيسا روبرت، نائبة الرئيس وكبيرة مسؤولي الائتمان في "موديز"، في إفادة وصلت "اندبندنت عربية"، أن الإدراج، الذي يعتبر الأضخم في العالم، سيحسّن السيولة ويزيد من حجم التداول في سوق الأسهم السعودية.
مكاسب قوية للأسهم
وفي ثاني أيام الاكتتاب في شركة "أرامكو"، أنهى مؤشر السوق السعودية جلسة الاثنين على ارتفاع بنسبة 0.9% عند مستوى 8000 نقطة، مضيفاً نحو 72 نقطة.
وبلغ حجم التداول في ختام تعاملات جلسة اليوم نحو 110.4 مليون سهم بقيمة 2.7 مليار ريال (0.721 مليار دولار)، وارتفعت أسهم 130 شركة، فيما تراجعت أسعار أسهم نحو 51 شركة.
تحديد النطاق السعري للطرح الأوليّ
وكانت "أرامكو" السعودية أعلنت، الأحد، عن تحديد النطاق السعري للطرح الأوليّ وبداية فترة بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات المكتتبة وشريحة المكتتبين الأفراد، فيما سيكون الإعلان الرسمي عن سعر الطرح للأسهم المكتتب بها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. حيث تم تحديد النطاق السعري للطرح بين 30 ريالا سعوديا إلى 32 ريالا سعوديا (8.05 إلى 8.55 دولار) للسهم الواحد.
وسيتم تحديد سعر الطرح النهائي في نهاية فترة بناء سجل الأوامر، وسيكون اكتتاب شريحة المكتتبين الأفراد بسعر 32 ريالا سعوديا (8.55 دولار) للسهم الواحد، وهو الحد الأعلى للنطاق السعري.
وسيكون حجم الطرح 1.5% كحجم أساسي من إجمالي أسهم الشركة. وفي حال كان سعر الطرح النهائي أقل من 32 ريالا سعوديا (8.55 دولار)، يكون للمكتتبين الأفراد، فيما يخصّ الفرق بين قيمة الحد الأعلى للنطاق السعري وسعر الطرح النهائي، الخيار بين: (أ) الحصول على الفائض النقدي عن طريق رد قيمته للمُكتتب الفرد، أو (ب) إمكانية تخصيص أسهم إضافية للمُكتتب الفرد.
تجدر الإشارة إلى أن النطاق السعري للاكتتاب يقيّم أرامكو بين 1.6 إلى 1.7 تريليون دولار.
وتابعت فانيسا روبرت بأن "الإدراج إيجابي بالنسبة إلى مديري الأصول السعوديين، مثل الأهلي كابيتال وجدوى لإدارة الأصول، وغيرهم من المديرين المشاركين في المنتجات عبر الحدود".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قالت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني إن شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) تعدّ من ضمن أفضل 10 شركات غنية بالأموال النقدية بإجمالي احتياطي يصل إلى 43 مليار يورو (47.7 مليار دولار).
وقال ريتشارد موراويتز، مسؤول ائتمان أول لدى موديز "أدى دخول شركة أرامكو السعودية إلى مضاعفة حصة الرياض ثلاث مرات من إجمالي الأرصدة النقدية للشركات في دول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 6% في العام الماضي".
وبحسب الوكالة، فإن الأرصدة النقدية للشركات غير المالية في دول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا قد تجاوزت تريليون يورو في نهاية عام 2018، وذلك بنسبة 15% عن العام السابق، لافتة إلى أن أبرز هذه الشركات هي "أرامكو" (بقيمة 43 مليار يورو)، بالإضافة إلى شركة "فولكس واجن إيه جي"، حيث شهدت الأخيرة ارتفاع أرصدتها النقدية بمقدار 10 مليارات يورو (11.1 مليار دولار).
وفي الأول من أبريل (نيسان) الماضي، فتحت أرامكو دفاتر حساباتها للمرة الأولى، لوكالتي "موديز" و"فيتش" الدوليتين للتصنيف الائتماني، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين، وبعد أسبوع من ذلك رفعت الشركة سعر قيمة سنداتها من 10 إلى 12 مليار دولار بفضل ازدياد الطلب على هذه السندات.
أرباح تفوق الشركات المحلية والعالمية
حقّقت الشركة النفطية العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت العائدات 356 مليار دولار.
وتعادل أرباح الشركة نحو أربعة أضعاف إجمالي أرباح الشركات السعودية المدرجة في سوق الأسهم خلال العام الماضي، وعددها 164 شركة، والبالغة 28 مليار دولار (105 مليارات ريال).
وتتربع أرامكو على عرش أكثر شركات العالم ربحية، بعد أن ارتفعت أرباحها بنسبة 46.3% إلى 416.5 مليار ريال (111.1 مليار دولار) العام الماضي، مقارنة بنحو 284.6 مليار ريال في 2017، نتيجة ارتفاع متوسط بيع سعر النفط بنسبة 33% إلى 70 دولارا للبرميل مقابل 52.7 دولار في 2017.
ووفقاً لرصد أجرته "اندبندنت عربية"، تعادل أرباح "أرامكو" خلال العام الماضي ضعف أرباح شركة "أبل" الأميركية العملاقة، والتي تعتبر ثاني أكبر شركة في العالم بأرباح 59.4 مليار دولار في العام الماضي.
كما تفوق أرباح "أرامكو" ثاني وثالث أكبر شركتين في العالم مجتمعتين، وهما "أبل" و"البنك الصناعي والتجاري الصيني"، أكبر بنك تجاري في الصين وأكبر مصرف في العالم من حيث الأصول، البالغ أرباحه 45.2 مليار دولار، ليبلغا معا 104.6 مليار دولار.
وفي 12 أغسطس (آب) الماضي، أعلنت أرامكو إيراداتها النصفية للمرة الأولى في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019 إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وبعد الإعلان الرسمي عن نيتها طرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام، صدرت النتائج المالية لأرامكو في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، والتي أظهرت تحقيق أرباح صافية بقيمة 266 مليار ريال سعودي (68.2 مليار دولار)، بانخفاض 18% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.