أكد التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، أنه قرر إعادة تموضع قواته في الأراضي اليمنية، وفقاً لمتطلبات العمليات الراهنة على الأرض، التي استدعت أن تكون العاصمة اليمنية المؤقتة (عدن) بقيادة السعودية، التي أعلنت قبل أيام توصل الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعايتها إلى صيغة تفاهم جديدة لتقاسم السلطة.
وأعلنت قيادة قوات التحالف، أنه "في إطار جهودها المستمرة لتنسيق خطط العمليات العسكرية والأمنية في اليمن وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، إضافة إلى تعزيز الجهود لتأمين الممرات المائية المتاخمة للسواحل اليمنية عموماً، ومكافحة الإرهاب على كامل الأراضي اليمنية، فقد تم إعادة تموضع قوات التحالف في (عدن) لتكون بقيادة المملكة وإعادة انتشارها وفق متطلبات العمليات الحالية".
وأعرب التحالف عن تقديره كفاءة قوات الامارات العربية المتحدة، التي كانت عدن تقع ضمن مهامها العسكرية في التحالف، مؤكداً أنه "في هذا السياق تشيد قيادة قوات التحالف بكل الجهود التي بذلتها القوات كافة وفي مقدمتها القوات الإماراتية وأسهمت في نجاح الخطط المعدة لتنفيذ المهام العملياتية بكل كفاءة واقتدار".
جبهة واحدة ضد إيران وحلفائها
وجدد التحالف عزمه على تكثيف جهوده "لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ودعم الشعب اليمني بكافة مكوناته وحكومته الشرعية"، وذلك في وقت تترقب الأوساط اليمنية توقيع "اتفاق الرياض" بين الفرقاء اليمنيين الذين اتفقوا على مناصفة حكومة من 24 وزيراً يتم تشكيلها مجدداً قبل أن تتوجه بشكل نهائي إلى عدن، حيث يعلق اليمنيون آمالاً على بدء مرحلة جديدة من التفاهم، توحد المناطق المحررة في اليمن في جبهة واحدة ضد المتمردين في صنعاء.
وفي أول تعليق من الأطراف اليمنية الرسمية على الاتفاق، ناشدت قيادات من الجانبين أنصارهما نسيان الماضي، والتوحد حول القواسم المشتركة، والنأي بالنفس عن "خطاب الكراهية" في حين أن "اليمن يتسع للجميع".
وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي على صفحته في "تويتر" هاني بن بريك إنه يناشد الجميع "ترك كل المناكفات وبدء مرحلة جديدة مع الاتفاق الذي هو طوق الخلاص في هذه المرحلة، وتغليب مصلحتنا جميعا وهو الانتصار للحق بتوحيد كل الجهود في مواجهة الشر الأكبر إيران وحلفائها. ولا نلتفت للاستفزازات ولا لخطابات الكراهية. ثقتنا بالتحالف بقيادة السعودية من الوهلة الأولى".
اليمن يسع الجميع
وفي السياق نفسه أيد العميد طارق محمد صالح من الضفة الأخرى جهود الوساطة وطي ملف الخلاف بين الشرعية والانتقالي قائلا "أي شخص يعارض الاتفاق بين المكونات اليمنية هو خائف على الكرسي ولا يهمه اليمن ولا الثوابت. همهم الوحيد مصالحهم الشخصية وأين موقعهم من الإعراب، بينما #اليمن_فوق_الجميع ويتسع للجميع".
يأتي ذلك بعد جهود سعودية ماراثونية أنهت ما يوصف بأنه "حرب داخل الحرب" بين أبناء البلد الواحد، دفعت نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري إلى دعوة اليمنيين كافة إلى التوحد ضد الفتنة والدمار الايراني الذي يستهدفهم جميعاً، إذ قال على حسابه في تويتر إنه "آن الأوان ليقف اليمنيين، كل اليمنيين، ونحن معهم، صفاً واحداً امام مشروع الفوضى والفتنة والدمار الايراني، وأن يقدموا مصلحة وأمن اليمن وسلامة واستقرار وازدهار شعبه الكريم على أي مصالح اخرى". وهذا ما قال اليمنيون إنه حدث فكان "اتفاق الرياض".
حسرة وإصرار
ولا يخفي الساسة اليمنيون حسرتهم على المتاعب التي نجمت عن الصراع الدائر بين مكوناتهم المختلفة بما في ذلك جماعة أنصار الله (الحوثي)، وهم يشاهدون كيف تناست شعوب عربية أخرى خلافاتها البينية وبنت دولتها الديمواقرطية، من دون أن تسمح للغرباء حرفها عن المسار، في مثل حالة تونس التي استدعت تعليق رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك.
وقال "كان لبلادنا أن تسير على نفس الدرب الذي قطعته تونس الخضراء والثورة والديمقراطية لولا جريمة المليشيا الحوثية ومشاريعها العنصرية والاستبدادية وارتهانها الكامل لايران، لكننا ماضون بإصرار وعزيمة لا تلين في تصحيح المسار وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".