Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشباب عرضة للسرطانات المتّصلة بالبدانة أكثر ممن تجاوزوا سن الـ 45

نشطاء بريطانيون يدعمون إجراء مسوح واسعة عن البدانة، كوسيلة لتعامل خدمات الرعاية الصحيّة مع تلك القنبلة المرضيّة الموقوتة

ارتفعت أرقام الحالات المشخّصة من سرطانات البنكرياس بـ 4.3 في المئة خلال السنة المنصرمة في الأعمار بين 25 و29 سنة، مقارنة بأقل من 1 في المئة لمن هم فوق الـ 45 سنة. (غيتي)

حذّر خبراء في الصحة من ارتفاع مستمر وسريع في الإصابات بالسرطانات المتصلة بالبدانة، في أوساط الأميركيين الشباب مقارنة بالجيل الأكبر سناً، ما يمثّل قنبلة موقوتة يمكنها إطاحة عقود من التقدّم في تخفيض وفيات السرطانات.

وهناك 12 نوعاً من السرطان، تمثّل البدانة عنصراً بارزاً في خطر الإصابة، ونصف تلك الأنواع التي تشمل سرطانات الكلية والبنكرياس والقولون والدم ونخاع العظم، ترتفع بتسارع في صفوف الأصغر سناً، وفق بحّاثة أميركيّين.

وبعيداً من كون حالهم الصحي، أفضل من الأجيال الأكبر سنّاً، يقضي الشباب سنوات أطول وهم في حال بدانة ووزن فائض. ويؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، إضافة إلى مجموعة من الحالات المرضيّة الأخرى، كالسكري وأمراض الأمعاء. وبالترافق مع ذلك، صرح مسؤولون في "خدمات الصحة الوطنيّة" البريطانيّة، أنهم يواجهون أوضاعاً مماثلة.

"تكشف نتائج دراستنا عن وجود تغيير، ينذر بزيادة عبء السرطانات المتّصلة بالبدانة، عندما يتقدّم جيل الشباب في العمر"، وفق كلمات الدكتور أحمدين جمال، وهو عضو في "الجمعية الأميركيّة للسرطان" والكاتب الرئيس للدراسة.

وأضاف: "تحدث معظم السرطانات في أعمار متقدّمة. وعندما سيتقدم جيل الشباب في العمر، ستتفاقم أعباء السرطانات المتصلة بالبدانة، إضافة إلى معدلات الوفيات".

نُشِرَت الدراسة في 4 فبراير(شباط) الحالي، بالتزامن مع "اليوم العالمي للسرطان"، في مجلة "لانسيت بابليك هيلث" Lancet Public Health المتخصصة بالصحة العامة. واستندت إلى بيانات من 25 قاعدة بيانات في أميركا تشمل ثلثي سكان الولايات المتحدة.

ووَجَدَتْ أنّه بين عامي 1995 و2014، سجّل الذين تراوحت أعمارهم بين 25 و29 سنة، الزيادة الأكبر، في معدلات الإصابة بالسرطانات المتّصلة بالبدانة، بل إنّ ذلك النوع من الزيادة، تصاعد باطّراد لدى كل الفئات العمريّة، نزولاً من فئة من يبلغون الـ 85 عاماً.

في المقابل، ما زال كبار السن هم الفئة العمريّة، التي تشخص فيها السرطانات أكثر من سواها، لكن الفارق بينها وبين الفئات الأصغر عمراً ربما يضيق إذا استمر هذا النمط من انتشار السرطانات بين الفئات الشابة.

ومثلاً، تعتبر سرطانات البنكرياس إحدى أشد الأورام الخبيثة فتكاً، إذ لا يتمكن سوى1 في المئة من المصابين بها، من العيش أكثر من عشر سنوات، وفق أرقام بريطانية.

في الولايات المتحدة، تُشخّص 37 إصابة بسرطانات البنكرياس بين كل 100 ألف شخص، ممن تتراوح أعمارهم بين 50 و84 سنة، مقارنة بحالتين لكل 100 ألف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة.

المفارقة، أن الدراسة المنشورة في مجلة "لانسيت"، تُظهر أن عدد السرطانات المُشخّصة بين من تفوق أعمارهم الـ 45 سنة ترتفع بأقل من 1 في المئة سنوياً، فيما يرتفع الرقم نفسه إلى 4.3 في من تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة.

وللتعامل مع تلك المسألة، دعت تلك المجلة إلى إجراء مسوحات عن مدى انتشار البدانة، والتوسّع في خدمات الاستشارات المتصلة بخسارة الوزن. وذكّرت بأنّ ما يقارب نصف الأطباء العامّين يحرصون على أخذ أوزان مرضاهم بصورة روتينيّة، وقياس "معدل كتلة الجسم" BMI لديهم. ويتحصّل ذلك المعدل بقسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على طول الجسم بالمتر. وكذلك حضّت مجلة "لانسيت" على وقف الإعلانات عن "الأطعمة السريعة" (تسمّى أيضاً "جانك فود" Junk Food)، وفرض ضرائب على المشروبات السكريّة، على غرار ما بدأ يحصل أخيراً في المملكة المتحدة.

وحذّر خبراء بريطانيون في البدانة من أن بريطانيا تشهد ارتفاعاً مقلقاً في مرض السكري من النوع الثاني، (أو "سكّري البالغين") بين الشباب.

"حريّ بنا أن نُصدَم، لأنه إذا كان ذلك التصاعد في الإصابات بين الشباب، هو ما يحدث مع السرطان في أميركا، فالأرجح أنه يحصل لدينا أيضاً، لكنه لم يظهر في الأرقام المسجّلة حتى الآن... هذا الاكتشاف، ربما يطيح التقدّم الذي أحرزناه حديثاً في علاج السرطانات، لكننا لن نتثبت من ذلك ما لم تبادر "خدمات الرعاية الصحيّة الوطنيّة" جديّاً إلى إجراء مسوح عن البدانة، وهو ما أوصى به معدّو تلك الدراسة"، وفق المتخصص تام فراي، رئيس "المنتدى الوطني للبدانة" في بريطانيا.

رابط إلى المقال الأصلي:

 

© The Independent

المزيد من صحة