Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمين الباشا رحل عن 87 عاماً: رسام الطبيعة اللبنانية والحياة اليومية

رحل الفنان اللبناني أمين باشا عن 87 عاماً بعد رحلةٍ طويلة في عالم الرسم الزيتي والمائي، كان خلالها واحداً من رواد الحداثة التشكيلية في لبنان والعالم العربي.

صورة الفنان أمين الباشا (من موقعه الخاص)

شاعر اللون والخطوط المرهفة والوجوه المرسومة بمهارة، رسام الصفحات الملونة بالظلال والأضواء، عاش في قلب مدينته بيروت ونقل حياتها اليومية ومعالمها ومقاهيها وأرصفتها وناسها إلى لوحاته. وخلال أسفاره الكثيرة لم يدع منظراً جميلاً إلا ونقله بعينه النافذة وريشته المبدعة. رحل الرسام أمين الباشا أمس عن سبعة وثمانين عاماً أمضى ردحاً طويلاً منها يرسم، فالريشة والأقلام والدفاتر والأوراق لم تفارقه يوماً. ولعل إقباله الرهيب على الرسم جعله واحداً من أغزر الرسامين في لبنان والعالم العربي. كان الباشا واحداً من رواد الحركة التشكيلية في لبنان والعالم العربي، أعماله تحتل جدران متاحف عدة في العالم العربي وأوروبا وأميركا.   ينتسب الباشا إلى عائلة فنية عريقة بشغفها بالفن والموسيقى. شقيقه الموسيقار الكبير الراحل توفيق الباشا. ولد أمين في بيروت العام 1932، تأثر بصنوف الجمال، التي سيّجت طفولته ببراءة العيش في بيت من الطراز العربي المفروش بالزخارف ذي الحديقة التي تضم أنواعاً من الأزهار والنبات والأشجار، فكانت نزهاته المبكرة مدعاة لاكتشاف أحياء بيروت وشوارعها التي تمتد إلى شاطئ البحر، وهناك كان يتأمل أشكال الغيوم وإيقاعات حركة الأمواج وألوان المغيب.

جمع منذ بداياته بين الحس الموسيقي والفن، لكنه اختار دراسة الفن في الأكاديمية اللبنانية (ما بين 1954- 1957). قبل أن يتوجه في العام 1958 للدراسة في باريس في المدرسة العليا للفنون الجميلة والغراند شوميير تحت إشراف الفنان غوتز. بدأت معارضه الفردية في لبنان منذ العام 1959، واستمرت حتى العام 2008 في أبرز الغاليريات المعروفة وصالات العرض والمراكز الثقافية والصروح الجامعية. شغل منصب أستاذ في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية، وفي الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ما بين أعوام 1960- 1980. وهو عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين وعضو في الجمعية الدولية للفنانين المحترفين.

مثّل لبنان في بينالي الإسكندرية في العام 1962. شارك في معرض في متحف الفن الحديث في باريس في العام 1964، وفي العام الذي تلاه عرض في بينال كونش السادس في فرنسا، ثم في صالون الحقائق الجديدة في العام 1966 في متحف الفن الحديث في باريس.

عرض في عواصم أوروبية كثيرة، بدءاً من إسبانيا منذ العام 1975 في متحف الفن الحديث، ثم في مدريد العام 1978، وفي العام نفسه في إيطاليا، وشارك في بينال ميلانو في العام 1979، ومن ثم عرض في غاليري وضّاح فارس في باريس على مدى عامين متتاليين 1980- 1981، ليشارك بعدهما في أضخم معرض في العام 1988 في مركز الفن في لندن ومعهد العالم العربي في باريس.

 

خاض أمين الباشا في إبراز العلاقة بين الرسم والتصوير الفوتوغرافي في معرض أقيم في باريس في العام 1998، ثم انتقل في العام نفسه إلى متحف نقولا إبراهيم سرسق.

أقام العديد من المعارض في الكويت في غاليري سلطان (خلال أعوام 1973- 1974- 1976) ثم في دار الفنون (عامي 2000- 2002) فضلاً عن المعرض الاستيعادي الذي نظمه له المجلس العام للثقافة والفنون في العام 1999، وفي غاليري بوشهري في العام 2011، واستضافته مؤسسة سهى شومان في معرضين في دارة الفنون في عمان (عامي 1994- 1995).

في العام 1993 أصدر كتاباً ضم رسوماً شخصية، وكتاباً آخر عن بيروت بعنوان "ألوان مائية" (1953- 2009) عن دار نلسن، في العام 2010. ثم أصدر في العام نفسه كتاباً يروي فيه علاقته بالزمن والأشياء التي تشكل عالمه الخاص في سرد قصصي مُرفق بالرسم.

نفّذ أمين الباشا العديد من الملصقات الفنية، وله إنجازات مميزة في فن الموزاييك والسجاديات والمجوهرات، أبرزها جداريات في فينسين- فرنسا في العام 1965 وزيّنت أعمال له القصر الملكي السعودي في العام 1984.

حاز على العديد من الجوائز الدولية: أبرزها الجائزة الذهبية للمدينة الخالدة في إيطاليا في العام 1976، ودخلت أعماله إلى العديد من المتاحف والمؤسسات الثقافية، أبرزها متحف معهد العالم العربي في باريس.

رحل الفنان اللبناني أمين باشا عن 87 عاماً بعد رحلةٍ طويلة في عالم الرسم الزيتي والمائي، كان خلالها واحداً من رواد الحداثة التشكيلية في لبنان والعالم العربي.

المزيد من ثقافة