Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العملية العسكرية التركية... مئات القتلى والجرحى ونازحون مصدومون

المعاناة مستمرة ولا مدارس في عموم مناطق الإدارة الذاتية

نازحون في إحدى مدارس مدينة الحسكة (اندبندنت عربية)

هي لا تعرفني لكنها عرفت أنني من مدينتها التي نزحت منها قسراً بعد أن قصفتها الطائرات التركية بشدة، سألتني عن منزلها إن كان ما زال سليماً أم أنه دُمر، لكنها سرعان ما ردّت على سؤالها "لا يهم إن كان المنزل سليماً أم لا، المهم أن يكون أهل المدينة وعائلتي بخير".

هكذا حدثتني زكية سعيد (55 سنة) النازحة من رأس العين حيث كانت تسكن وعائلتها هناك حتى لحظة قصفها بالطائرات والمدفعية التركية.

تسكن زكية منذ أيام مع عائلتين في غرفة بإحدى مدارس حي المفتي في مدينة الحسكة التي تحتضن غالبية النازحين من رأس العين والقرى المجاورة، فضلاً عن مدن الدرباسية وعامودا والقامشلي التي تشهد اشتباكات متقطعة على جانبي الحدود بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والجيش التركي.

وضع سيء جداً

تبكي زكية بحرقة حينما تحدثت عن موقع منزلها الذي أسسوه "هذا البيت بنيناه، كان حصيلة تعب وجهد كل العائلة طوال حياتنا، كان مكانه خطيراً جداً، كان مقابل المعبر الحدودي وفي ساحة مفتوحة، كان منزلاً بسيطاً". زكية كالآلاف من غيرها خرجت من المدينة على عجلة من دون أن تستطيع نقل أمتعتها. "خرجتُ بهذا الفستان الذي أرتديه الآن"، تشير إلى فستان أزرق رثّ ترتديه وتعيد لفّ لفحتها حول رأسها وتمسح دموعها بها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أمام باب غرفة أخرى في المدرسة ذاتها، يفترش عبد الرزاق مصطفى (56 سنة) المقعد وحوله زوجته وزوجة ابنه وأطفالها، هؤلاء أيضاً نازحون من مدينة رأس العين، وكان الرجل سابقاً مستخدماً في أشهر مدرسة ابتدائية في المدينة، الآن ابيضت عيناه وازداد وزنه ولا يستطيع المشي، إضافة إلى إصابته بأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك.

مصطفى قال لـ "اندبندنت عربية"، إن المؤسسات في الإدارة الذاتية وفرت لهم المأوى وكل ما يحتاجون من مياه وطعام، وغير ذلك "لكن وضعنا النفسي سيء جداً"، ويضيف "لو نعود إلى مدينتنا وتعود آمنة، فمهما قدموا لنا من مساعدات نحن لا نرتاح إلا في مدينتنا ومنزلنا".

مقتل 218 مدنياً

في سياق آخر، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان أن 424 مدرسة تعطلت عن الدوام بسبب العمليات العسكرية التركية منها 20 مدرسة مدمرة بالكامل في منطقة رأس العين وأكثر من 60 ألف طالب وتلميذ توقفت دراستهم.

من جهتها، قالت هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا إن 218 مدنياً قتلوا من بينهم 18 طفلاً وخمسة من الكوادر الطبية، إضافة إلى جرح 653 مدنياً بينهم 35 طفلاً نتيجة العملية العسكرية التركية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي