Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوريا تحقق في شأن المقبرة الجماعية بصحراء "الضمير"

أطلق النظام السابق على نقل الجثث التي تم نبشها من القطيفة اسم "عملية نقل الأتربة"

لم يكن موقع "الضمير" ‌يخضع لأي حراسة في ‌الصيف، عندما قام صحافيون من "رويترز" بزيارات متكررة بعد اكتشاف مقبرة جماعية هناك (رويترز)

ملخص

قالت "الهيئة الوطنية للمفقودين" التي تأسست بعد إطاحة الأسد للتحقيق في مصير عشرات آلاف السوريين المختفين في عهده إنها تجري عمليات تدريب للأفراد وتؤسس مختبرات لتفي بالمعايير الدولية لنبش المقابر الجماعية. وأضافت الهيئة أن عمليات نبش واستخراج الرفات من مواقع مقابر جماعية عدة من عهد الأسد مقررة للبدء في 2027.

أمرت الحكومة السورية جنوداً من الجيش بفرض حراسة على مقبرة جماعية حفرت لإخفاء فظائع وقعت في عهد بشار الأسد، وفتحت تحقيقاً جنائياً بعد تقرير لوكالة "رويترز" كشف عن مؤامرة نفذها النظام السابق وأبقاها طي الكتمان لسنوات ​لإخفاء آلاف الجثث في موقع صحراوي ناءٍ.

وذكر ضابط سابق في الجيش السوري مطلع على العملية أن الموقع في "صحراء الضمير" إلى الشرق من دمشق كان مستودعاً للأسلحة خلال فترة حكم الأسد، وجرى لاحقاً إخلاؤه من العاملين عام 2018 لضمان سرية المؤامرة التي تضمنت استخراج آلاف الجثث لضحايا الديكتاتورية المدفونين في مقبرة جماعية في ضواحي دمشق ونقلها بالشاحنات لموقع يبعد ساعة بالسيارة، إلى "الضمير".

"عملية نقل الأتربة"

وأطلق على العملية التي خططت لها الدائرة المقربة من بشار الأسد اسم "عملية نقل الأتربة". وانتشر جنود في موقع "الضمير" مرة أخرى، لكن هذه المرة بأمر من الحكومة التي أطاحت الأسد.

وقال ضابط في الجيش أصبح موقعه في "الضمير" في أوائل الشهر الجاري ومسؤول عسكري، والمسؤول الأمني في المنطقة الشيخ أبو عمر الطواق، إن منشأة الضمير العسكرية عادت أيضاً إلى العمل كثكنة عسكرية ومستودعاً للأسلحة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد هجرها بسبع سنوات.

ولم يكن موقع "الضمير" ‌يخضع لأي حراسة في ‌الصيف، عندما قام صحافيون من "رويترز" بزيارات متكررة بعد اكتشاف مقبرة جماعية هناك.

وقال جندي ‌في ⁠الموقع تحدث ​إلى رويترز ‌في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري إن الحكومة الجديدة أقامت نقطة تفتيش عند مدخل المنشأة العسكرية التي يوجد فيها الموقع بعد أسابيع من نشر تقرير الوكالة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويحتاج من يرغبون بزيارة الموقع الآن إلى تصاريح دخول من وزارة الدفاع.

وتظهر صور أقمار اصطناعية اطلعت عليها "رويترز" منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نشاطاً جديداً للمركبات حول منطقة القاعدة الرئيسة.

وقال المسؤول العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه إن إعادة تشغيل القاعدة العسكرية جاء في إطار جهود لتأمين السيطرة على البلاد، ومنع أي أطراف "معادية" من استغلال تلك المنطقة الاستراتيجية المفتوحة. ويربط الطريق الذي يقطع الصحراء، إحدى مناطق تنظيم "داعش" المتشدد المتبقية في سوريا، بالعاصمة دمشق.

 

تحقيق الشرطة

وقال رئيس مخفر شرطة الضمير جلال طبش في نوفمبر الماضي إن الشرطة فتحت تحقيقاً ⁠في أمر المقبرة والتقطت صوراً للموقع وأجرت مسحاً للأراضي ومقابلات مع شهود. ومن بين من قابلتهم الشرطة أحمد غزال الذي كان مصدراً رئيساً لتحقيق "رويترز" الذي كشف عن أمر المقبرة الجماعية.

وأكد غزال ‌الذي يعمل ميكانيكياً لإصلاح الشاحنات وشارك في إصلاح مركبات حملت الرفات والجثث للموقع أنه أبلغ الشرطة بكل التفاصيل التي ذكرها لـ"رويترز" عن العملية وما ‍شاهده خلال السنوات. وأشار غزال إلى أن المنشأة العسكرية وقت "عملية نقل الأتربة"، بدت خاوية باستثناء الجنود المصاحبين للمركبات التي دخلت الموقع ‍لهذا الغرض.

ولم ترد وزارة الإعلام السورية بعد على طلبات للحصول على تعليق على إعادة تشغيل القاعدة العسكرية والتحقيق في أمر المقبرة الجماعية.

وقالت "الهيئة الوطنية للمفقودين" التي تأسست بعد إطاحة الأسد للتحقيق في مصير عشرات آلاف السوريين المختفين في عهده لـ"رويترز" إنها تجري عمليات تدريب للأفراد وتؤسس مختبرات لتفي بالمعايير الدولية لنبش المقابر الجماعية. وأضافت الهيئة أن عمليات نبش واستخراج الرفات من مواقع مقابر جماعية عدة من عهد الأسد مقررة للبدء في 2027.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأحالت الشرطة تقريرها في شأن موقع "​الضمير" إلى القاضي زمن العبدالله النائب العام في منطقة عدرا. وقال العبدالله لـ"رويترز" إن عملية مراجعة وتدقيق لوثائق حصلت عليها الأجهزة الأمنية بعد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر 2024 تجري للتعرف على معلومات عن ⁠مشتبه في ضلوعهم في عملية "الضمير" من عهد الأسد داخل وخارج سوريا، لكنه أحجم عن وصف المشتبه فيهم وعزا ذلك لاستمرار التحقيق.

وأظهرت وثائق عسكرية، اطلعت عليها "رويترز"، وشهادات من مصادر مدنية وعسكرية أن من تعامل بالأساس مع لوجيستيات "عملية نقل الأتربة" هو العقيد مازن إسمندر.

ولدى التواصل معه عبر وسيط أحجم إسمندر عن التعليق على تقرير "رويترز" الأول وعلى التحقيق الأحدث في المقبرة الجماعية.

 

مقبرة القطيفة

وفي عام 2018 كان الأسد على وشك تحقيق النصر الكامل في الحرب الأهلية، ويأمل في استعادة الشرعية في المجتمع الدولي بعد عقوبات واتهامات بالوحشية على مدى سنوات. واتهم باعتقال وقتل آلاف السوريين. وأبلغ نشطاء محليون معنيون بحقوق الإنسان وقتها عن موقع مقبرة جماعية في القطيفة على مشارف دمشق،

ولذلك صدر أمر من القصر الرئاسي بنبش القطيفة وإخفاء الرفات والجثث في منشأة عسكرية في صحراء الضمير.

وخلصت "رويترز" إلى أن إسمندر أشرف على العملية التي كانت تنفذ لأربع ليالٍ أسبوعياً لمدة عامين تقريباً من 2019 وحتى 2021. ونقلت شاحنات الجثث والأتربة والرفات من المقبرة الجماعية التي انكشف أمرها إلى موقع المنشأة العسكرية المهجورة في الصحراء وامتلأت فيها حفر وخنادق بالجثث والرفات تزامناً مع الحفر في موقع القطيفة.

ولكشف تلك المؤامرة تحدثت "رويترز" مع 13 شخصاً على معرفة مباشرة بتلك العملية على مدى عامين، وحللت أكثر من 500 صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقعين. وبإشراف خبراء في الجيولوجيا الجنائية، استخدمت "رويترز" صوراً بطائرات مسيرة لإنشاء صور مركبة عالية الدقة أسهمت في تأكيد نقل الجثث بإظهار تغير لون التربة ونبشها حول خنادق وحفر دفن في موقع "الضمير".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات