ملخص
من الأمثلة التاريخية على ذلك ما حدث في 1982 حين اختارت المجلة "الكمبيوتر الشخصي" كشخصية العام بدل شخص فرد، وفي 1988 اختارت "الأرض المهددة"، مما يوضح أن اختيارها لا يقتصر على الأفراد فقط بل يشمل قوى وتحولات أثرية في العالم.
عام 1982 لم تجد المجلة الذائعة الصيت الـ"Time" أكثر استحقاقاً من نيل شخصية العام سوى "الكمبيوتر الشخصي"، ويعود المشهد اليوم وبعد مضي نحو 43 عاماً لتبرز الـ"AI" (الذكاء الاصطناعي)، وثمانية من كباره الذين وصفتهم بـ""كبار مهندسي الذكاء الاصطناعي".
وقدمت مجلة "التايم" "Time" التي تعد واحدة من أكثر المجلات تأثيراً في العالم، قراءة واسعة لخريطة الذكاء الاصطناعي العالمية، مركّزة على الشخصيات التي تقود الثورة التكنولوجية من أعلى مستوياتها.
"كبار مهندسي الذكاء الاصطناعي"
وعلى رغم أن غلاف العدد حمل وجوه مجموعة من المهندسين الشباب الذين اعتبرتهم المجلة ممثلي "الجيل الجديد من بناة النماذج"، فإن التقرير الشامل توسّع في استعراض قادة الصناعة الأكثر تأثيراً، ووصفتهم بأنهم "كبار مهندسي الذكاء الاصطناعي"، أو أولئك الذين يقفون في "قلب السباق العالمي الذي يعيد تشكيل الاقتصاد والسياسة والمعرفة" على حد وصفها.
وتقول "التايم" إن هذه الفئة من القادة "لا تبتكر النماذج فقط، بل تبني البنية التحتية التي تعمل عليها، وتسن القواعد التي تحكمها، وتفرض الإيقاع الذي تُقاس عليه المنافسة"، معتبرة أن ما يجمعهم هو أنهم "القوة المحركة وراء ثورة الذكاء الاصطناعي في 2024 و2025، وصنّاع اللحظة التقنية الأكثر تأثيراً في القرن" كما تقول.
8 أسماء تصدروا الغلاف
وضمت قائمة "التايم" ثمانية أسماء اعتبرتهم "محور التغيير" في الذكاء الاصطناعي.
أولهم، وفق وصف المجلة مارك زوكربيرغ ذلك لأنه "عرّاب موجة النماذج المفتوحة المصدر"، وقالت إن مبادرة Llama التي يقودها جعلته "اللاعب الأكثر جرأة في إتاحة الذكاء للجمهور والمطورين حول العالم"، وترى "التايم" أن رهانه على دمج الذكاء الاصطناعي داخل البنية الاجتماعية لمنصاته وضعه في موقع "قائد التحول الأوسع نحو الذكاء المندمج بالحياة اليومية".
وأشادت المجلة، بالرئيسة التنفيذية لـAMD، ليزا سو، باعتبارها "المرأة التي كسرت احتكار رقائق الذكاء الاصطناعي"، وقالت إنها مهّدت لسباق جديد يفتح الباب أمام شركات وباحثين لم يكن لهم وصول سابق إلى قدرات المعالجة العالية.
ووصفت "التايم" إيلون ماسك بأنه "صاحب الرؤية الأكثر إثارة للجدل"، معتبرة أن مشروعه xAI يمثل "تحدياً مباشراً لفكرة تنظيم الذكاء وحدود الانفتاح"، وأن نماذج grok تعكس توجهاً نحو "ذكاء أقل تقيداً وأكثر انفتاحاً على الجمهور".
وفي حديثها عن الرئيس التنفيذي لـNVIDIA جن-سن هوانغ، قالت إنه "الرجل الذي تُبنى عليه كل النماذج"، مشيرة إلى أن معالجات شركته أصبحت "العمود الفقري للثورة الرقمية" ومنحت هوانغ موقعاً يشبه "المهندس الأعلى لمنظومة الذكاء الحديثة".
أما سام ألتمان فقد وصفته المجلة بأنه "صوت الذكاء الاصطناعي الفائق"، والرجل الذي وضع OpenAI "في صدارة السباق نحو النماذج القادرة على تجاوز القدرات البشرية في مهام عدة".
وتضيف المجلة أن ساتيا ناديلا هو "مهندس التحالف الأكبر في تاريخ التكنولوجيا"، مشيرة إلى أن شراكة "مايكروسوفت" مع OpenAI "أعادت تشكيل سوق البرمجيات والخدمات السحابية عالمياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك سلطت الضوء على ديميس هاسابيس، واصفة إياه بأنه "العقل الذي مزج علوم الدماغ بالخوارزميات"، وأن DeepMind لا تزال "مصنع الابتكارات العميقة التي تغير قواعد اللعبة".
وأخيراً اعتبرت "التايم" الباحثة فاي-فاي لي "ضمير الذكاء الاصطناعي"، مشيرة إلى تأثيرها في أخلاقيات الذكاء ودورها في تأسيس قواعد الرؤية الحاسوبية.
وتختتم المجلة بأن هؤلاء الثمانية يشكلون "الطبقة الأكثر نفوذاً في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم"، لأنهم بحسب وصفها "يصنعون المستقبل لا من خلال نموذج واحد، بل عبر توجيه البنية الكاملة التي يعمل عليها العالم".
ومجلة "التايم" (Time) هي مجلة إخبارية أميركية أسبوعية تصدر من مدينة نيويورك، وتُعد واحدة من أكثر المنشورات تأثيراً في الإعلام العالمي، أُسست المجلة في الثالث من مارس 1923 على يد الصحافيين هنري ر لوس وبريتُن هادن، بهدف تقديم الأخبار بطريقة موجزة ومنسقة تلائم القارئ العصري، وأصبحت منذ ذلك الحين مرجعاً في تغطية السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها من القضايا الدولية.
"التايم" وتاريخها وتأثيرها
وعلى مدى قرن من الزمن، أدت "التايم" دوراً بارزاً في تشكيل نقاشات الرأي العام حول الأحداث الكبرى، فهي ليست فقط منصة لنقل الأخبار، بل أيضاً خارطة للنخب الفكرية والسياسية والاقتصادية.
ومن أبرز مظاهر تأثيرها هو تقليدها السنوي المتمثل في اختيار "شخصية العام"، وهو عنوان يمنح لمن يُنظر إليه على أنه الأكثر تأثيراً في أحداث العام، سواء بالأثر الإيجابي أو السلبي، هذا التقليد يعود إلى 1927 ويعد من أكثر إصدارات المجلة متابعة في العالم.
ومن الأمثلة التاريخية على ذلك، ما حدث في 1982 حين اختارت المجلة "الكمبيوتر الشخصي" كشخصية العام بدل شخص فرد، وفي 1988 اختارت "الأرض المهددة"، مما يوضح أن اختيارها لا يقتصر على الأفراد فقط بل يشمل قوى وتحولات أثرية في العالم.