ملخص
جرى الكشف عن المركبة في بيت لحم بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، على مقربة من كنيسة المهد وساحتها، حيث الاستعدادات لعيد الميلاد.
انتهى العمل على السيارة البابوية التي استخدمها البابا الراحل فرنسيس خلال زيارته بيت لحم عام 2014، وباتت جاهزة لاستعمالها كعيادة متنقلة للأطفال في غزة.
والسيارة لم يتغير شكلها وبقيت ناصعة البياض من الداخل والخارج مع الواجهة الزجاجية الشفافة، لكن بدلاً من أن تقل رأس الكنيسة الكاثوليكية البالغ عدد أتباعها 1.4 مليار شخص حول العالم، ستستخدم "مركبة الأمل" بعد تعديل تصميمها عيادة متنقلة في قطاع غزة الذي دمرته الحرب، نزولاً عند رغبة البابا الراحل.
وجرى الكشف عن المركبة في بيت لحم بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، على مقربة من كنيسة المهد وساحتها، حيث تجري على قدم وساق الاستعدادات لعيد الميلاد.
وقال أسقف ستوكهولم الكاردينال أندرس أربوريليوس خلال مؤتمر صحافي بعدما بارك المركبة، إنها "جاهزة لمهمتها الجديدة"، متابعاً "نريد أن يشعر كل طفل نصل إليه بأنه مرئي ومسموع ومحمي، فحقوق الأطفال ورفاهيتهم تأتي في المقام الأول".
وأكد الكاردينال أربوريليوس أن "هذه المركبة هي دليل على أن العالم لم ينس أطفال غزة"، لافتاً إلى أنها "ليست مجرد مركبة بل رسالة تعاطف وكرامة وأمل".
وللمركبة طاقم طبي ويمكن استعمالها لفرز الحالات المرضية، وهي مجهزة لإجراء الفحوص الطبية والتشخيص والعلاج، بما في ذلك التلقيح والغرز واختبارات الكشف عن إصابات بأمراض معدية، ويفترض أن تكون العيادة المتنقلة قادرة على إجراء ما يصل إلى 200 معاينة طبية يومياً، إذ سيجلس الأطفال في كرسي البابا أثناء تلقيهم الرعاية.
الأمنية الأخيرة للبابا
وفي مايو (أيار) عام 2014 زار البابا فرنسيس عمّان وبيت لحم والقدس في ثاني جولة دولية له كحبر أعظم، واستخدم "السيارة البابوية" خلال جولته في بيت لحم حيث حيّا الحشود المتجمعة في ساحة المهد.
والسيارة من نوع "ميتسوبيشي" وهي هدية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سلُمت للرهبان الفرنسيسكان بعد تحويلها إلى عيادة متنقلة، وعندما توفي البابا فرنسيس في الـ 21 من أبريل (نيسان) الماضي عن 88 سنة، كانت أمنيته الأخيرة تحويل السيارة البابوية إلى عيادة طبية متنقلة لأطفال غزة، وفق ما أورد الموقع الإخباري الرسمي للفاتيكان في مايو الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتولت "جمعية كاريتاس" الخيرية التابعة للفاتيكان عملية تحويل المركبة وتجهيزها بكلفة بلغت 15 ألف دولار وبمساعدة ميكانيكيين فلسطينيين، وأُغلقت الجوانب المفتوحة بواجهات زجاجية، وقال الأمين العام لـ "كاريتاس" في السويد بيتر برونه إن "أطفال غزة كانوا قريبين جداً إلى قلب البابا، وسيجلسون في مقعده وسيعاملون كأنهم الشخصية الأكثر أهمية على الأرض".
إلا أنه لم يحدد بعد موعد لحصولها على تصريح إسرائيلي لدخول غزة حيث تسري هدنة هشة بين إسرائيل و"حماس" منذ الـ 10 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد حرب استمرت عامين ودمرت قطاع الرعاية الصحية في القطاع الفلسطيني.
وقال الأمين العام لـ "جمعية كاريتاس" أليستر داتون إنه "على غرار كل المساعدات الإنسانية فنحن بحاجة ماسة إلى دخول غزة"، مضيفاً "نعمل عبر القنوات الرسمية لإدخالها بأسرع وقت ممكن".