Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منتدى الاستثمار الأميركي– السعودي يرسم مستقبل الطاقة العالمي

الفالح: الطاقة حجر الأساس في الشراكة… ووزير التجارة الأميركي يؤكد ارتقاء العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة

تسلط جلسات المنتدى الضوء على قطاع الطاقة وحماية إمدادات الطاقة العالمية (حساب استثمر في السعودية الحكومي)

ملخص

قال الفالح "اليوم الأربعاء سيشهد إطلاق اتفاقات جديدة ما بين السعودية والولايات المتحدة بقيمة تقدر بمئات مليارات الدولارات خلال أعمال المنتدى"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي في السعودية، في ظل علاقة استمرت لعقود طويلة، موضحاً أن حجم الاقتصاد السعودي والاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية قد تضاعف منذ إطلاق "رؤية 2030".

انطلقت اليوم الأربعاء النسخة الثانية من فعاليات منتدى "الاستثمار الأميركي– السعودي 2025" في واشنطن بمشاركة القادة وأصحاب الرؤى وصناع التغيير الذين يشكلون مستقبل الاستثمار العالمي، وذلك تزامناً مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، وهي الثانية منذ عام 2018.

وتسلط جلسات المنتدى الضوء على قطاع الطاقة وحماية إمدادات الطاقة العالمية، إذ تقود السعودية والولايات المتحدة المستقبل معاً من تأمين أسواق الطاقة العالمية إلى قيادة التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، وقد بنيت هذه الشراكة على مبدأ التوازن بين أمن الطاقة اليوم والابتكار المستدام للغد.

ويعمل البلدان على تعزيز المواءمة في ما يتعلق بالمعادن الحيوية التي تعد عنصراً أساسياً في تقنيات الطاقة النظيفة وسلاسل الإمداد المؤمنة للمستقبل.

اتفاقات استراتيجية

وشهد اليوم الأول من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، إبرام حزمة واسعة من الاتفاقات بين الدولتين، أبرزها اتفاق الدفاع الاستراتيجي، والتعاون في الطاقة النووية السلمية، والشراكة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واستثمارات تصل إلى تريليون دولار.

وتشكل تلك الاتفاقات خطوة مهمة تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين الرياض وواشنطن، خصوصاً في مجالات الدفاع والتقنيات المتقدمة والطاقة.

ووافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال القمة الأميركية- السعودية، على حزمة ضخمة من المبيعات الدفاعية للسعودية، والتي تشمل صفقات مستقبلية لطائرات مقاتلة من طراز" F-35"، وإبرام اتفاق لتزويد الرياض بنحو 300 دبابة أميركية.

وشملت الاتفاقات التوقيع على الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، والبيان المشترك لاستكمال مفاوضات التعاون في الطاقة النووية المدنية، إضافة إلى إطار استراتيجي لتعزيز سلاسل إمداد اليورانيوم والمعادن الحرجة.

أيضاً، وقع الجانبان اتفاق تسهيل وتسريع الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، إلى جانب ترتيبات خاصة بالشراكة المالية والاقتصادية لتعزيز الازدهار، واتفاق للتعاون بين هيئات الأسواق المالية، ومذكرة تفاهم في التعليم والتدريب، ورسائل مشتركة حول معايير سلامة المركبات.

وجرى التوقيع كذلك على اتفاق الدفاع الاستراتيجي التي تعد محطة رئيسة في مسار العلاقات الممتدة لأكثر من تسعين عاماً، وتهدف إلى تعزيز التنسيق الدفاعي ورفع الجاهزية وتطوير القدرات المشتركة، بما يعكس التزام البلدين بدعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.

اتفاقات جديدة

وافتتح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، منتدى "الاستثمار الأميركي- السعودي" المنعقد في واشنطن، بالتأكيد على القفزات النوعية التي تشهدها الشراكة الاقتصادية ما بين البلدين.

وقال الفالح "اليوم الأربعاء سيشهد إطلاق اتفاقات جديدة ما بين السعودية والولايات المتحدة بقيمة تقدر بمئات مليارات الدولارات خلال أعمال المنتدى"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي في السعودية، في ظل علاقة استمرت لعقود طويلة، موضحاً أن حجم الاقتصاد السعودي والاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية قد تضاعف منذ إطلاق "رؤية 2030".

وبين الفالح أن الاتفاقات الموقعة بالفعل ما بين واشنطن والرياض قد شملت قطاعات حيوية متعددة، مؤكداً أن الطاقة تظل حجر الأساس في الشراكة الأميركية- السعودية.

صانع الصفقات

من جانبه، أكد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، أن العلاقات بين واشنطن والرياض ترتقي اليوم إلى "مستويات غير مسبوقة" وذلك بقيادة "صانع الصفقات" الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال لوتنيك، إن "الأمس كان يوماً تاريخياً في مسار العلاقات الثنائية"، مشدداً على أن هذا المنتدى يمثل تجسيداً لفرص الشراكة الحقيقية والعميقة بين البلدين، والتي تستمر بالتطور والازدهار منذ بدايتها قبل تسعة عقود، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى لترسيخ الشراكة مع دول محورية مثل السعودية لضمان أمن سلاسل الإمداد عالمياً، واصفاً الرياض بأنها "شريك استراتيجي لا غنى عنه في هذا الملف الحيوي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح وزير التجارة الأميركي أن المؤشرات تؤكد أن السعودية مؤهلة لأن تصبح أسرع اقتصادات الشرق الأوسط نمواً في المرحلة المقبلة، مما يعزز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية رئيسة.

استثمارات ضخمة

بدوره، قال رئيس شركة "أرامكو السعودية" المهندس أمين الناصر، إن "أرامكو" لديها استثمارات ضخمة للغاية حالياً في الولايات المتحدة، مؤكداً أن الشركة تواصل التوسع في هذه الاستثمارات.

وأضاف الناصر، خلال النسخة الثانية من فعاليات منتدى الاستثمار الأميركي- السعودي 2025، أن ذراع "أرامكو" لرأس المال الجريء استثمر 1.5 مليار دولار في أميركا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مركزاً عالمياً للإبداع و70 في المئة من رأس المال الجريء يعمل بأميركا.

وقال الناصر إن "أميركا ستشكل 40 في المئة من سوق الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم في عام 2040"، متابعاً "سنقوم اليوم بتوقيع مذكرات تفاهم لقطاع الطاقة بقيمة 30 مليار دولار".

ريادة عالمية

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" السعودية محمد عبدالله أبو نيان، في تصريحات على هامش المنتدى، أن "السعودية تقود مرحلة تاريخية في قطاع الطاقة، تتجاوز الاكتفاء الذاتي إلى الريادة العالمية في تصدير الطاقة والتقنية"، مضيفاً أن "تحول الطاقة الذي تشهده السعودية حالياً قد وفر فرصاً غير مسبوقة ونوعية لقطاع الطاقة المتجددة، مما جعل الرياض بيئة خصبة لأضخم مشاريع الاستدامة على مستوى العالم".

وأوضح أبو نيان أن "العلاقة بين الطاقة والتكنولوجيا أصبحت وثيقة للغاية"، مؤكداً أن "السعودية ستكون مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل الميزة التنافسية الأهم وهي توفر الطاقة المطلوبة والموثوقة لتشغيل مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية كثيفة الاستهلاك للطاقة".

وأشار إلى أن السعودية لن تكتفي بإنتاج الطاقة للاستهلاك المحلي، بل ستقود صادرات الكهرباء إقليمياً ودولياً، بفضل التطورات الأخيرة والهائلة في البنية التحتية وشبكات الربط الكهربائي، مما يعزز مكانتها كمزود عالمي للطاقة بمختلف صورها.

بيانات فعلية

من جهته، أكد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" الأميركية مايكل ويرث في تصريحات خلال المنتدى، أن "مستقبل الاستثمار في النفط والغاز يجب أن يقوم على الوقائع والبيانات الفعلية لا على النظريات أو الافتراضات"، مشيراً إلى أن "القطاع لا يزال يشكل مكوناً أساسياً في منظومة الطاقة العالمية".

وقال ويرث خلال مشاركته في فعاليات منتدى "الاستثمار الأميركي- السعودي" إن "حصة النفط والغاز من مزيج الطاقة العالمي لم تتغير فعلياً خلال السنوات الماضية على رغم التطور المتسارع في مشروعات الطاقة النظيفة"، لافتاً إلى أن العالم لا يزال في حاجة إلى مصادر الطاقة التقليدية لتلبية الطلب المتزايد.

وأوضح ويرث أن الشركة تواصل تعزيز تعاونها مع السعودية في مختلف قطاعات الطاقة، مشيراً إلى أن العلاقة ما بين الجانبين تمتد إلى أكثر من ثمانية عقود، حين كانت "شيفرون" أول شركة تكتشف النفط في السعودية قبل نحو 80 عاماً، مضيفاً أن "السعودية تمثل اليوم شريكاً استراتيجياً في جهود تطوير تقنيات الطاقة وتحسين كفاءة الإنتاج"، مؤكداً أن "الاستثمار في النفط والغاز سيظل عنصراً محورياً لضمان أمن الطاقة العالمي خلال مرحلة التحول نحو مصادر أكثر استدامة".

اقرأ المزيد