Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوبا تستضيف جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة السودانية و"حاملي السلاح"

التشاورات تجد دعماً إقليمياً ودولياً ومساع لعقد مؤتمر سلام يحقق المصالحة ويضمد جراح الحرب

محتجون سودانيون يلوحون بالعلم خلال تظاهرة دعت إليها جمعية المهنيين السودانيين (أ.ف.ب)

تدخل الحكومة السودانية والحركات المسلحة غداً الاثنين 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، جولة جديدة من المفاوضات في  جوبا، عاصمة جنوب السودان، من المتوقع أن تتناول إمكانية التوافق على ترتيبات سياسية وأمنية جديدة، تقود إلى عقد مؤتمر للسلام يحقق المصالحة ويضمد جراح الحرب، فضلاً عن التوصل إلى أكبر مشاركة وطنية ممكنة في السودان.

إرادة شعبية

وأكد القيادي في الجبهة الثورية ياسر عرمان في حديث خاص لـ "اندبندنت عربية" أنه "لا يمكن الوصول إلى مؤتمر للسلام بديلاً عن التفاوض، وكذلك لا يمكن أن يكون التفاوض بديلاً عن السلام، كما لا يمكن حصر المحاصصة في قضايا تقسيم السلطة والثروة"، لافتاً إلى أن "عملية السلام يجب ألا تكون معزولة، بل يفترض أن تكون عملية وطنية مرعية بإرادة شعبية كبرى، يشارك فيها المجتمع السوداني بكامل فئاته من نساء وشباب ونازحين ولاجئين وغيرهم". وأشار إلى أنهم "يريدون تأسيس علاقات جديدة بينهم وقوى الحرية والتغيير، ومع القوات النظامية، ومع مختلف الفاعلين السياسيين"، مضيفاً "نحن نريد أن ننقل روح الثورة إلى علاقاتنا الوطنية، ونريد مشاركة وطنية فاعلة في قضايا السلام، ومشروعنا الرئيس هو كيفية الاتصال بكل القوى الوطنية السياسية داخل قوى الحرية والتغيير وخارجها، لتأسيس سلام بإرادة جماهيرية كبرى في الريف والمدينة". وتابع "كذلك نريد أن نؤسس لعمل مشترك خالٍ من الحروب، وأن تكون هذه الحرب آخر حروبنا وأن نحدث إصلاحات فعلية في القطاع الأمني، خصوصاً أن السودان فيه الآن خمسة جيوش، لذلك نريد جيشاً يعكس مصالح السودانيين". وشدد عرمان على أهمية أن ياخذ السودان منحى جديداً لأنه إذا لم يحدث ذلك، فسينضم إلى نادي الدول التي انهارت، ونحن لا نريده أن ينهار، وبالتالي لا بد من إشراك أوسع جبهة في قضية السلام".

مراسم الافتتاح

وسيفتتح رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، مراسم مفاوضات السلام بين الخرطوم والحركات المسلحة في جوبا، بحضور عدد من رؤساء الدول "الصديقة والشقيقة".

وكان المبعوث الرئاسي لجنوب السودان ومسؤول ملف مفاوضات السلام السودانية توت قلواك، اجتمع في وقت لاحق مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وسلّمه دعوة رئيس دولة جنوب السودان إلى حضور مراسم جلسات المفاوضات، كما أطلعه على ترتيبات واستعدادات استضافة المفاوضات، مؤكداً حرص بلاده على إنجاح عملية السلام في السودان.

وأشار قلواك إلى إنه تسلم قوائم أسماء الوفود المشاركة في المفاوضات من الجهات المختلفة، ويمثل وفد الحكومة السودانية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيساً، وعضوية الفريق ركن شمس الدين كباشي، والفريق ركن ياسر العطا، ومحمد حسن التعايشي، ومحمد الفكي سليمان، ووزير مجلس الوزراء عمر مانيس، ووزير الحكم الاتحادي يوسف الضي، ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو. كما أن حكومة جوبا أرسلت خطابات لرؤساء الدول المجاورة للسودان ورؤساء "إيغاد" (منظمة دول شرقي أفريقيا)، لحضور الجلسة الافتتاحية، موضحاً أن المحادثات سيشارك فيها كل من وفد الحكومة السودانية و"الجبهة الثورية" و"الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال" بقيادة الفريق عبد العزيز آدم الحلو. كما كشف عن توجيه دعوة إلى حركة "تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور للمشاركة، لكن من دون تحديد موقفها. وقال إن "المفاوضات تجد دعماً ومساندة إقليمية ودولية، وستشارك فيها السعودية والإمارات إلى جانب دول الجوار السوداني".

دعم السلام

في سياق متصل، دعا رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك "الجبهة الثورية"، التي تمثل الحركات المسلحة، خلال لقائه رئيس حركة "العدل والمساواة" جبريل ابراهيم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى إنجاز السلام العادل الشامل في أسرع وقت، خلال مفاوضاتها مع الحكومة لتسهم مع قوى "الحرية والتغيير" في المشروع الوطني للانتقال.

وأطلع ابراهيم، رئيس الوزراء على نتائج الورشة الفنية لدعم العملية السلمية، التي عُقدت في العاصمة الإثيوبية، في الفترة الممتدة من الرابع وحتى التاسع من أكتوبر، بمشاركة "الجبهة الثورية" و"الحركة الشعبية شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو ووفد الحكومة السودانية.

كما أطلعه أيضاً على نتائج لقاءات الجبهة مع مستشار الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاس فنك هايسوم، والمبعوث الأوروبي للقرن الأفريقي ألكسندر راندوس، ومطالبتهم لهما بتقديم الدعم المالي العاجل من المجتمع الدولي، لضمان الانتقال السلس صوب السلام والتحول الديمقراطي.

رسم إطار المباحثات

وتأتي مفاوضات جوبا بمبادرة من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، للتوسط بين المجلس العسكري الانتقالي آنذاك والحركات المسلحة، بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل (نيسان) 2019، لطي ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سلمية تعزز فرص الانتقال الديمقراطي في السودان.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، وقّعت الحكومة السودانية والحركات المسلحة على وثيقة اتفاق إطاري في جوبا، تحدد القضايا التي ستُطرح للنقاش خلال جولة المباحثات التي تنطلق غداً.

ومنذ عام 2003، تقاتل ثلاث حركات مسلحة متمردة في دارفور غرب البلاد، القوات الحكومية، ما أوقع أكثر من 300 ألف قتيل وحوالى 2.5 ملايين مشرد من أصل حوالى سبعة ملايين نسمة في الإقليم، وفق الأمم المتحدة.

بدء المرحلة الانتقالية

ومنذ يونيو (حزيران) 2011، تخوض "الحركة الشعبية شمال"، تمرداً مسلحاً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق جنوب شرقي البلاد.

ويأمل السودانيون في أن تسهم المرحلة الانتقالية الراهنة في إحلال السلام في أرجاء بلدهم، بعدما عزلت قيادة الجيش الرئيس السابق عمر البشير من الرئاسة (1989 ـ 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وبدأت المرحلة الانتقالية، في 21 أغسطس (آب) الماضي، وتستمر 39 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري وقوى "الحرية والتغيير".

المزيد من العالم العربي