Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعذار سلوت لا تستحق أي تعاطف مع تفاقم أزمة ليفربول

زعم مدرب "الريدز" أن مانشستر سيتي وتشيلسي يتمتعان بترف عمق التشكيلة لكن ريتشارد جولي يوضح أن مأزق الأبطال ينبع من سلسلة من قرارات الانتقالات في الصيف

تعرض ليفربول لخسارة جديدة أمام كريستال بالاس في كأس كاراباو (أ ف ب)

ملخص

تعمقت أزمة ليفربول بعد الخروج من كأس كاراباو، كاشفة عن ضعف عمق التشكيلة على رغم الإنفاق الضخم في الصيف، وهو ما يكشف نهجاً مختلفاً تماماً عن المنافسين على اللقب الإنجليزي أرسنال ومانشستر سيتي.

كان آرني سلوت يدقق في قوائم الفرق وليس في قائمته هو. فخروج ليفربول من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة "كاراباو" أمام كريستال بالاس – وقرار سلوت بإجراء 10 تغييرات، وإراحة لاعبيه الأساسيين، وملء مقاعد البدلاء بلاعبين ناشئين – أثار تساؤلات مختلفة حول اختياراته الفنية، فبعد عجزه الواضح عن إيجاد أفضل تشكيل له، بدا فريقه الاحتياط غير كافٍ، وأشبه بأولاد يخسرون أمام رجال.

مقارنة مؤلمة مع تشيلسي ومانشستر سيتي

لكن سلوت نظر إلى تشيلسي، ولاحظ أن ليفربول حكم عليه بالهزيمة في ملعب "ستامفورد بريدج" على يد البديل إستيفاو ويليان. وهناك ردان واضحان على ذلك. فليس من الملاحظة الأصلية القول إن تشيلسي راكم أعداداً هائلة من اللاعبين خلال الأعوام الأخيرة، لكن ذلك كان سبباً في الانتقاد أكثر من المديح. أما دكة بدلاء ليفربول نفسها فقد كانت محل إشادة في بداية الموسم عندما حقق البدلاء تدخلات درامية متأخرة حاسمة. وأحد هؤلاء كان فيديريكو كييزا، الفائز ببطولة أمم أوروبا "يورو 2020"، والذي وصل إلى ملعب "أنفيلد" بسيرة ذاتية قوية.

محاولة تبرير الاختيارات أمام الانتقادات المتصاعدة

أول من أمس الأربعاء، وجه سلوت أنظاره إلى ويلز، إلى الفريق الذي اختاره بيب غوارديولا لمباراة سوانزي، وقال "رأيت تشكيلة مانشستر سيتي، ولا أظن أن فيها أي لاعب أساس من مباراة نهاية الأسبوع، لكنك عندما تنظر إليها، تشعر وكأنهم لعبوا بتشكيلهم الأساسي". حقاً؟ لأن تلك التشكيلة ضمت ديفاين موكوسا، البالغ من العمر 18 سنة، والذي لم يلعب دقيقة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم تتضمن أياً من الأسماء التي تتصدر قائمة الأساسيين المفضلين لدى غوارديولا مثل إيرلينغ هالاند وجانلويجي دوناروما ورودري وروبن دياز وبرناردو سيلفا.

مشكلات العمق وتراكم الإصابات

وإذا كان سلوت مخطئاً حين قال إنه اختار دكة بدلاء مشابهة لتلك التي استخدمها أمام وست هام في كأس "كاراباو" خلال الموسم الماضي – حين ضمت بدلاً من اللاعبين الناشئين كلاً من محمد صلاح ولويس دياز ودومينيك سوبوسلاي وأليكسيس ماك أليستر وأندي روبرتسون وترينت ألكسندر أرنولد وفيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتيه – فإن مدرباً تلقى ست هزائم خلال سبع مباريات لديه ما هو أهم ليقلق في شأنه.

لكن حجم تشكيلته وعمقها يحتلان موقعاً بارزاً بين مشكلاته. فقد دافع سلوت عن تضحيته بكأس "كاراباو" قائلاً إنه لم يتبق لديه سوى 15 أو 16 لاعباً أساساً من الفريق الأول. ومن بين ستة لاعبين مصابين، يعد رايان غرافنبرخ الأوفر حظاً للعودة أمام أستون فيلا في مباراة غدٍ السبت. ويبدو أن سلوت لمح إلى أن ألكسندر إيساك وأليسون بيكر وكيرتيس جونز وجيريمي فريمبونغ لن يتمكنوا من اللعب، في حين أن جيوفاني ليوني سيغيب حتى نهاية الموسم.

الإنفاق الضخم لا يضمن النجاح

ومع ذلك، وبينما لا شك أن ليفربول كان سيئ الحظ بإصابة المدافع الإيطالي بإصابة خطرة في أول ظهور له، فإن مدرباً أنفق مبلغاً قياسياً بلغ 450 مليون جنيه استرليني (591.35 مليون دولار) خلال الصيف لن يحظى بكثير من التعاطف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان من المفترض أن يعد ذلك الميزان المالي لمواجهة جميع الاحتمالات. واختار سلوت توخي الحذر أمام كريستال بالاس، مبرراً ذلك بأن آخر مرة أشرك فيها لاعباً اعتقد أنه جاهز بينما لم يكن كذلك، تعرض إيساك للإصابة أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني.

أسباب فنية وراء تراجع ليفربول

ومع ذلك، من المهم التذكير بأن السبب الرئيس وراء عدم خوض إيساك فترة إعداد كاملة قبل الموسم وعدم وصوله إلى الجاهزية البدنية المثالية مع ليفربول يعود إلى اللاعب نفسه. فالسويدي لم يكمل بعد أية مباراة مدتها 90 دقيقة على مستوى الأندية هذا الموسم، بينما مارك غيهي، الذي اتخذ نهجاً مختلفاً خلال فترة عدم اليقين، فعل ذلك 14 مرة ولعب 89 دقيقة في المباراة الـ15.

ضغط المباريات يكشف هشاشة التشكيلة

يواجه ليفربول أسبوعاً مرهقاً، إذ يواجه أستون فيلا وريال مدريد ومانشستر سيتي، لكنه اجتاز فترات مماثلة الموسم الماضي. فقد واجهوا تشيلسي ولايبزيغ وأرسنال في سلسلة من ثلاث مباريات، ثم ريال مدريد ومانشستر سيتي ونيوكاسل في سلسلة أخرى. ومع ذلك، يبدو الفريق الآن منهكاً ومتهالكاً، وتشكيلته مرهقة وصغيرة للغاية.

اختيارات الصيف... بين الترف والخلل البنيوي

لكن يجدر التنويه إلى أن ذلك نتيجة لقراراتهم هم. فقد أقر سلوت خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بأن ليفربول قد يواجه مشكلات إذا تعرض لست إصابات. والآن لديهم بالفعل ست إصابات. لكنه قال قبل شهر "لدينا 20 أو 21 لاعباً، في حين أن بعض الفرق التي ننافسها تمتلك 24 أو 25 أو حتى 26 لاعباً. لكن هذا هو الخيار الذي نتخذه". وانعكس ذلك في نشاط ليفربول الصيفي.

وأضاف "ولهذا السبب يمكننا ربما إنفاق مبلغ أكبر على لاعب واحد بدلاً من جلب ثلاثة لاعبين، وربما يكون هذا هو الفارق بين الأندية".

سياسة ليفربول مقابل توازن أرسنال وسيتي

قد يبدو هذا تبسيطاً مفرطاً، لكن بدلاً من التعاقد مع إيساك كان بإمكان ليفربول شراء لاعبين اثنين بقيمة 60 مليون جنيه استرليني (78.85 مليون دولار) لكل منهما، وبدلاً من فلوريان فيرتز ضم لاعبين اثنين بقيمة 50 مليوناً (65.71 مليون دولار) لكل واحد. وهذا، فعلياً، ما فعله أرسنال. فقد ضم فيكتور غيوكيريس ونوني مادويكي وإيبيريشي إيزي ومارتن زوبيميندي، ولم يقل سعر أي منهم عن 48 مليوناً (63 مليون دولار)، ولم يتجاوز 70 مليوناً (92 مليون دولار)، وبات من المتفق عليه عموماً أن أرسنال يمتلك الآن التشكيلة الأعمق والأكثر توازناً.

غوارديولا نموذج التوزيع الذكي للموارد

ويقدم مانشستر سيتي مقارنة مناسبة أيضاً. فجاك غريليش هو الاستثناء الوحيد البالغ 100 مليون جنيه (131.41 مليون دولار) في سجلاتهم. فغوارديولا غالباً ما يفضل التعاقد مع لاعبين في نطاق 40 (52.56 مليون دولار) إلى 65 مليون جنيه (85.42 مليون دولار). أما دوناروما، فهو أقل كلفة من ذلك، على رغم أن راتبه مرتفع، وأنفق مدرب سيتي نحو 350 مليون جنيه استرليني (459.94 مليون دولار) عام 2025، لكن على 11 لاعباً. وهذا بدوره لأن سيتي أدرك، وسط الإصابات، أنه ترك نفسه الموسم الماضي بتشكيلة صغيرة جداً. لكن توزيع الموارد بصورة أكثر توازناً بين عناصر الفريق مكن غوارديولا من إشراك تشكيل أساس تبلغ قيمته 340 مليون جنيه (446.80 مليون دولار) في كأس كاراباو، في حين أن تشكيلة سلوت كانت أقل كلفة من صفقة إيساك وحدها.

خلاصة المقارنة بين نهجين متباينين

وهكذا، تظهر الأندية نهجين متباينين، فليفربول حاول الحصول على أفضل 11 لاعباً، لكنه ما دام يعاني في دمجهم، فإنه لا يمتلك ذلك بعد. أما أرسنال وسيتي فاختارا تعزيز العمق والقوة في جميع المراكز. بالتالي، كما هي الحال في كثير من أمور "أنفيلد" الآن، تعود المسألة مجدداً إلى إيساك وفيرتز، وإلى حملة ليفربول الباهظة في سوق الانتقالات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة