ملخص
يخشى لبنان أن يكون القصف الإسرائيلي الجاري مقدمة لحملة جوية موسعة على البلاد، على رغم وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر عام 2024 بهدف إنهاء الحرب التي استمرت عاماً بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران في لبنان.
قُتل شقيقان الإثنين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان، وفق ما أفادت وزارة الصحة، مما يرفع عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ الخميس الماضي إلى 13، بينما كثفت إسرائيل وتيرة ضرباتها خلال هذا الشهر.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن غارة إسرائيلية على قرية البياض في قضاء صور (جنوب) أدت في حصيلة أولية إلى مقتل شقيقين، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الغارة استهدفت منشرة للخشب في بلدة البياض، بينما أفادت إسرائيل باغتيال القيادي بـ"حزب الله" حسن إبراهيم سليمان في غارة على البياض.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم قال في مقابلة مع قناة "المنار" التابعة للحزب ليل أمس الأحد إن إسرائيل تتبع هذه الوتيرة الهجومية "لأن هناك قراراً أميركياً إسرائيلياً يقول إن هذه الوتيرة تساعد في الضغط، لكي تأخذ أميركا بالسياسة ما لم تأخذه إسرائيل بالحرب".
وأكد قاسم أن حزبه مستعد لـ"الدفاع" إذا اقتضى الأمر، وقال "الآن إذا استمروا لن يحققوا أهدافهم، لأننا حاضرون وجاهزون والمقاومة موجودة وتريد أن تدافع"، وأضاف أن "احتمال الحرب موجود لكن ليس مؤكداً، وهذا عائد لحساباتهم"، مؤكداً "نحن جاهزون للدفاع، ولا أقول الهجوم".
وصول أورتاغوس
ووصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت اليوم الإثنين لإجراء محادثات مع مسؤولين لبنانيين في شأن نزع سلاح "حزب الله"، وسط مخاوف في لبنان من أن تشن إسرائيل حرباً جوية جديدة على الجماعة.
وتأتي هذه المخاوف بعد أيام من تكثيف الغارات الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم من أعضاء "حزب الله"، وفقاً لمصادر أمنية لبنانية.
ويخشى لبنان أن يكون القصف مقدمة لحملة جوية إسرائيلية موسعة على البلاد، على رغم وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بهدف إنهاء الحرب التي استمرت عاماً بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران في لبنان.
ومن المتوقع أن تحضر أورتاغوس، نائبة مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اجتماعاً بعد غدٍ الأربعاء لمراجعة جهود الجيش اللبناني لإزالة مخابئ أسلحة "حزب الله" في جنوب البلاد، تماشياً مع هدنة عام 2024.
وحذر مبعوث أميركي آخر هو توم براك الأسبوع الماضي من أن "حزب الله" قد يجد نفسه في مواجهة جديدة مع إسرائيل إذا لم تتحرك السلطات اللبنانية سريعاً لنزع سلاح الجماعة بالكامل، وهو ما يرفضه الحزب حتى الآن.
وأسفرت غارة إسرائيلية أمس الأحد عن مقتل شخص قالت إسرائيل إنه تاجر أسلحة تابع لـ"حزب الله". وقالت مصادر أمنية لبنانية إن الرجل، ويُدعى علي الموسوي، هو أكبر مسؤول في الجماعة يجري قتله منذ وقف إطلاق النار.
وأمس الأحد أيضاً، أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أنها "حيّدت" طائرة مسيرة إسرائيلية كانت تحلق فوق إحدى دورياتها في جنوب لبنان "بطريقة عدوانية".
وقال مصدر مطلع على الواقعة لـ"رويترز" إن قوات حفظ السلام أطلقت النار على الطائرة المسيرة بدلاً من إسقاطها بأجهزة التشويش لأنها اعتُبرت تهديداً، وإن دبابة إسرائيلية أطلقت بعد ذلك طلقة تحذيرية بالقرب من قوات حفظ السلام.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الطائرة المسيرة كانت تقوم "بنشاط روتيني لجمع المعلومات والاستطلاع" ولم تكن تشكل تهديداً. وأضاف أن القوات الإسرائيلية قامت بعد ذلك بإلقاء قنبلة يدوية على المنطقة التي شهدت إسقاط المسيرة لكنها "لم تطلق النار" صوب قوات الأمم المتحدة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن غاراته المستمرة في لبنان تستهدف المحاولات التي يقوم بها "حزب الله" لإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في الجنوب. وينفي الحزب أي محاولات من هذا القبيل.
إسقاط مسيرة
اتهم الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" بإسقاط مسيّرة تابعة له كانت تقوم بمهمة استطلاع "روتينية" لجمع معلومات فوق جنوب لبنان.
وكتب المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني عبر حسابه على منصة "إكس" "أُسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية مسيّرة في منطقة كفركلا في جنوب لبنان خلال نشاط روتيني لجمع المعلومات الاستخبارية في المنطقة". وأضاف "يشير تحقيق أولي إلى أن قوات اليونيفيل المتمركزة في الجوار أطلقت النار بصورة متعمدة على المسيرة وأسقطتها". وذكر شوشاني أنه بعد إسقاط المسيّرة، ألقى الجيش الإسرائيلي قنبلة في المنطقة التي سقطت فيها، مؤكداً أن قواته لم تطلق النار على قوات "اليونيفيل".
"بشكل هجومي"
وكانت "اليونيفيل" أعلنت، في بيان، الأحد، أن طائرة إسرائيلية مسيّرة حلقت فوق إحدى دورياتها "بشكل هجومي، وأضاف البيان "قامت قوات حفظ السلام بتطبيق التدابير المضادة الدفاعية الضرورية لتحييد الطائرة المسيّرة"، وتابع أن الحادثة "تظهر استهتاراً بسلامة وأمن قوات حفظ السلام التي تنفذ المهام المنوطة بها من قبل مجلس الأمن في جنوب لبنان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت لاحق، قالت "اليونيفيل" إن طائرة مسيّرة ثانية اقتربت من دوريتها العاملة قرب كفركلا وألقت قنبلة. وأضافت "بعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة في اتجاه قوات حفظ السلام. ولحسن الحظ، لم يصب أي من عناصر اليونيفيل بأذى ولم تلحق أي أضرار بممتلكاتهم أو معداتهم".
ونص وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و"حزب الله" العام الماضي، على انسحاب الحزب من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني وعلى تفكيك بنيته العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة "اليونيفيل". كذلك نص على انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان. لكن إسرائيل أبقت قواتها في خمس تلال استراتيجية في جنوب لبنان، بخلاف ما نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار، في موازاة مواصلة شنها غارات دامية، خصوصاً على جنوب البلاد.
وعلى وقع ضغوط أميركية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس (آب) تجريد "حزب الله"، المدعوم من طهران، من سلاحه. ووضع الجيش اللبناني خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب إلى رفضها، واصفاً القرار بأنه "خطيئة".