يبدو أن الأزمات تتجه إلى محاصرة العملة الرقمية المرتقبة لشركة "فيسبوك"، إذ تواجه "ليبرا" التي أعلنت "فيسبوك" أنه سيتم طرحها خلال الربع الأول من العام المقبل، العديد من الأزمات سواء من قِبل الحكومات والبنوك المركزية التي تحذّر من انتشار استخدام العملات الرقمية أو من قبل الإجراءات التي يعلن عنها بين الحين والآخر، التي تستهدف ضرب "ليبرا" قبل أن تولد.
لكن هذه المرة، جاءت الأزمة من تراجع شركات "ماستركارد" و"فيزا" و"إي باي" و"سترايب" و"ميركادو" عن دعمهم العملة الرقمية الجديدة التي أعلنت عنها شركة "فيسبوك".
وأعربت تلك الشركات عن تخوفها من أن الجهات الرقابية والحكومات ستبحث ما يمكن أن يكون لتلك العملة من تأثيرات على الأنظمة المصرفية والمالية العالمية. وأعلنت شركة "باي بال" الأسبوع الماضي سحب دعمها لعملة "ليبرا" أيضاً.
وتعرَّضت "ليبرا" إلى انتقادات كبيرة منذ أن أعلن عنها، وسط مخاوف متعلقة بغسل الأموال وبيانات المستخدمين وتهديد العملات الحكومية.
في السياق ذاته فقدت العملة الأكثر قوة وانتشاراً في سوق العملات الرقمية زخمها وجاذبيتها مع استمرار خسائرها منذ بداية العام الماضي، حينما بلغت أعلى مستوى في تاريخها عند أعلى من 19 ألف دولار.
استجواب جديد لمالك "فيسبوك"
في سياق متصل، أعلنت لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي أن مارك زوكربيرغ رئيس شركة "فيسبوك" سوف يُدلي بشهادته فيما يتعلق بالعملة الإلكترونية المحتملة "ليبرا" أمام اللجنة في جلسة الـ23 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وقالت لجنة الخدمات المالية، في بيان، أن زوكربيرغ سيكون الشاهد الوحيد في الجلسة، التي تحمل عنوان "استجواب فيسبوك وتأثيرها على قطاعات الخدمات المالية والإسكان".
وفي يوليو (تموز) الماضي، بعثت "ماكسين ووتر" رئيسة اللجنة برسالة إلى شركة "فيسبوك" تطلب فيها تعليقاً فورياً على العملة الرقمية المقترحة "ليبرا" والمحفظة الرقمية "كاليبرا".
وكانت لجنة الخدمات المالية عقدت جلسة استماع بعنوان "فحص العملة الرقمية المقترحة من فيسبوك وتأثيرها على المستهلكين والمستثمرين والنظام المالي الأميركي".
لماذا تنسحب الشركات من عملة "فيسبوك"؟
وقبل أيام، أعلنت شركة "باي بال" انسحابها من مشروع تدشين عملة "فيسبوك" الرقمية "ليبرا"، لتكون الشركة الأولى التي تقبل على خطوة مماثلة.
وقالت شركة المدفوعات عبر الإنترنت الأميركية، إنها اتخذت قراراً بالتخلي عن مزيدٍ من المشاركة في رابطة ليبرا في هذا الوقت، وستواصل التركيز على تطوير مهمتها الحالية فيما يتعلق بتوفير وسيلة حرية لحصول السكان المحرومين على الخدمات المالية.
ورابطة ليبرا هو مشروع تدشين العملة الرقمية، يتكوّن من 28 عضواً بقيادة عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولم تقدم "باي بال" سبباً مباشراً لمغادرة مشروع تدشين عملة "فيسبوك" الرقمية.
ويأتي انسحاب "باي بال" بعد أن أظهر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن أعضاء رابطة ليبرا بما في ذلك شركات "فيزا" و"ماستركارد" كانوا يبحثون مسألة التزامهم مع الرابطة. وكانت شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حاولت مراراً تخفيف المخاوف المتعلقة بمسألة إطلاق عملة "ليبرا" المرتقبة.
"ليبرا" تفقد الإجراءات التنظيمية
بخلاف ذلك، حذّر بنك إنجلترا شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من أن خططها للدخول في نظم المدفوعات عبر عملتها الرقمية "ليبرا" يجب أن تخضع إلى رقابة مشددة قبل الإطلاق.
وقال البنك المركزي البريطاني، عبر تقريره الفصلي، الذي تناول خطط شركة "فيسبوك"، إن عملة ليبرا لديها الإمكانية لتكوّن نظام مدفوعات مهماً من الناحية النظامية، وبالتالي بحاجة إلى الإجراءات التنظيمية على هذا النحو.
وأثار مقترح شركة "فيسبوك" بتدشين عملة رقمية في العام المقبل مناقشات واسعة النطاق، وتحذيرات من آثارها السلبية على النظام المالي بشكل عام بالنظر إلى شعبية عملاق التواصل الاجتماعي.
وتعهّدت لجنة السياسة المالية التابعة لبنك إنجلترا والمسؤولة عن رصد وتخفيف التهديدات على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة، بأن ينظر المنظمون في الوظائف الفعلية إلى عملة ليبرا وشركات الدفع الأخرى مع السعي لتطبيق اللوائح التقليدية عليهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح البنك المركزي البريطاني، أن مثل هذا النظام سوف يحتاج إلى تلبية أعلى معايير المرونة، وأن يخضع لإشراف مناسب.
وفي الوقت نفسه، كرر التقرير الفصلي تقييمه بأن حالة عدم اليقين المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت تؤثر في استثمار الشركات.
وقال بنك إنجلترا، إن العقارات التجارية والإقراض بالرافعة المالية يواجهان خطط الاستثمار الأضعف منذ الأزمة المالية.
وحذّر من أن الأسواق يمكن أن تعاني إذا غادرت المملكة المتحدة عضوية الاتحاد الأوروبي دون صفقة في نهاية الشهر الحالي.
وأشار التقرير إلى أن الاستقرار المالي يختلف عن استقرار السوق، متوقعاً المزيد من التقلبات الكبيرة في أسعار الأصول حال البريكست غير المنظم.
ووضح "المركزي البريطاني" أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تُلقي بظلالها على نمو الاقتصاد العالمي، كما تُشكل الخطر الأكبر في المدى القريب.
لماذا فقدت "بيتكوين" بريقها؟
في سوق العملات الرقمية، فقدت عملة البيتكوين الرقمية أكثر من 30% من قيمتها منذ أن سجّلت أعلى مستوياتها هذا العام.
وأوضح تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ"، أن هذا الهبوط في سعر عملة "بيتكوين" يعد بمثابة حقيقة لا تقبل الجدال، لكن الاختلاف يكمن في تفسير السبب وراء فقدان الزخم خلال النصف الثاني من هذا العام.
ويشير البعض مثل بنك "جي. بي. مورجان تشيس" إلى أن السبب يعود إلى طرح العقود الآجلة لعملة "بيتكوين" من شركة "إنتركونتينينتال إكستجانج" وتضاؤل المراكز الشرائية.
في حين يشير آخرون إلى تراكم الإشارات الفنية الهبوطية كسبب وراء هذه الموجة البيعية الحادة في قيمة العملة الافتراضية.
التقرير أشار إلى أن هناك تفسيراً آخر من منظور مزوّد البيانات البديل "إنديكسيا"، إذ إن مؤشر التوقعات الخاص به اعتماداً على البيانات في الفترة من 1 أغسطس (آب) وحتى 1 أكتوبر (تشرين الأول)، فإن هبوط البيتكوين لا يرجع إلى العملة نفسها، لكنه يتعلق أكثر بالنظام الإيكولوجي للعملات المشفرة الآخذة في الزيادة.
وطبقاً لنتائج مؤشر "إنديكسيا"، فإن تحرّكات أسعار البيتكوين مدفوعة بالمنافسة من قبل العملات الافتراضية الأخرى وتكنولوجيات البلوكشين الجديدة.
وأوضحت دراسة "إنديكسيا" أن الحديث حول شراكة "ماستر كارد" مع "أر ثري" لتطوير نظام مدفوعات بلوكشين جديد كان المحرك الرئيسي للهبوط الأخير.
وفي تطور جديد، وجدت "إنديكسيا" أنه غالباً ما يتم الحديث عن البيتكوين بالاقتران مع عملات أكثر تقليدية. وكانت عملة "بيتكوين" تمكّنت من الصعود أعلى مستوى 8500 دولار بالأمس، لكنها عاودت الهبوط مجدداً في تعاملات نهاية الأسبوع الماضي.
ومع ذلك لا تزال عملة "تيثير" التي تتذيل قائمة أكبر خمس عملات من حيث القيمة السوقية هي الأكثر استخداماً في أسواق الأصول المشفرة متجاوزة البيتكوين التي حلّت بالترتيب الثاني.
