Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منظمات إنسانية تحذر: شمال غزة ما زال يعاني نقصا حادا في المساعدات

أتاح اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل دخول مزيد من المساعدات، لكن لا تزال هناك عقبات قائمة، ولا سيما في المناطق الشمالية من القطاع

ملخص

على رغم الهدنة، لا تزال المساعدات غير كافية لشمال غزة حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية وسط عراقيل لوجيستية وبيروقراطية، وتهديدات إسرائيلية بتقليص الدعم، مما يفاقم خطر المجاعة وتفشي الأمراض في ظل انهيار البنية التحتية ونظام الرعاية الصحية.

بعد أسبوع على سريان الهدنة في غزة، ما زالت المساعدات الإنسانية المتجهة إلى شمال القطاع المدمر غير كافية، فيما حذرت منظمات إغاثة من أن الأمراض المعدية "تخرج عن السيطرة".

ومنذ دخول الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، دخل إلى غزة نحو 560 طناً من المواد الغذائية يومياً، غير أن هذه الكمية وصفت بأنها "مجرد قطرات، لا سيل المساعدات المطلوب". وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر إن آلاف الشاحنات يجب أن تدخل أسبوعياً لمعالجة تفشي سوء التغذية والتشرد وانهيار البنية التحتية.

وتواجه منظمات الإغاثة حالياً مزيداً من الغموض بسبب إغلاق المعابر وتعقيدات إدارية، مع تكدس الشاحنات على الحدود الجنوبية. ولم يسمح بإدخال الغذاء والدواء عبر معبر رفح الرئيس، الذي بقي مغلقاً إلى حد كبير منذ اندلاع الصراع عام 2023.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهددت إسرائيل هذا الأسبوع بإبقاء المعبر مغلقاً وتقليص المساعدات، متهمة حركة "حماس" بالتباطؤ في إعادة جثامين الرهائن. وقالت إسرائيل إن أكثر من 500 شاحنة مساعدات دخلت غزة خلال اليوم الأول من الهدنة، لكنها أعلنت لاحقاً عبر الوكالة العسكرية الإسرائيلية للمساعدات "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق" (اختصاراً "كوغات") The Coordination of Government Activities in the Territories (COGAT) أنها ستخفض عدد الشاحنات المسموح بدخولها من 600 إلى 300 يومياً.

وفي ظل استمرار معاناة سكان غزة من الجوع، نبه "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة" إلى أن لدى فرقه "فرصة محدودة للغاية" لتوسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات، في حين أفادت جهات إغاثية أخرى بوجود مساعدات بملايين الجنيهات محتجزة في المستودعات، بانتظار السماح بدخولها إلى القطاع.

وتزداد المشكلة حدة شمال غزة، إذ تجد قوافل المساعدات صعوبة بالغة في الوصول إلى المناطق المنكوبة بالمجاعة. والخميس الماضي، أُدخلت نحو 950 شاحنة إلى جنوب غزة ووسطها، عبر معبري "كرم أبو سالم" و"كيسوفيم" مع إسرائيل، وفقاً لما ذكره "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، مستنداً إلى بيانات مكتب "كوغات"، المقدمة للوسطاء.

مع ذلك، أكد "برنامج الأغذية العالمي" أن عمليات التوزيع لم تبدأ بعد داخل مدينة غزة، مشيراً إلى استمرار إغلاق معبري "زيكيم" و"إيرز" الحدوديين شمال القطاع، حيث تبلغ الأزمة الإنسانية هناك ذروتها.

وكانت منظمة "أوكسفام" الخيرية أعلنت خلال الـ10 من أكتوبر الجاري أن لديها في مستودعات خارج غزة مساعدات إنسانية أساس للحياة بقيمة تزيد على 2.5 مليون دولار، وهي جاهزة للتوزيع.

وقالت المسؤولة عن تنسيق السياسات في منظمة "أوكسفام" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة بشرى الخالدي "لا يصل القطاع خلال الوقت الراهن سوى قطرة من المساعدات، بينما الحاجة ملحة لسيل منها"، مضيفة "على رغم أن وقف إطلاق النار وعد بتمكين وكالات الإغاثة من الدخول، فإن كثيراً من المنظمات غير الحكومية الدولية، ذات الخبرة الممتدة لعقود، لا تزال ممنوعة من الوصول إلى القطاع وأداء مهامها".

وحذرت منظمات إغاثية من أن العقبات البيروقراطية ما زالت تعوق إيصال المساعدات إلى المناطق التي هي بأمس الحاجة إليها.

وكانت إسرائيل بدأت خلال مارس (آذار) الماضي عملية تسجيل لجميع المنظمات الإنسانية العاملة في الأراضي الفلسطينية. وأشارت السلطات إلى أن أية منظمة - ينظر إليها على أنها "تشكك في شرعية" إسرائيل، أو توظف أي شخص دعا إلى مقاطعة إسرائيل خلال الأعوام السبعة الماضية - قد تتعرض لخطر فقدان ترخيصها للعمل.

ميلينا المر المتحدثة باسم مجموعة "ميرسي كوربس" الإغاثية Mercy Corps، أوضحت لـ"اندبندنت" أن المنظمة تستكشف "جميع السبل الممكنة" لتوسيع نطاق استجابتها الإنسانية.

وأضافت المر "مع ذلك، ما زلنا نواجه عقبات بيروقراطية مرتبطة بالفترة الانتقالية لعملية إعادة التسجيل، التي لم تنفذ كما كان مخططاً لها في البداية". وتابعت تقول إنه "على رغم هذه العوائق الإدارية، فإن فرقنا تواصل التركيز على تقديم الخدمات، وستكون مستعدة لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة وتوزيعها، فور السماح لها بالدخول".

من جهة أخرى، قال مسؤولون إسرائيليون إن قرار إبطاء دخول المساعدات وإرجاء خطط إعادة فتح الحدود مع مصر، جاء بسبب تأخر حركة "حماس" في إعادة رفات الرهائن المتوفين، وهي قضية فرضت ضغطاً كبيراً على وقف إطلاق النار هذا الأسبوع.

كذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي أن حكومته "لن تتنازل"، وطالب حركة "حماس" بالوفاء بالشروط المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار في شأن إعادة جثث الرهائن.

في غضون ذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية داخل غزة وسط مخاوف من عدم صمود وقف إطلاق النار، بعدما كانت انخفضت الأسبوع الماضي قبيل الإعلان عن الهدنة.

لكن لا يقتصر القلق على وفرة الغذاء وحده. فمع النقص الحاد في الإمدادات الطبية، أطلقت "منظمة الصحة العالمية" تحذيراً من أن الأمراض المعدية في القطاع، "تتفاقم بصورة خارجة عن السيطرة".

وأوضحت الطبيبة حنان بلخي المديرة الإقليمية لـ"منظمة الصحة العالمية" لوكالة "أ ف ب"، أن هناك "جهوداً هائلة" يتعين بذلها لمواجهة الوضع الصحي المتفاقم، بما في ذلك حالات التهاب السحايا وأمراض الجهاز التنفسي.

وشددت بلخي في المقابل على الحاجة الماسة للوقود والغذاء والمعدات والأدوية والكوادر الطبية داخل قطاع غزة، في ظل الانهيار الكامل للنظام الصحي بعد عامين من القصف. وأوضحت أن 13 مستشفى فقط من أصل 36 ما زالت قيد العمل بصورة جزئية، على رغم وقف الأعمال القتالية.

ومع تجدد أعمال العنف داخل غزة الأسبوع الماضي، تتزايد المخاوف من أن الوقت المتاح لإيصال المساعدات إلى القطاع قبل انهيار الهدنة بات محدوداً للغاية.

في هذا الإطار، قالت عبير عطيفة المتحدثة باسم "برنامج الأغذية العالمي": "لقد فتح وقف إطلاق النار نافذة ضيقة من الفرص، وتتحرك منظمتنا بوتيرة سريعة للغاية لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية".

وأضافت أن "برنامج الأغذية العالمي" نجح في إيصال نحو 560 طناً من المواد الغذائية يومياً في المتوسط إلى القطاع منذ بدء الهدنة، غير أن بعض المناطق لا تزال بعيدة المنال، مشيرة إلى أن لدى الأمم المتحدة 190 ألف طن إضافي من المساعدات الجاهزة للتوصيل فور السماح بدخولها.

وأكدت أن الوصول إلى شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، ما زال "بالغ الصعوبة"، حيث تواجه قوافل الإغاثة تحديات كبيرة في التنقل عبر الطرق المتضررة أو المغلقة جزئياً من جهة الجنوب.

يضاف إلى ذلك المشكلة المستمرة مع معبر رفح الذي كان مقرراً إعادة فتحه لكن هذا لم يتحقق بعد. وأفاد مكتب "كوغات" بأن التنسيق في هذا الشأن جار بين إسرائيل ومصر وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، غير أن موعد إعادة فتح المعبر لم يحدد بعد، وحتى عند إعادة فتحه سيقتصر عبوره على الأفراد فحسب، ولن يكون متاحاً لإدخال المساعدات.

وأعلن ذلك المتحدث باسم مكتب "كوغات" قائلاً إنه "يجب التأكيد أن المساعدات الإنسانية لن تمر عبر معبر رفح، إذ لم يُتفق على ذلك في أية مرحلة. وتستمر المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر ’كرم أبو سالم‘ ومعابر أخرى، بعد خضوعها للتفتيش الأمني الإسرائيلي، وذلك في تنفيذ كامل للاتفاق الموقع".

وختم المتحدث بالقول إن "جيش الدفاع الإسرائيلي سيواصل من خلال مكتب ’كوغات‘ الالتزام بالاتفاق، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير