ملخص
هل ما زالت الفكرة الوهمية عن "المصمم العبقري" تؤثر في صناع القرار بقطاع الموضة؟
على رغم تعيين ماريا غراتسيا كيوري هذا الأسبوع مسؤولة عن التصميم في دار "فندي"، لا تزال النساء مستبعدات إلى حد كبير من المناصب الابتكارية، مع أن لهن دوراً بارزاً تاريخياً في صناعة الأزياء.
شهد القطاع تعيينات غير مسبوقة على صعيد المديرين الفنيين. فخلال أسابيع الموضة الأخيرة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي وأكتوبر (تشرين الأول) الجاري، خاض نحو 12 مصمماً جديداً تجاربهم الأولى في الإدارة الفنية لدور أزياء كبيرة.
في باريس، قدمت شانيل وديور وبالنسياغا ولوي وجان بول غوتييه أولى مجموعات مديريها الإبداعيين الجدد. وفي ميلانو شهدت دور غوتشي وفيرساتشي وبوتيغا فينيتا الأمر نفسه.
في حالة واحدة فحسب، كان التعيين الجديد من نصيب امرأة هي المصممة البريطانية لويز تروتر لدى بوتيغا فينيتا.
في المقابل، تولى سلفها المدير الفني الحالي لدار شانيل، ماثيو بلازي، منصب فيرجيني فيارد، فيما حل جوناثان أندرسون لدى ديور محل ماريا غراتسيا كيوري.
انفتاح محدود قبيل جائحة كورونا
قالت البلجيكية كارن فان غودتسنهوفن، المتخصصة في الموضة بجامعة غنت في بلجيكا، ضمن حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية "بدا كأن هناك انفتاحاً محدوداً (على النساء) قبيل جائحة كوفيد".
وتداركت "لكن الجائحة أدت دوراً في المجتمع عموماً من خلال إعادة أنماط تفكير أكثر محافظة ورجعية. وبالنسبة إلى قطاع الأزياء، فقد عنى ذلك العودة إلى المفاهيم التقليدية التي تتمحور حول المصمم الرجل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ترى الكاتبة الأميركية المتخصصة في قطاع المنتجات الفاخرة دانا توماس أن هذا التراجع يعزى إلى تأثير المديرين التنفيذيين المحافظين وكبار السن نسبياً لدى مجموعات مثل أل في أم أتش وكيرينغ وشانيل.
وتعد أن شانيل التي أسستها غابرييل "كوكو" شانيل، أشهر وأكثر النساء تأثيراً في عالم الموضة، "أضاعت فرصة بعدم تعيين مديرة فنية أنثى".
الفكرة الوهمية عن "المصمم العبقري"
تشير دانا توماس إلى أن دور أزياء مثل لانفان ونينا ريتشي وسكياباريللي وسيلين، التي أسستها نساء، "تضم كلها اليوم رجالاً كمديرين فنيين".
ويشكل تعيين سارة بيرتون في دار جيفنشي العام الماضي وماريا غراتسيا كيوري الثلاثاء الماضي في دار فندي حالتين استثنائيتين.
يرجع عالم الاجتماع الفرنسي والباحث في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال فريديريك غودار، هذه الهيمنة الذكورية إلى عوامل عدة.
فيشير في البداية إلى قطاع "يهيمن عليه الرجال تاريخياً"، ويتميز بوتيرة عمل مرهقة جداً لا تتوافق مع المسؤوليات العائلية التي غالباً ما تتحملها النساء، ناهيك بالتفاوت المستمر في الأجور.
ويلفت إلى الفكرة الوهمية عن "المصمم العبقري" ،التي لا تزال تؤثر في صناع القرار.
شخصيات انتقالية أو رموز للاستمرارية
تشير كارين فان غودتسنهوفن إلى أن آخر المصممات في شانيل وديور كان ينظر إليهن على أنهن شخصيات انتقالية أو كرموز للاستمرارية.
وتعبر عن أسفها لبقاء النساء مقيدات "بأدوار حرفية"، نظراً إلى وجودهن القوي في كل مراحل الإنتاج، بينما يعد الرجال أصحاب رؤية في عالم الموضة.
لا يفتقر قطاع الموضة إلى المواهب النسائية، إذ تواصل مدارس الأزياء تخريج نسبة كبيرة من المصممات، وتحظى النساء بتمثيل قوي في مواقع القيادة والإدارة.
تدير نساء هُن لينا ناير وفرانشيسكا بيليتيني ودلفين أرنو كلاً من شانيل وغوتشي وديور. وفي كيرينغ، تشغل النساء 58 في المئة من المناصب الإدارية ويمثلن نصف اللجنة التنفيذية. وعندما تواصلت وكالة الصحافة الفرنسية مع "أل في أم أتش" للاستفسار عن هذا الموضوع، رفضت المجموعة التعليق.
في مواجهة تحديات الوصول إلى القمة، قررت بعض المصممات مثل إيريس فان هيربن ومولي غودار وسيمون روشا، السير على خطى الرائدة دونا كاران بتأسيس دور أزياء خاصة بهن.
وتقول دانا توماس "هناك جيل كامل من النساء الموهوبات جداً، لكنهن لا يحصلن ببساطة على الفرص".