Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصص حزينة لـ5 رجال رحَّلتهم أميركا "عنوة" إلى إسواتيني

المملكة الأفريقية وافقت على استقبال 160 شخصاً مقابل 5 ملايين دولار وتحتجز المرحلين في سجن ولا تسمح لهم بالتحدث إلى عائلاتهم أو محامين

محامون قالوا إن الأمر أشبه بتهريب عصري للبشر عبر قنوات رسمية (رويترز)

ملخص

وجد الرجال الذين أرسلوا إلى إسواتيني أنفسهم عالقين في مساعي إدارة ترمب لطرد المهاجرين غير المسجلين إلى "بلدان ثالثة" فيما تم ترحيل آخرين إلى غانا ورواندا وجنوب السودان بموجب اتفاقيات غامضة انتقدتها المجموعات الحقوقية. ولم يبلغوا بأن قراراً صدر بترحيلهم إلا عندما كانوا على متن الطائرة، بحسب ما أفاد محامو كل منهم "الصحافة الفرنسية".

بقي مصير روبرتو موسكيرا مجهولاً بالنسبة لعائلته لمدة شهر بعد أن أوقفه عناصر إدارة الهجرة الأميركية إلى أن كشف منشور للحكومة على شبكات التواصل الاجتماعي أنه تم ترحيله إلى مملكة إسواتيني الأفريقية.

ألقى عناصر إدارة الهجرة والجمارك (آيس) القبض على الكوبي البالغ 58 سنة أثناء عملية تسجيل روتينية لدى مسؤولي الهجرة يوم 13 يونيو (حزيران) في ميرامار في فلوريدا، بحسب ما أفادت صديقة العائلة المقربة آدا التي طلبت التحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية باسم مستعار خشية تعرضها لإجراءات انتقامية من الحكومة الأميركية.

وقالت إنهم أبلغوا عائلته بأنهم أعادوه إلى كوبا التي غادرها قبل أكثر من أربعة عقود عندما كان في الـ13.

لكن في 16 يوليو (تموز)، تعرفت آدا على صديق الطفولة من خلال صورة نشرتها مساعدة وزيرة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين على "إكس" وأعلنت أنه تم إرسال موسيكرا وأربعة معتقلين آخرين إلى إسواتيني، وهي مملكة صغيرة لم يسبق لآدا أن سمعت بها تقع على بعد 13 ألف كيلومتر بين جنوب أفريقيا وموزمبيق.

أرسل الكوبي إلى جانب أربعة رجال من جامايكا ولاوس وفيتنام واليمن إلى المملكة الأفريقية بناءً على اتفاق اطلعت عليه الصحافة الفرنسية، وافقت إستواتيني في إطاره على استقبال ما يصل إلى 160 شخصاً تم ترحيلهم مقابل مبلغ قدره 5.1 مليون دولار من أجل "بناء إمكاناتها في إدارة الحدود والهجرة".

أعيد الجامايكي أورفيل إتوريا (62 سنة) إلى جامايكا في سبتمبر (أيلول)، لكن عشرة أشخاص غيره تم ترحيلهم وصلوا في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب حكومة إسواتيني.

وأفادت واشنطن بأن الرجال الخمسة الذين أرسلوا إلى إسواتيني كانوا "مجرمين" دينوا بتهم تبدأ باغتصاب الأطفال وصولاً إلى القتل، لكن محاميهم وأقاربهم أكدوا لوكالة الصحافة الفرنسية أن جميعهم نفذوا الأحكام الصادرة بحقهم وكانوا يعيشون بحرية في الولايات المتحدة منذ سنوات.

وفي إسواتيني، حيث تتهم حكومة الملك مسواتي الثالث بالقمع السياسي، تم حبس الخمسة الذين تم ترحيلهم في سجن خاضع لإجراءات أمنية قصوى من دون أن توجه لهم أي اتهامات.

ولا يمكنهم الوصول إلى مستشار قانوني ولا يسمح لهم بالتحدث إلى عائلاتهم إلا في اتصالات عبر الفيديو تستمر لدقائق مرة في الأسبوع تحت أنظار حراس مسلحين، بحسب ما أفاد محامون وكالة "الصحافة الفرنسية".

وقال المحامي تين ثان نغوين في الولايات المتحدة إن الرجال الخمسة "في دوامة قانونية".

"ليس وحشاً"

وقالت آدا "إنه أشبه بكابوس".

وصف منشور ماكلولين على "إكس" موسكيرا والأربعة الآخرين الذين تم ترحيلهم بأنهم "أشخاص همجيون إلى حد أن حتى بلدانهم رفضت استعادتهم".

ويظهر موسكيرا في الصورة التي أرفقتها له، بلحية بيضاء كثيفة مع أوشام تظهر من تحت قميصه البرتقالي اللون. ووصف بأنه "عضو في عصابة شوارع لاتينية" مدان بارتكاب جريمة "قتل من الدرجة الأولى".

لكن آدا التي تواصلت معها "الصحافة الفرنسية" عبر محاميه، تشدد على أنه "ليس وحشاً أو سجيناً همجياً كما يصفونه".

وبينما تقر بأن موسكيرا كان عضواً في عصابة في شبابه، إلا أنه دين بمحاولة القتل وليس القتل في يوليو (تموز) 1989 لإطلاقه النار على رجل في ساقه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكدت وثائق للمحكمة اطلعت عليها الصحافة الفرنسية أن حكماً صدر بسجنه تسع سنوات وأطلق سراحه عام 1996 ليسجن مرة أخرى في 2009 مدة ثلاث سنوات بتهم من بينها سرقة سيارات والاعتداء على مسؤول من عناصر إنفاذ القانون.

وقالت آدا "عندما خرج روبرتو (من السجن)، غير حياته... تزوج وأنجب أربع فتيات صغيرات رائعات. بات يتحدث ضد عنف العصابات ولديه عائلة تحبه كثيراً".

أمر قاض بترحيله بعد أن أدت أول إدانة بحقه إلى إلغاء إقامته القانونية، لكنه بقي في الولايات المتحدة لأن كوبا لا توافق على استقبال المرحلين عادة، بحسب محامين.

وكان يقوم بالتسجيل لدى سلطات الهجرة كل عام وعمل لدى شركة سباكة مدة 13 عاماً إلى أن تم اعتقاله المفاجئ وترحيله، بحسب ما قالت آدا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت "صوروه على أنه وحش وهو ليس كذلك".

حرمان من الدعم القانوني

وجد الرجال الذين أرسلوا إلى إسواتيني أنفسهم عالقين في مساعي إدارة ترمب لطرد المهاجرين غير المسجلين إلى "بلدان ثالثة" فيما تم ترحيل آخرين إلى غانا ورواندا وجنوب السودان بموجب اتفاقيات غامضة انتقدتها المجموعات الحقوقية.

ولم يبلغوا بأن قراراً صدر بترحيلهم إلا عندما كانوا على متن الطائرة، بحسب ما أفاد محامو كل منهم "الصحافة الفرنسية".

وقال نغوين الذي يمثل الرجلين المتحدرين من فيتنام ولاوس "في اللحظة التي كانوا سيهبطون فيها في إسواتيني، سلمتهم آيس مذكرة تقول لهم إنكم سترحلون إلى إسواتيني. ولم يوقع أي منهم الرسالة".

وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الأمر "أشبه بتهريب عصري للبشر عبر قنوات رسمية"، مشيراً إلى أن عائلة الرجل الفيتنامي تواصلت معه بعد أن تعرفت أيضاً على صورته في شبكات التواصل الاجتماعي.

وبحث المحامي الذي يقول إنه بات أشبه بـ"خط ساخن" للجالية الجنوب شرق آسيوية في الولايات المتحدة منذ وصل دونالد ترمب إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) في المجموعات بـ"فيسبوك" لتعقب أقارب معتقل آخر وصف فقط بأنه "مواطن من لاوس".

ومنع المعتقلون من التواصل مع محاميهم ومع محام محلي حاول زيارتهم في "مركز ماتسافا الإصلاحي" على بعد 30 كيلومتراً جنوب العاصمة مبابان حيث يقبع عادة السجناء السياسيون.

وقال المحامي الإسواتيني سيبوسيسو نهلاباتسي إنه أبلغ من قبل حراس السجن بأن الرجال رفضوا لقاءه.

وأفادت محامية موسكيرا واليمني الذي تم ترحيله ضمن المجموعة في الولايات المتحدة ألمى ديفيد "نعرف بأن هذا الأمر غير صحيح".

وأبلغ موكلوها عائلاتهم بأنهم لم يبلغوا بزيارات نهلاباتسي وطلبوا مستشاراً قانونياً في عدة مناسبات.

وعندما طلبت ديفيد نفسها إجراء اتصال خاص مع موكليها، "قال رئيس السجن (كلا، لا يمكنك ذلك، الوضع هنا مختلف عن الولايات المتحدة)" على حد قولها. وطلب منها المسؤول الحصول على إذن من السفارة الأميركية.

ووافقت محكمة الأسبوع الماضي على طلب نهلاباتسي تمثيل الرجال الخمسة، لكن الحكومة قدمت طلب استئناف فوراً وعلقت الحكم.

وقال نغوين إن "القضاة ومفوض السجن والنائب العام، لا أحد يريد معارضة الملك أو رئيس الوزراء، لذلك لا يتحقق أي تقدم".

"قسوة"

أكدت إسواتيني التي يحكمها مسواتي (57 سنة) منذ 39 عاماً، أنها تنوي إعادة جميع المرحلين إلى بلدانهم الأصلية.

لكن شخصاً واحداً أعيد فقط حتى الآن هو الجامايكي إتوريا.

وبعد أسبوع على إطلاق سراحه "ما زال يحاول التأقلم مع الحياة في بلد لم يعش فيه منذ 50 عاماً"، بحسب ما أفادت محاميته في نيويورك ميا أونغر وكالة الصحافة الفرنسية.

واستكمل الجامايكي الذي تفيد تقارير بأنه أطلق سراحه فور وصوله إلى بلده، قضاء عقوبة بالسجن بتهمة القتل وكان يقيم في نيويورك عندما ألقى عناصر "آيس" القبض عليه.

وكان إتوريا يحمل جواز سفر جامايكياً صالحاً ولم تقل بلاده إنها سترفض عودته، على رغم مزاعم الإدارة الأميركية بأن بلدان المرحلين الأصلية ترفض استقبالهم.

وقالت أونغر "لو أن الولايات المتحدة رحلته إلى جامايكا بكل بساطة منذ البداية، لكان ذلك بالفعل تغييراً صعباً جداً ومؤلماً بالنسبة له ولعائلته".

وأضافت "بدلاً من ذلك، أرسلوه إلى جزء آخر من العالم إلى بلد لم يزره قط ولا تربطه أي صلات به حيث سجنوه من دون توجيه اتهامات له ومن دون قول أي شيء لعائلته".

وتابعت أن "درجات القسوة مفاجئة حقاً".

ولم تقدم حكومة إسواتيني المتهمة بقمع المعارضة السياسية والناشطين الحقوقيين، تفاصيل كثيرة عن المعتقلين أو الاتفاق الذي وقعته مع الولايات المتحدة لاستقبالهم.

وأفاد نغيون بأن المجموعة الجديدة المكونة من عشرة أشخاص تضم ثلاثة فيتناميين وفيليبينياً وكمبودياً.

وقالت ديفيد لوكالة الصحافة الفرنسية "بغض النظر عما دينوا به وما فعلوه، فإنهم ما زالوا يستخدمون كبيادق في لعبة ديستوبية يتم فيها مبادلة الجثث بالمال".

وكانت آخر مرة رأت عائلة موسكيرا الرجل الكوبي في اتصال عبر الفيديو من السجن في إسواتيني الأسبوع الماضي بدا فيه "نحيلاً للغاية" وقد خسر شعره، بحسب آدا.

وقالت بصوت يرتجف "لقد أثر ذلك سلباً على الجميع. إنه أمر فظيع. إنه حكم بالإعدام".

المزيد من متابعات