Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليفربول أمام سؤال حاسم بعد انقلاب عادة الفوز المتأخر

في موسم يتسم حتى الآن بالأهداف المتأخرة تلقى "الريدز" جرعة من الدواء ذاته على يد أحد أصعب خصومه

آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

وضع كريستال بالاس حداً لمسيرة ليفربول "المحصنة بالحظ" بفوز درامي كشف عن هشاشة الفريق الأحمر تحت قيادة آرني سلوت. وكل ذلك طرح تساؤلات حقيقية حول جاهزية ليفربول للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

بدا موسم ليفربول حتى الآن وكأنه يسير وفق حتمية إلهية، حيث ينجو الفريق في كل مباراة بطريقة ما، وبأسلوب ما، لكن في ملعب "سيلهرست بارك" انتهى حظهم أخيراً. أمام أحد أصعب الفرق في الدوري من حيث إمكان التغلب عليه، إذ انقلب سيناريو "العرض المتأخر" الذي اعتاده ليفربول رأساً على عقب.

ليس من المفاجئ اكتشاف أن كريستال بالاس بقيادة أوليفر غلاسنر فريق يصعب مواجهته. فاستقبالهم لهدفين فقط طوال الموسم حتى ما قبل هذه المباراة يخبرك بكثير، لكن ما حدث في هذه المواجهة تجاوز مسألة الإحباط، لقد تم تفكيك ليفربول بالكامل.

قرارات سلوت التكتيكية تحت المجهر

شعر المدير الفني لليفربول آرني سلوت وكأنه قد تخلى تماماً عن خطته بعد أول 45 دقيقة، والتي كادت تنتهي بهزيمة ساحقة، إذ استبدل بكونور برادلي، كودي غاكبو، فيما عاد دومينيك سوبوسلاي ليلعب كظهير أيمن موقت. ومع استمرار المباراة، لم يتم سحب ألكسندر إيساك، على رغم تصريح سلوت في المؤتمر الصحافي قبل اللقاء بأن إشراك المهاجم السويدي طوال 90 دقيقة "لن يكون تصرفاً ذكياً"، فإنه لعب في النهاية 84 دقيقة، وهي أطول مشاركة له بقميص ليفربول، وأرجع سلوت ذلك إلى "انخفاض حدة المباراة"، حيث كان يعول على الصفات التي تبرر سعره البالغ 125 مليون جنيه استرليني (161.18 مليون دولار) كي تنقذ الفريق.

لكن ذلك لم يحدث. ولم ينجح "وقت آرني" رغم محاولاته، بل كانت الغلبة لـ"وقت أولي"، عن جدارة واستحقاق.

إسماعيلا سار... شبح لا يغادر ليفربول

كان ينبغي أن يحسم كريستال بالاس المباراة قبل نهاية الشوط الأول. فمتصدر الدوري، في مواجهة الفريق الوحيد الذي نجح في تعطيله هذا الموسم، تعرض لهيمنة تامة من أصحاب الأرض في الشوط الأول، الذين لم يحتاجوا سوى إلى 28 في المئة فقط من الاستحواذ لإحداث الضرر. وقد اعترف آرني سلوت قائلاً، "كانوا يستحقون أن يتقدموا بهدفين أو ثلاثة في الشوط الأول".

وجاء هدف بالاس الافتتاحي في الدقيقة التاسعة نتيجة ارتباك دفاعي غريب - وهو أول هدف يتأخر به ليفربول هذا الموسم - بعد ركلة ركنية مقوسة ارتدت عرضاً عن غير قصد من رأس ريان غرافنبيرخ عند القائم البعيد، لتتهيأ أمام الخصم المألوف إسماعيلا سار، الذي أودع الكرة في الشباك مسجلاً هدفه الثالث في ثلاث مباريات أمام "الريدز" بقميص النسور.

النجم السنغالي، الذي عاد للتو من الإصابة، لا يزال يشكل عقدة أمام ليفربول، وهي سمعة بدأت منذ ثنائيته الساحرة مع واتفورد في موسم (2019 - 2020)، تلك التي فجرت مفاجأة مدوية أطاحت حلم ليفربول بموسم بلا هزائم.

وعلى رغم وجود عنصر سوء حظ في الهدف، وهو مؤشر آخر إلى أن سلسلة الحظ التي رافقت ليفربول بدأت تتلاشى بعد إصابة جيوفاني ليوني المروعة التي أنهت موسمه الأسبوع الماضي، فإن بقية أداء الفريق في الشوط الأول لا يمكن تبريره بسوء الطالع وحده.

أليسون وحده يحفظ ماء وجه "الريدز"

كان دفاع ليفربول ينهار بصورة واضحة. ومثلما حدث في ملعب "ويمبلي"، لم يتمكن ثنائي قلب الدفاع، فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتيه، من مجاراة الخط الهجومي النشيط لأصحاب الأرض. فقد بدا كوناتيه وكأنه يتعرض للتنمر البدني من مواطنه جان فيليب ماتيتا، في مشهد يؤكد أن التذبذب الذي أظهره المدافع في بداية الموسم - في ظل أزمة تجديد عقده في ميرسيسايد - لم يحل بالكامل بعد. وفي مباريات كهذه، أمام منافسين كهؤلاء، كانت ستكون معرفة مارك غيهي الداخلية بالفريق مفيدة للغاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان منقذ سلوت في الشوط الأول هو حارس مرماه، الذي يعد بلا شك اللاعب الوحيد في صفوف "الريدز" الذي يجسد معنى الفريق البطل. فقد تصدى أليسون لثلاث فرص محققة في الشوط الأول فحسب، أمام يريمي بينو ودانييل مونيوث وماتيتا. وقال سلوت، "كنا محظوظين بوجود أليسون لمساعدتنا". وعندما لم يتمكن أليسون من التدخل، تكفلت العارضة بذلك. فقد بدت تسديدة ماتيتا المقوسة في الوقت بدل الضائع وكأنها ستستقر في الزاوية العليا، لكنها ارتطمت بداخل العارضة وارتدت للخارج. وفي تلك اللحظات، ارتفعت أصوات جماهير "هولمزدايل إند" بهتاف، "سنفوز بالدوري"، حيث بدا كريستال بالاس الطرف الأقرب للبقاء في منزلة الفريق الوحيد بلا هزيمة في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى صافرة النهاية.

استثمار ليفربول الضخم لا يقابله أداء مقنع

بدت محاولات ليفربول للعودة إلى المباراة بعد الاستراحة وكأنها تذهب سدى. فحديث آرني سلوت الغاضب، الذي يفترض أنه كان حاداً بين الشوطين، نجح في بث بعض الحياة في الفريق، وسنحت فرصتان من أفضل فرص اللقاء لكل من فلوريان فيرتز وإيساك. وبالنظر إلى المبالغ القياسية التي دفعت فيهما، كان من الطبيعي أن يتوقع منهما هز الشباك. لكن للأسف، جاءت تسديدتاهما خارج إطار المرمى، في مشهد يعكس أداءً لا يزال دون المستوى ولا يبرر استثمار 225 مليون جنيه استرليني (302.22 مليون دولار)، سواء بسبب ضعف الجاهزية البدنية لأحدهما أو انعدام الثقة للآخر.

نهاية درامية تصدم ليفربول وتنعش آمال كريستال بالاس

كان الوقت يوشك على النفاد بالنسبة إلى "الريدز"، حتى بدا أن السيناريو المعتاد على وشك أن يكتب من جديد. إذ أصبح فيديريكو كييزا ظاهرة هذا الموسم كلاعب بديل حاسم بعد موسم سابق مخيب، وبالفعل أحرز هدف التعادل قبل ثلاث دقائق من النهاية، ليعود "وقت آرني" إلى الواجهة من جديد.

كان ذلك حتى الدقيقة السابعة من أصل ست دقائق محتسبة كوقت بدل ضائع، حين قدم إيدي نكيتياه لليفربول جرعة من دوائهم المر. شوهد دومينيك سوبوسلاي وهو يحتج على توقيت الهدف مع الحكم كريس كافاناه، لكن آرني سلوت لم يعترض. وقال، "استقبلنا الهدف في الوقت الإضافي من الوقت الإضافي، وأظن أن ذلك كان عادلاً لأنهم أجروا تبديلاً، لذا تمت إضافة نصف دقيقة أخرى". وأضاف، "لا أعرف بالتحديد متى سجلوا، لكنني أقدر أنه كان بين الدقيقة الـ96 والـ97. ولا يمكننا إلقاء اللوم إلا على أنفسنا بسبب الطريقة التي دافعنا بها".

كان هدفاً قاتلاً في اللحظة الأخيرة، وازداد مرارة بسبب من سجله، حيث مهد مارك غيهي الكرة بلمسة إلى المهاجم السابق لأرسنال. ويظل التساؤل: ما الذي كان يمكن أن يحدث لو أن إيغور لم يتخل عن فحصه الطبي في كريستال بالاس في اليوم الأخير من الانتقالات؟

إنه أحدث فصل في سلسلة العروض المتأخرة، لكن هذه المرة كانت لتنهي مسيرة ليفربول التي بدت كأنها لا تقبل الخسارة.

النقد الموجه إلى ليفربول هذا الموسم كان أن انتصاراًتهم لم تكن مقنعة. واليوم، لم يكونوا كذلك بأي حال.

وأقر سلوت، "إذا كان هناك فريق واحد استحق الفوز اليوم، فهو بالاس".

وبعدما نالوا أخيراً صفعة موجعة تبقى الأنظار موجهة إلى رد فعل الفريق المرشح للقب، فهل تكون هذه الصفعة بمثابة نعمة مقنعة؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة