Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن منع تحول مرض الكبد الدهنية إلى سرطان؟

عدم التهاون بحالات التدهن البسيط والرياضة والحمية الصحية هي بداية الطريق للابتعاد عن دائرة الخطر

رسم توضيحي للكبد (غيتي)

ملخص

مرض الكبد الدهنية في انتشار متزايد بين فئات الأطفال والبالغين، وتتفاقم الحالات بصورة مفاجئة نظراً إلى استهانة المرضى بتلك الحالات أو عدم اكتشافهم لها من الأساس نظراً إلى كونه مرضاً صامتاً، وفي حين أنه من الممكن أن يتحول إلى سرطان ولكن الأبحاث العلمية تقول إن الطريق نحو الوقاية وتجنب هذا التدهور لا يزال ممكناً

الكبد هي حائط صد أساسية تعمل لمصلحة جسدك، وتقوم بتنقية المواد التي تتناولها، لكنها قد تصاب بالإجهاد الشديد، فتتأثر قدراتها على تنقية الأدوية وإزالة سمومها وهضم الطعام، ومن أكثر أمراض الكبد شيوعاً، الذي يصيب نحو ربع سكان الولايات المتحدة من البالغين على سبيل المثال، هو الكبد الدهنية. فيما ينادي أطباء كثر أخيراً بضرورة الحظر لزيادة معدلات انتشار هذا المرض بين الأطفال أيضاً في الأعوام الأخيرة، وهو ينشأ نتيجة تراكم الدهون في الكبد لتعوق قدراتها على أداء وظائفها.

ومع الوقت قد تتطور الأمور إلى حدوث تضخم والتهاب وتندبات، وفي حالات متأخرة قد يحدث تليف في الكبد وسرطان في بعض الأحوال، إذ يشير متخصصون في لجنة الكبد المرتبطة بمؤسسة لانسيت العلمية الشهيرة، إلى أن هناك نحو خمسة في المئة من سرطانات الكبد مرتبطة بالسمنة، إذ إن الكبد الدهنية غير المحولة والناجمة عن خلل بالتمثيل الغذائي تتدهور عادة بفعل السمنة وارتفاع الكوليسترول وأمراض مثل السكري.

وتصنف الكبد الدهنية على أنها مرض صامت لا يكشف عن نفسه عادة إلا بالمصادفة، واللافت أن كثيراً لا يولونه اهتماماً حتى حينما يكتشفونه، ولهذا قد تتطور الحال، وتتفاقم دون أن يشعر المريض إلا بعد أن يكون التدهور مهدداً للحياة، ولهذا أجمعت الدراسات والأبحاث على أن هناك عادات حياتية يمكنها أن تجنب تلك الأخطار وأبرزها الإصابة بالسرطان.

الطريق يبدأ من المعدة

وفقاً لمعهد "أم دي أندرسون لأمراض السرطان" التابع لجامعة تكساس الأميركية، فإنه يمكن عكس مسار هذا المرض، بخاصة في المراحل الأولى، قبل أن يبدأ عضو الكبد بالتليف، من خلال تعديلات نمط الحياة، وأبرزها اتباع نظام غذائي صحي يعتمد في أكثريته على الأطعمة النباتية، ويبتعد عن الكربوهيدرات وأبرزها الدقيق الأبيض ومشتقاته، وغالبية أنواع الحلويات، وكذلك من الأفضل تجنب المشروبات السكرية، والوجبات السريعة، التي تراكم الشحوم في الكبد على نحو أسرع.

وتشير الأبحاث إلى أن من يداومون على تلك الأطعمة إضافة إلى المياه الغازية وأشباهها، معرضون بنسبة 40 في المئة للإصابة بالكبد الدهنية من الأساس، وفي حال عدم تغير تلك العادات بعد الإصابة يصبحون أكثر عرضة للمضاعفات بطبيعة الحال، ولهذا نصائح الأطباء باستبدال بالوجبات غير الصحية أخرى قوامها الحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه والخضراوات والبروتين الخالي من الدهون، لأن من شأنه ألا يشكل عبئاً على الكبد في معالجتها، ويبعد المريض أشواطاً عن احتمالية الإصابة بالسرطان.

لا تستهينوا

ربما أيضاً على الأطباء أن يكونوا أكثر حرصاً، وألا يستهينوا بمرض الكبد الدهنية المنتشر عالمياً، الذي يرتبط كذلك بزيادة نسبة أمراض الأوعية الدموية والقلب وفقاً لأبحاث عدة، ففي تعليقه على هذه الظاهرة المتفشية بين أطباء الجهاز الهضمي، قال الدكتور إيكيهيرو سيكي، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، من مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجليس، إنه يحث الأطباء على عدم تجاهل التدهن البسيط في الكبد، لأنهم عادة يهتمون أكثر بالأشكال الحادة. وتابع، "التدهن البسيط قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سيكي كان قد أسهم في دراسة مولها المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة الأميركية، تبحث عن العلاقة بين الكبد الدهنية غير الكحولية، وتطور أنواع عدة من الأورام السرطانية وأبرزها في الكبد.

والخلاصة أن على المرضى أيضاً أن يكونوا أكثر وعياً، وأن يبحثوا مع أطبائهم عن نمط الحياة الأكثر ملاءمة وصحية، وأن يبحثوا عن طرق الوقاية الآمنة، بالتعاون مع المتخصصين.

انتبه لوزنك ولا تتجاهل الفحوص الدورية

وجد متخصصو الصحة أيضاً أن الكبد الدهنية مرتبطة بخصائص عدة، من بينها المستويات العالية من الدهون الثلاثية ومقاومة الأنسولين وداء السكري، والوزن الزائد، وحتى بعض العوامل الوراثية، والمثير للتفاؤل أن غالبية هذه العوامل يمكن السيطرة عليها للوقوف في وجه تحول المرض إلى سرطان، وبخلاف الحمية الغذائية التي هي بداية الطريق، فهناك أيضاً وسائل أخرى، أبرزها الرياضة، إذ يعتبر البعض أن الكسل والمكوث في المنزل أياماً بلا حراك هو نوع جديد من التدخين، نظراً إلى تأثيرات هذا النمط الحياتي الشديد السلبية في أعضاء الجسم، إذ تكفي ساعتان من الرياضة المعتدلة أسبوعياً لتحقيق المطلوب.

كذلك من المهم الاهتمام بالوصول للوزن الصحي واتباع الطرق الملائمة لحال المريض للحصول على النتائج المرضية بالرجوع للمتخصصين، إذ إن زيادة الوزن عامل أساسي من عوامل إجهاد الكبد الدهنية، ومن ثمّ تفاقم حالتها، يضاف إلى ذلك الحصول على قسط كافٍ من الراحة التي يحتاج إليها الجسم من خلال الحرص على النوم المنتظم، وترطيب الجسد بشرب الماء بانتظام، ويجب متابعة فحوص الكبد بانتظام من طريق القيام بالتحاليل الدورية، وما هو أكثر إذا تطلب الأمر وعرضها على الطبيب المختص للحفاظ على معدلات الإنزيمات طبيعية وبعيدة عن دائرة الخطر.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة