ملخص
يعد كيميل أحد أشهر وجوه التلفزيون الأميركي، إذ إنه إضافة إلى برنامجه الذي يقدم نظرة فكاهية على الأحداث خمس ليالٍ في الأسبوع، تولى تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار أربع مرات، إلا أن بعض المحللين يرون أن إلغاء برنامجه يعود بصورة جزئية، إلى تراجع نسب المشاهدة لبرنامجه.
يعد إلغاء "أي بي سي" برنامج الفكاهي جيمي كيميل على خلفية تعليقات في شأن اغتيال المؤثر المحافظ تشارلي كيرك فصلاً جديداً من خضوع شبكات إعلامية كبرى في الولايات المتحدة لضغوط إدارة الرئيس دونالد ترمب، مما يثير مخاوف في شأن هوامش حرية التعبير.
وقررت "أي بي سي" تعليق برنامج جيمي كيميل لايف "إلى أجل غير مسمى"، وهو ما يعني عملياً استبداله أو إزالته من جدول العرض، بعد اتهامه المحافظين بممارسة عملية استغلال سياسي لجريمة اغتيال كيرك الحليف لترمب بإطلاق النار عليه في جامعة الأسبوع الماضي.
وأتى تعليق برنامج الفكاهي كيميل البالغ 57 سنة بعد نحو شهرين من تأكيد شبكة "سي بي أس" عزمها على أن توقف في سنة 2026 برنامج "ذا لايت شو" الذي يقدمه ستيفن كولبير المعروف بانتقاداته للرئيس الجمهوري.
وأتت الخطوة بعدما أثارت تعليقات لكولبير في شأن تسوية بقيمة 16 مليون دولار بين مجموعة "باراماونت" التي تنتمي إليها "سي بي أس" وترمب جدلاً.
وكانت "أي بي سي" بدورها قد تعرضت لانتقادات لاذعة بعدما وافقت في ديسمبر (كانون الأول) على منح 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى تشهير عوضاً عن مواجهتها في المحكمة.
وسبق لترمب أن وجه عديداً من الانتقادات إلى مقدمي البرامج المسائية على الشبكات الأميركية الكبرى، والذين يمزجون بين السخرية والتعليق السياسي واستضافة المشاهير، وغالباً أمام عدد كبير من الحاضرين.
وفي تصريحات للصحافيين أثناء رحلة العودة إلى الولايات المتحدة بعد زيارة دولة إلى بريطانيا، قال الرئيس الأميركي للصحافيين إن كل ما تقوم به الشبكات التلفزيونية ومقدمو البرامج هو "استهداف ترمب". أضاف "هم يحملون تراخيص. لا يُسمح لهم القيام بذلك".
وكان رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية براندن كار لوَّح بسحب تراخيص البث من المؤسسات المرتبطة بشبكة "أي بي سي" في حال قامت بعرض برنامج كيميل.
وكتب كار على "إكس" الخميس بعد تعليق البرنامج "شبكات البث التلفزيوني كانت على الدوام ملزمة بموجب تراخيصها، بالعمل من أجل المصلحة العامة، وهذا يشمل خدمة حاجات مجتمعاتها... أنا مسرور لأن عديداً من شبكات البث تتجاوب مع مشاهديها".
في المقابل أثار قرار "أي بي سي" انتقادات واسعة في صفوف سياسيين ديمقراطيين ومعلقين في مجال الإعلام، إذ دانوا تهديدات لجنة الاتصالات بسحب تراخيص البث، معتبرين أن الشبكات الإعلامية والترفيهية تبدي مصالحها الاقتصادية على ضمان حرية التعبير.
ورأت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، والتي خسرت انتخابات 2024 في مواجهة ترمب، أن "ما نراه هو استغلال صريح للسلطة... هذه الإدارة تهاجم المنتقدين وتستخدم الخوف سلاحاً لإسكات كل من يدلي برأيه. شركات الإعلام، من شبكات التلفزيون إلى الصحف، تستسلم في مواجهة هذه التهديدات".
بدوره اعتبر السيناتور ريتشارد بلومنتال أن "جيمي كيميل حُجب عن الهواء بسبب رقابة حكومية غير مسبوقة"، معتبراً أن لجنة الاتصالات الفيدرالية "أثبتت الآن أن مهمتها الوحيدة هي أن تكون شرطة التعبير في يد ترمب، تعاقب من يراهم خصوماً وتكافئ المحسوبين عليه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"إكراه"
ويعد كيميل أحد أشهر وجوه التلفزيون الأميركي، إذ إنه إضافة إلى برنامجه الذي يقدم نظرة فكاهية على الأحداث خمس ليالٍ في الأسبوع، تولى تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار أربع مرات، إلا أن بعض المحللين يرون أن إلغاء برنامجه يعود بصورة جزئية، إلى تراجع نسب المشاهدة لبرنامجه.
وقال أستاذ دراسات الإعلام في جامعة ديباو جيفري ماكال إن نسب مشاهدة كيميل "كانت موضع شكوك منذ مدة طويلة"، معتبراً أن "(أي بي سي) و(ديزني) كانتا مضطرتين في مرحلة ما إلى اتخاذ قرار مستند بصورة أكبر إلى السوق، وقررتا أنه من منظار نسب المشاهدة والمداخيل، لم يعد قابلاً للاستمرار".
ورأى مدير مركز حرية التعبير في جامعة ميدل تينيسي كين بولسون إن "المشكلة تكمن في الشركات التي تتخذ قرارات مستندة حصراً إلى الاعتبارات المالية، ولا يمكن الوثوق بها لحماية الجمهور".
وأتى الاعلان عن وقف برنامج ستيفن كولبير بينما كانت لجنة الاتصالات الفيدرالية تدرس اتفاقاً بمليارات الدولارات بين "باراماونت غلوبال"، وشركة "سكاي دانس" المملوكة من نجل لاري إيليسون المقرب من ترمب.
وأعطت اللجنة الضوء الأخضر للدمج بعد أيام من الإعلان في شأن كولبير، وحصلت على تعهد من "سكاي دانس" بأنها ستعتمد "إجراءات كفيلة باجتثاث الانحياز الذي قوض الثقة بالاعلام الإخباري الوطني".
وفي حالة كيميل كانت شركة "نكستار" التي تسيطر على نحو 200 محطة تلفزيونية محلية في الولايات المتحدة، أول من بادر للإعلان عن وقف عرض برنامجه بعد تصريحات كار الأربعاء.
وتنتظر "نكستار" ومقرها في تكساس الحصول على موافقة لجنة الاتصالات للاستحواذ على منافستها "تيغنا".
وانتقد معلقون يمينيون إبعاد كيميل من الهواء، مقارنين هذه الخطوة بطرد الإعلامي تاكر كارلسن من "فوكس نيوز" في 2023، أو إبعاد الممثلة روزان بار على خلفية تغريدات اعتبرت عنصرية، إلا أن بولسون نفى وجود أوجه شبه. وقال "في هذه الحالة، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية يستهدف شخصية إعلامية. الآخرون فقدوا وظائفهم بسبب غضب الجمهور". وأوضح أن "الشبكات تأخذ غضب الجمهور في الاعتبار، لكن عندما تغضب الحكومة، يصبح هذا إكراهاً".