مشكلة ليفربول مع صلاح قد تكلفهم لقب الدوري الإنجليزي

عندما تم تأكيد انتقال ألكسندر إيساك أخيراً إلى ليفربول، اعتبر كثير من مشجعي الفرق المنافسة على اللقب أن حظوظ فرقهم في إزاحة البطل هذا الموسم قد انتهت عند تلك اللحظة، ومع ذلك حتى بعدما شاهدوا ليفربول يحقق فوزه الرابع على التوالي أمام بيرنلي، قد يعيد كثر النظر في هذا الموقف.

رفاهية ليفربول أمام اختبارات صعبة

فبعدما كسر ليفربول الرقم القياسي في سوق الانتقالات البريطانية بالتعاقد مع المهاجم المتعدد المواهب فلوريان فيرتز، وأضاف واحداً من أكثر المهاجمين إثارة في أوروبا وهو هوغو إيكيتيكي، لتعزيز قوة هجومية سجلت 86 هدفاً في الموسم الماضي، بدا وكأن ليفربول يسخر من المنافسة حين أطلق عرضاً قياسياً آخر للتعاقد مع إيساك.

هل كانوا في حاجة إليه حقاً؟ لقد بدا إنفاق 125 مليون جنيه استرليني (169.95 مليون دولار) على مهاجم إضافي، تبذيراً واضحاً.

ومع ذلك وبعدما ظهر ليفربول عديم الحيلة والإبداع في الهجوم أمام بيرنلي، قبل أن ينقذه محمد صلاح بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع ليحافظ على بدايته المثالية في الموسم الجديد، فإن وصول إيساك في الواقع يأتي بدافع الضرورة أكثر منه بدافع الترف.

معاناة ليفربول أمام بيرنلي

على رغم كثرة المواهب في خط الهجوم، فإن ما كان واضحاً في الأداء الباهت أمام بيرنلي هو غياب نقطة الارتكاز الهجومية.

لعب إيكيتيكي في العمق مجدداً خلال مباراة ملعب "تورف مور"، لكنه شكل خطورة عابرة فقط عندما انطلق من الجانبين، أما فيرتز فقد عانى مرة أخرى في ترك أي بصمة مؤثرة، في حين أن تخصص كودي غاكبو بالانطلاق من الخط الجانبي وإرسال عرضية أو تسديدة بقدمه اليمنى يجعله غير قادر على التمركز في الوسط.

غير أن صلاح، على رغم أنه كان مجدداً من حسم المباراة، ربما يمثل مصدر القلق الأكبر. فالمصري يعاني دائماً أمام بيرنلي، إذ لم يسجل سوى هدف واحد ضد "الكلاريتس" طوال مسيرته مع ليفربول قبل مواجهة أمس الأحد التي جرت وسط رياح لانكشاير العاتية القادمة من تل بيندل.

صلاح يواصل الابتعاد عن مستواه المعهود

ومع ذلك نادراً ما يكون بهذا الهدوء، إذ لم يفز بأي صراع ثنائي طوال المباراة، ولم ينجح في أي مراوغة، وصنع فرصة واحدة فحسب، ولم يسدد أي كرة على المرمى، حتى ركلة الجزاء الحاسمة التي سجل منها.

وليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها صلاح بهذا الأداء المخيب منذ استئناف الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد يكون الأمر مفهوماً في سن الـ33، لكن إلى متى يمكنه الاستمرار بالاعتماد على مكانته الرفيعة داخل الفريق؟

قال سلوت عندما سئل عما إذا كان سيفكر في إخراج صلاح "لقد فكرت تقريباً في كل تبديل يمكن أن نجريه، لكن في النهاية نعود دائماً إلى حقيقة أنني لا أريد مغادرة هذا الملعب متعادلاً، ومع إخراج مو (صلاح) إذا كنت في حاجة إلى هدف، فيجب أن تبقيه في الملعب، ربما يحدث ذلك هذا الموسم أو ربما الموسم المقبل لكنه بالتأكيد لن يحدث كثيراً".

هل صلاح محصن في ليفربول؟

وكما هي الحال مع ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، لا يستبعد صلاح أبداً إلا في حال إراحته، ولا يتم استبداله، ولا يمكنك أن ترجو موهبة استثنائية للبقاء في النادي مرتين ثم تخرجه من التشكيل.

في أي فريق آخر سيكون مركز صلاح محمياً بالكامل، بعيداً من أي مساس، لكن ليفربول خاض سوق انتقالات تاريخية، كسر فيها الرقم القياسي البريطاني مرتين لجلب اثنين من أفضل المهاجمين في العالم، والإبقاء على صلاح أساسياً أسبوعاً بعد آخر، في ظل استمراره بهذا المستوى غير الفعال، قد يثبت – حتى لو بدا غير مرجح في هذه المرحلة – أنه مكلف بحلول مايو (أيار).

جاهزية إيساك وخيارات سلوت

عودة إيساك إلى الجاهزية الكاملة تمنح سلوت أحد أكثر الخيارات رفاهية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن إذا استمر مستوى صلاح بهذا الضعف، فقد يجد مدرب ليفربول نفسه مضطراً إلى فعل ما لا يمكن تصوره من أجل المصلحة الكبرى.

سيحل السويدي المشكلة الوحيدة المتبقية في هذا الفريق شبه المثالي لليفربول، فبوجوده في العمق يمكن لسلوت أن يدور بين ثروة الخيارات الهجومية المتاحة لديه حول الوافد الجديد.

طريقة توظيف صلاح في هذه المنظومة قد تحدد ما إذا كان سلوت سيصنع قوة ليفربول أخرى لا تقهر تسجل في كتب التاريخ أم لا.

وإذا نجح في ذلك فسيجبر جماهير الفرق المنافسة على العودة إلى توقعاتهم المتشائمة التي بدأوا بها الموسم.