لماذا يحتاج ليفربول إلى الصبر على ألكسندر إيساك؟

‏‎أنفق آرني سلوت 125 مليون جنيه استرليني (169.46 مليون دولار) على ضم مهاجم، وهو يعترف الآن أنه ليس الأفضل في عالم كرة القدم حالياً. ولم يكن ذلك إبداءً لندم المشتري بعد أغلى صفقة في تاريخ الكرة الإنجليزية، ولا تشكيكاً في جودة ألكسندر إيساك، ولم يكن أيضاً محاولة لوضع الوافد الجديد في حجمه، على غرار ما فعله برايان كلوف في أواخر القرن الـ20 عندما حطم الرقم القياسي البريطاني بالتعاقد مع تريفور فرانسيس، ثم جعل اللاعب صاحب المليون جنيه استرليني (1.36 مليون دولار) يحضر الشاي للفريق.

‏إيساك الأفضل في العالم… بشرط

بل كان الأمر انعكاساً للطريقة التي بدا بها إيساك، بالنسبة إلى كثر أخيراً. النوع الخاطئ من المهاجمين، اللاعب الذي امتنع عن بذل الجهد ليجبر نيوكاسل على بيعه، ومع ذلك يثق سلوت أن ذلك لن يتكرر في "أنفيلد"، لكن بينما يستعد إيساك لأول ظهور محتمل له مع ليفربول أمام بيرنلي غداً الأحد، يحذر المدرب الهولندي من أن صفقة اليوم الأخير ليست جاهزة للعب 90 دقيقة في كل مباراة، إذ لم يشارك سوى في 18 دقيقة، كبديل مع السويد ضد كوسوفو، منذ مايو (أيار) الماضي.

‏‎لذا حين سئل سلوت إن كان إيساك هو المهاجم الأبرز في العالم حالياً، جاء رده بتحفظ، إذ قال "هو واحد منهم"، وأضاف "في هذه اللحظة ليس كذلك، والسبب بسيط: لقد غاب أربعة أشهر، إذا كتبتم أنني قلت إنه ليس الأفضل في العالم، عليكم أن تضيفوا هذا الجزء وإلا فلن يكون الأمر عادلاً تماماً، لأنه واحد من أفضل لاعبي العالم، لكن لكي يصبح الأفضل في العالم، فإن أفضل اللاعبين في العالم يفوزون بالبطولات، وهذا ما يتعين عليه وعليّ وعلينا أن نفعله، حتى ينظر إليه – أو إلى غيره – باعتباره الأفضل أو واحداً من الأفضل".

قد يكون ذلك جزءاً من منطق إيساك في الانتقال من تاينسايد إلى ميرسيسايد، فقد ساعد نيوكاسل على الفوز بأول لقب كبير لهم منذ ستينيات القرن الماضي، عندما حققوا كأس رابطة الأندية الإنجليزية "كاراباو" على حساب ليفربول، لكن ألقابه تقتصر على كؤوس محلية في ألمانيا وإسبانيا وإنجلترا.

تمرد إيساك على نيوكاسل وموقف ليفربول

ويمكن لإيساك أن يجادل بأن الطموح هو ما دفعه إلى مغادرة ملعب "سانت جيمس بارك"، بينما قد يقول نيوكاسل إنه جعل موقفه في النادي لا يحتمل حين تغيب عن جولة الإعداد للموسم الحالي، ولم يتدرب مع الفريق، وبقي غير متاح للاختيار، وهي أسباب جعلته يبدأ مسيرته مع ليفربول وهو يفتقر إلى الجاهزية التنافسية.

أما سلوت فقد أعلن أنه غير قلق من تصرفات إيساك، مؤكداً أنه لا يتوقع تكرارها في "أنفيلد"، ويمكن تفسير كلامه بأن ليفربول أقرب إلى قمة هرم كرة القدم من نيوكاسل، أو أنه قد يثير غضب "الماكبايس، فقد تمسكوا بموقف مفاده أن إيساك غير معروض للبيع، لكن سلوت جادل بأن نهج ليفربول يجعل كل الأمور أكثر انسجاماً، فلا تصل العلاقات إلى درجة التدهور.

وقال سلوت "ليس من الضروري أن يحدث ذلك في نادينا، لأننا أيضاً نتاجر باللاعبين، إذا أراد لاعب الرحيل وحصلنا على المبلغ المناسب، فإن هذا النادي أثبت على مدى أعوام طويلة أننا عندها نقوم بالبيع، في نادينا ليس من الضروري أبداً الدخول في إضراب. أعتقد أن العكس تماماً سيحدث، يمكنك أن تواصل التدريب هنا، وهارفي (إليوت) يحصل على انتقاله، وتايلر مورتون يحصل على انتقاله"، وكذلك فعل لويس دياز، وكذلك داروين نونيز، إذ لم يدخل أي منهما في إضراب، وغادر كل منهما بشروط أفضل.

وأردف سلوت "ربما كان هناك ثمانية أو تسعة أو 10 لاعبين في فترة الانتقالات الأخيرة تصرفوا بأفضل طريقة ممكنة، ونحن ناد يتاجر باللاعبين، لذا ربما عليكم أن تكتبوا هذا لكل وكيل لاعب هنا: الأمر غير ضروري، إذا دفع النادي المناسب السعر المناسب للاعب المناسب، فقد أظهر هذا النادي أننا دائماً نقوم بالبيع لأننا في حاجة إلى ذلك لنجلب لاعبينا، هذا مختلف".

كان ليفربول يريد إيساك بالفعل عندما رفض نيوكاسل عرضاً بقيمة 110 ملايين جنيه استرليني (149.13 مليون دولار)، وعندما أخذت أيام السوق تنفد، وفي اللحظات التي بدا فيها إبرام الصفقة غير محتمل، لم يتغير تركيزهم، وكان لسلوت منطقه حين قال "أسباب كثيرة، لكن ربما السبب الأبرز بالنسبة إليَّ أنه قد أثبت نفسه بالفعل في الدوري الإنجليزي الممتاز".

كيف سعى ليفربول إلى تأمين مستقبله؟

وأضاف "نعلم أنه إذا بقي سليماً فسيكون قادراً على تسجيل الأهداف لنا، وما يضيفه أيضاً هو سرعته الهائلة، كما يستطيع التسجيل بكلتا قدميه وبرأسه".

وأوضح أنهم قاموا بما سماه "تأمين مستقبل الفريق" من خلال التعاقد أساساً مع لاعبين شباب، وخلق موازنتهم الخاصة بجلب أكثر من 200 مليون جنيه استرليني (271.14 مليون دولار) من المبيعات.

ومع ذلك كان اختيار إنفاق 125 مليون جنيه استرليني (169.46 مليون دولار) على إيساك بمثابة بيان واضح، وهو ما يتماشى مع التاريخ الحديث للنادي وهويته، كما أشار سلوت، مسلطاً الضوء على صفقة ضم أليسون بيكر بـ65 مليون جنيه استرليني (88.12 مليون دولار)، وصفقة فيرجيل فان دايك بـ75 مليوناً (101.68 مليون دولار)، وقال سلوت موضحاً "هذا أيضاً جزء من نموذجنا، ليست هذه المرة الأولى التي نفعل فيها ذلك، لقد فعل المالكون ذلك مع فيرجيل، ومع ألي، والآن مع فلوريان (فيرتز) أيضاً".

لكن إذا لم تتدفق الأهداف، فإن قيمة إيساك الأعلى قد تتحول إلى عبء ثقيل عليه وعلى سلوت معاً، فالمدرب الذي فاز بالدوري الإنجليزي من دون إنفاق أصبح لديه الآن صفقة قياسية، وقال سلوت "قد يضع ذلك ضغطاً عليَّ وعليه، لكنه ليس ضغطاً إضافياً، لأنك إذا حملت هذا على صدرك"، مشيراً إلى شعار النادي، "فإن الضغط موجود دائماً".

وربما يكون الأمر أعظم أثراً حين يكلف لاعب بمهمة أن يصبح أفضل مهاجم في العالم، لكن إذا كان إيساك قد جلب بسبب حسمه أمام المرمى، فإن ليفربول أظهر حزمه أيضاً في سعيه إلى تحقيق هدفه الخاص، وقال سلوت "نحن نستهدف لاعباً ونرغب في الحصول عليه، نحدد قيمته، وإذا تطابقت مع ما يريده النادي، فإننا لا نخشى الإقدام على الفعل".